تعيش مدينة تورينو على وقع حدث مقتل الشاب المغربي عبد الرحمان خلفة الذي أكدت مصادر مغربية، أنه فارق الحياة على ضفاف نهر مدينة تورينو «البو» غرقا بعد تلقيه ضربات على رأسه من طرف عناصر من رجال الشرطة المالية الإيطالية. ميلانو : عبد المجيد السباوي : هذه القضية التي تحاول جهات إيطالية ومعها حتى قنصلية المملكة بتورينو التقليل من شأنها، جعلت عددا مهما من أبناء الجالية المغربية بالمدينة الإيطالية الغيورين على مصالحها والذين يعتبرون أن الدم المغربي ليس رخيصا إلى هذا الحد، يشككون في تقرير الطب الشرعي الذي أظهر أن الضحية لم يتعرض لاعتداء قبل غرقه بالنهر، مؤكدين وحسب شهود عيان كانوا صحبة الشاب المغربي «القتيل» أن هذا الأخير تلقى ضربات على رأسه فقد على إثرها الوعي قبل أن يسقط في النهر. «المساء» وللتعرف على تفاصيل أخرى تخص هذه القضية، قامت بجولة بمنطقتي بورتا نووفا و»موراسي» المكان الذي لقي فيه عبد الرحمان حتفه لتلتقي بأصدقائه ومعارفه الذين عبروا عن سخطهم وغضبهم من تصرف رجال الأمن الإيطاليين ومن لامبالاة القنصلية المغربية بتورينو تجاه هذه القضية. السيناريوهات المحتملة تتضارب الأنباء والروايات حول قضية مقتل الشاب المغربي عبد الرحمان خلفة 21 سنة (من مواليد الدارالبيضاء بحي سيدي مومن)، ففي الوقت الذي تؤكد فيه مصادر رسمية بشرطة مدينة تورينو ومعها وسائل الإعلام الإيطالية أن الضحية فارق الحياة غرقا بعد سقوطه في نهر البو، يرى عدد من أصدقاء ومعارف عبد الرحمان وعلى رأسهم قاصر مغربي (15 سنة) كان بصحبته أثناء مطاردة الشرطة لهما، أن الشاب المغربي تعرض لاعتداء بالضرب من طرف هذه العناصر قبل أن يسقط في النهر ويفارق الحياة فيه غرقا. وجدت أن في الأمر لغزا محيرا فقررت جمع ما أمكن من المعلومات عن هذا الحادث أو الجريمة من طرف أصدقاء الضحية لمقارنتها بالرواية التي تروج لها السلطات الإيطالية عن طريق وسائل الإعلام بمدينة تورينو ولوضع سيناريو محتمل عن الحاث. كان لي موعد مع أحد الوجوه المغربية المعروفة بمدينة تورينو ويدعى عبد الله مشنون الملقب بأبو أنس، بمنطقة موراسي التي لقي فيها الشاب المغربي حتفه غرقا بنهر البو، كان الموعد يصادف وقفة احتجاجية للعشرات من أبناء الجالية المغربية ومعهم جمعيات إيطالية للمطالبة بحقيقة ما جرى للشاب المغربي وبتطبيق العدالة في حق رجال الأمن في حالة ثبوت تورطهم في مقتل عبد الرحمان. وأنا في طريقي إلى مكان الموعد والمظاهرة كنت أصارع الوقت للتمكن من الوصول في الوقت المحدد للحديث مع المتظاهرين لمعرفة بعض التفاصيل منهم تتعلق بالقضية قد تفيدني في وضع تصور تقريبي لما حدث، لكن محاولاتي باءت بالفشل لأصل إلى المكان متأخرا ولا أجد من الجمع إلا «أبو أنس» وثلاثة من أصدقاء الضحية الذين وصولوا متأخرين مثلي عن موعد المظاهرة. قبل البدء في الحديث مع أبو أنس طلب مني هذا الأخير أن أتبعه إلى المكان الذي غرق أو أغرق فيه عبد الرحمان، ليطلعني عليه، موضحا لي أنه المكان نفسه الذي انتشلت جثة الضحية منه، ما يعني أن عبد الرحمان لم يكن يحاول الفرار من رجال الأمن سباحة بل سقط في مياه البو وهو مغمى عليه لتطفو بعد ذلك جثته في نفس النقطة التي سقط منها وينتشلها بعد ذلك رجال الإسعاف الذين حاولوا إنقاذه دون جدوى. كان المكان خاليا تماما من الناس إلا من بعض المارة الإيطاليين الذين سمعوا عبر وسائل الإعلام الإيطالي عن نبأ مقتل المغربي فكان فضولهم يجعلهم يتأنون في المشي للاطلاع على منشور يتضمن صورة الضحية محاطا بزهور صفراء وضعها أصدقاؤه في المكان الذي انتشلت منه جثته. كان منظرا مؤثرا وحزينا بالنسبة لي ولأبناء جلدتي من المغاربة الذين كانوا برفقتي، لكن المنظر نفسه لم يلق صدى قويا في نفوس الإيطاليين من المارة، فاستنتجت بشكل واضح أن إنسانية الإيطاليين ومطالبتهم بالحق والعدالة التي يتبجحون ويتظاهرون بها في كل مناسبة من أجل الدعاية لا تشمل المغاربة والمهاجرين الآخرين بل تمس فقط كل ما يراه السياسيون ووسائل الإعلام، مناسبا وصالحا لأن يحظى بالاهتمام وبتعاطف وتفاعل المجتمع الإيطالي معه. تركت خواطري جانبا وسألت أحد أصدقاء الضحية (23 سنة) عما يعرفه عن الحادث وعن عبد الرحمان وعمله في الاتجار في المخدرات. فقال: «الظروف القاسية هي التي جعلتنا وجعلته يتعاطى لهذا النوع من التجارة، لكن هذا لا يعني أن عبد الرحمان كان شريرا بل كان مسالما ويتعامل بود مع الجميع، الشيء الذي مكنه من نسج علاقات صداقة مع الجميع حتى مع الإيطاليين. وهذا يعني أن ليس لديه أعداء....»، سكت الصديق بعض الشيء لتذكر بعض التفاصيل واستطرد قائلا: «سأطلعك على بعض الصور بهاتفي المحمول تؤكد أن عبد الرحمان لم يمت غرقا بل قتل على أيادي عناصر الشرطة المالية الذين، وحسب شهادة قاصر مغربي كان برفقته، انهالوا عليه بالضرب قبل أن يسقط في النهر». كان الشاب يتحدث معي ويبحث في الوقت نفسه في هاتفه المحمول عن الصور، فقال: «انظر إلى هذا المنظر وإلى هذه الصورة التي تدل على أن الضحية تعرض للضرب قبل سقوطه في النهر». كانت الصورة رغم عدم وضوحها تظهر الدم مع بعض الكدمات على وجه عبد الرحمان، ما جعلني أشك في رواية عناصر الشرطة المالية الذين حاصروا الضحية وصديقه بضفة النهر. قبل أن أفكر في طرح سؤال آخر على صديق الضحية الذي يتحدر هو الآخر من مدينة الدارالبيضاء بادرني بجواب آخر موضحا لي فيه تفاصيل مهمة استقاها حسب ما ذكره لي من شهود عيان لم يكشف عن أسمائهم. فقال: «أنا أعرف جيدا عبد الرحمان وأعرف أنه يجيد السباحة، فلنفترض وكما جاء في رواية رجال الشرطة أنه فر منهم ليلقي بنفسه في النهر، فما سبب وجود الدم والكدمات في وجهه، أنا متأكد أن السيناريو الحقيقي هو أن رجال الأمن ضربوا الضحية قبل سقوطها في الماء، وأعتقد أن عبد الرحمان إن كان فعلا رمى بنفسه في النهر من أجل الفرار فأنا على يقين أنه سيصل إلى الضفة الأخرى بسهولة بالغة، لأنه وبكل بساطة يجيد السباحة». تفسير معقول ومنطقي يفند رواية رجال الأمن الذين أكدوا أمام النائب العام الإيطالي بتورينو أنهم كانوا يقتفون أثر عبد الرحمان وحاولوا القبض عليه بتهمة حيازته واتجاره في المخدرات ليفاجئوه بالقرب من النهر، مبرزين أنه حاول الفرار منهم ليلقي بنفسه في النهر ويلقى حتفه هناك غرقا وأمام أعينهم». إذن، إذا كان هذا السيناريو حقيقيا، فلماذا لم يتم إنقاذه بسرعة وانتشاله من مياه البو؟ فرار الشاهد الوحيد كان علي أن ألتقي وأتحدث مع القاصر المغربي الشاهد الوحيد في هذه القضية، لمعرفة بعض التفاصيل والتأكد من أن المعلومات التي أحتكم عليها صحيحة وتتطابق مع روايته التي صرح بها أمام النائب العام الإيطالي، فسألت عنه عددا من أصدقائه من «البزنازة الصغار» الذين أكد لي بعضهم أنه معتقل لدى الشرطة في حين أن البعض الآخر أوضح لي أنه في حالة فرار. قمت بجولة بحي بورتا نووفا بحثا عنه أو عن أي خيط يوصلني إليه، إلى أن صادفت مغربيا في العشرينات من عمره من تجار المخدرات بهذه المنطقة يعرف الضحية وصديقه الفار، فقال لي: «كل المعلومات التي لديك عن سيناريو الجريمة التي ارتكبها رجال الشرطة صحيحة وقد حكاها لي القاصر المغربي الفار، فقد علمت أنه تمكن من الإفلات من يد رجال الشرطة الذين كانوا يضعونه تحت الحراسة، ومخافة أن يتم إلقاء القبض عليه مجددا، فقد اختفى عن الأنظار بعد أن حكى للنائب العام ما جرى له ولعبد الرحمان بالتفصيل متهما عناصر الشرطة المالية الذين حاصروه بقتل صديقه ورميه في النهر». كنت أعلم أن المغربي البزناز كان يعرف مكان القاصر الفار، وكنت أعلم أنه قادرعلى أن ينظم لي لقاء معه، لكنه حماية له فضل أن يوصل لي وللجميع رسالته التي تؤكد أن عبد الرحمان لم يفارق الحياة غرقا بل قتل على يد رجال يمثلون سلطة بلد ديموقراطي. كان مع القاصر المغربي كل الحق في الفرار بحثا عن مكان آمن يحميه من شرطة تورينو التي تتحين الفرص لترحيله إلى المغرب وترحيل كل من يمكنه أن يدلي بشهادة بخصوص الموضوع، فالقاصر أو الشاهد كان يعلم جيدا أن عملية ترحيله سهلة جدا، خصوصا وأنه يعمل في تجارة المخدرات وأن مسؤولا بقنصلية المملكة بتورينو يدعى عبد الهادي هو الذي يتحكم في زمام الإدارة المغربية عوض عن قنصلها، لن يتردد في تقديم مساعدات للسلطات الإيطالية للإدلاء بوثائق رسمية تمكنها من ترحيل القاصر وكل المغاربة الذين لا يحتكمون على رخص الإقامة إلى المغرب، فالرجل فعلها مرات مع عدد من المهاجرين المغاربة غير الشرعيين، رغم أنه غير مجبر وبلغة القانون على فعل ذلك، فقد حكى لي عدد من أبناء الجالية المغربية بتورينو، أن قنصلية المملكة من فرط تعاونها مع السلطات الإيطالية بالمدينة من أجل ترحيل المقيمين غير الشرعيين من أبناء وطننا، وقع مسؤول بها ذات مرة على وثائق تشهد للسلطات الإيطالية بأن مهاجرا تونسيا يتمتع بالجنسية المغربية، ليتم ترحيله إلى المغرب خطأ قبل أن يكتشف الأمر وتتم إعادته مجددا إلى إيطاليا. إذن فالخوف الذي يشعر به القاصر المغربي الفار ليس خوفا من الإدلاء بالشهادة بل هو خوف على مصيره من أن تتمكن السلطات الإيطالية من ترحيله إلى المغرب بتعاون مع الإدارة المغربية بتورينو. القنصلية و الجمعيات في خدمة المهاجرين بشهادة كل من استجوبتهم «المساء» من مغاربة تورينو وجهة البييمونتي، فإن هناك غيابا تاما لدور تلعبه الجمعيات المغربية وبقنصلية المملكة بتورينو لإيجاد حلول والدفاع عن قضايا الجالية بهذه المنطقة، لامست هذا الأمر بشكل شخصي في مناسبات عديدة، وكان آخرها في المظاهرة الاحتجاجية التي نظمتها جمعية إيطالية «تشينترو سوتشالي» (المركز الاجتماعي) بتعاون مع أصدقاء ومعارف الضحية عبد الرحمان خلفة، حيث لم يسجل حضور لا جمعيات مغربية ولا ممثلين عن القنصلية ولا حتى ممثلين عن مساجد مدينة تورينو التي تتحكم فيها عناصر من الجالية المغربية إلا حضورا فرديا لوجوه مغربية معروفة بتورينو مثل الصحفي يوسف بجوال وعبد الله مشنون وفاطمة خلوق. استفسرت عن الأسباب الكامنة وراء ذلك، فقيل لي إن هذه الجمعيات ومعها القنصلية لا تتحرك إلا من أجل مصالحها الخاصة الضيقة رغم أنها وجدت من أجل الصالح العام. في المظاهرة الثالثة للتنديد بمقتل الشاب المغربي التي نظمت عشية السبت الماضي، لوحظت مشاركة عدد قليل من أبناء الجالية المغربية بتورينو مقارنة بالمظاهرتين السابقتين، فاستفسرت عن أسباب ذلك، ليتم إخباري أن هناك جهات مغربية بتعاون مع السلطات الإيطالية روجت لفكرة أن من يشارك في المظاهرة من المغاربة الذين لا يحتكمون على رخص الإقامة سيتم القبض عليه وترحيله إلى المغرب، لأن المظاهرة غير مرخص لها، فهمت من هذه المؤامرات التي كانت تحاك بشكل جيد في الخفاء أن الشرطة والسلطات الإيطالية بشكل عام تتخوف من إظهار الحقيقية بشأن هذا الموضوع ومن حدوث ثورة وانتفاضة لبزنازة الجالية المغربية بتورينو مع عناصر يسارية من «تشينترو سوتشالي»، خصوصا أن بعضهم كان قد هدد بإحداث أعمال شغب بالمدينة مع إضرام النار في قنصلية تورينو احتجاجا على مقتل الشاب المغربي عبد الرحمان. كانت الأحداث بخصوص القضية تتسارع وتتضارب بشكل غريب، فقررت في بادئ الأمر الاتصال بجهات إيطالية رسمية لمعرفة تفاصيل الحادث ومعها تقرير الطب الشرعي الذي أكد أن جثة عبد الرحمان لا توجد بها كدمات أو آثار للاعتداء أو الضرب، بعد فشلي في هذه المهمة لغياب المعنيين بالأمر من المسؤولين الإيطاليين، اتجهت إلى قنصلية المملكة لأستفسر منها عن سير التحقيق وعن الإجراءات التي اتخذتها لمعرفة حقيقة مقتل عبد الرحمان.... كان أول شيء استرعى انتباهي عند دخولي القنصلية هو التغيير المهم والإيجابي الذي طرأ على مكاتبها التي أصبحت شبيهة بمكاتب الإدارات الإيطالية، لون برتقالي جميل، شبابيك زجاجية محترمة ومنظمة مكاتب مفتوحة على الطريقة الأمريكية لخلق تحاور مباشر بين الموظفين لتسريع وتيرة العمل، شيء جميل ومفرح جعلني أعتقد ولبضع دقائق أن شيئا ما يتغير داخل الإدارة المغربية بتورينو، وأن الضمير المهني بدأ يصحو، لكن هذا الاعتقاد وفي ظرف وجيز ذهب أدراج الرياح عندما طرقت باب القنصل الذي رفض في بداية الأمر مدي بمعلومات عن الإجراءات التي تقوم بها قنصليته في إطار قضية مقتل الشاب المغربي وفي إطار ردها على تقرير الطب الشرعي، متحججا بأنه جد مشغول رغم أنني طلبت منه ثلاث دقائق من وقته. كان أول شيء تحدث به القنصل هو معاتبتي على موضوع نشرته بجريدة «المساء» مؤكدا لي أنه أساء إليه وإلى قنصليته، ففهمت أن سبب امتناعه عن الإدلاء بأي تصريح مرده إلى اتخاذه موقفا مني. فقلت له: «فلنترك جانبا هذا الموضوع ولنخصص له موعدا في الأسبوع المقبل، أنا اليوم أريد منك ومن قنصليتك مدي بمعلومات إضافية عن مقتل الشاب المغربي وعن الإجراءات التي تقوم بها القنصلية لإظهار الحقيقة بخصوص الموضوع». فقال لي: «القنصلية في إطار هذه القضية تباشر العمل بكل جدية وقد كانت لها اتصالات مكثفة مع المسؤولين الإيطاليين بخصوص ذلك». كنت أعلم أن القنصل يعاني من مشاكل كثيرة منذ تسلمه مهامه في الإشراف على القنصلية بإيطاليا وهو لذلك يضاعف مجهوداته وفي حركة دائبة لإعادة هيكلتها ومنحها صورة ودورا جديدا في حياة مغاربة تورينو، لكن الشيء الوحيد ربما الذي لم يتفطن إليه هو أن مجهوداته ستبوء بالفشل لوجود حاشية تحيط به وتتحكم في قنصليته لتخلق مزيدا من الحواجز بينها وبين الجالية المغربية. سوابق الشرطة الإيطالية في قتل مغاربة والاعتداء عليهم هناك عدة مواقف وأحداث تثبت أن الشرطة الإيطالية متورطة في اعتداءات على مهاجرين مغاربة وقتلهم إن دعت الضرورة إلى ذلك، فقضية مقتل عبد الرحمان أعادت إلى الأذهان العملية التي نفذتها عناصر من شرطة مدينة تورينو قبل عشر سنوات والتي ألقت من خلالها القبض على شاب مغربي من تجار المخدرات بالقرب من إحدى ضفاف نهر البو قبل أن تكبل يديه وترمي به في مياهه، لتسجل قضية مقتله ضد مجهول دون أن تتحرك أية جهة مغربية للتقصي عن الجهات التي كانت وراء هذه الجريمة. وبمدينة ميلانو وقبل سنتين قتل رجل أمن إيطالي خاص مهاجرا مغربيا برصاص مسدسه بعد دخولهما في مشادات كلامية، والغريب في الأمر أن الشرطي بعد تحقيق معه دام أقل من ثلاثة أيام تم إطلاق سراحه وكأن شيئا لم يكن. بمدينة ساسوولو (نواحي مودينا) تمكن بعض أبناء الجالية المغربية من تسجيل فيديو يبرز اعتداء سافرا لرجال الأمن الإيطاليين (كرابينيري) على مهاجر مغربي في حالة سكر، حيث أظهر الشريط أن هؤلاء كانوا يوجهون لكمات وركلا قويا إلى بطن ورجل المهاجر الذي كان يرفض الدخول إلى سيارتهم، ورغم احتجاج الجالية المغربية على هذا التصرف وبث لقطات هذا الشريط عبر وسائل الإعلام الإيطالية، فالسلطات الإيطالية ومعها التمثيلية القنصلية المغربية بإيطاليا لم تحرك ساكنا، وكأن هذا المواطن حشرة لا تستحق إلا أن يداس عليها بالأرجل. بمدينة تورينو مرة أخرى وقبل أسابيع دهست سيارة شرطة قاصرا مغربيا كان مطاردا بتهمة الاتجار في المخدرات، ليتم نقله إلى المستشفى في حالة خطرة، وبعد استفاقته ولأسباب يجهلها الجميع، رفض الإدلاء بأي تصريح أو اتهام الشرطة بكونها السبب في الحادث الذي تعرض له.