عبر المواطن المغربي فؤاد صالح الذي بترت يده اليسرى بشكل جزئي ليلة رأس السنة الميلادية بمدينة تورينو شمال إيطاليا عن مخاوفه من احتمال الانتقام من والديه المقيمين بالمغرب. ويعتقد أن هذه المخاوف هي وراء التصريحات المتناقضة التي أدلى بها فؤاد صالح بخصوص جنسيته الحقيقية إذ صرح في البداية بأنه مغربي ثم جزائري قبل أن يتراجع ويقول إنه مغربي كما ذكرت وسائل الإعلام الإيطالية. وأكدت مصادر قنصلية مغربية أن الضحية هو بالفعل مواطن مغربي من مدينة الدارالبيضاء. وكان الشاب المغربي 19 عاما الذي ترجح الصحافة الإيطالية أن تكون له نزاعات مع أوساط المتاجرة في المخدرات قد هرب من مستشفى مولينيت بتورينو بعد أن خضع لعمليتين جراحيتين. وبعد ان اتصل فؤاد بجمعية ضيافة المغرب التي تهتم بالمهاجرين من شمال إفريقيا المقيمين بتورينو أقنعه مسؤولو هذه الجمعية بضرورة العودة للمستشفى قصد تلقي للعلاج. وقد أدخل فؤاد الذي عبر عن استعداده للتعاون مع المحققين لتحديد هوية المعتدين الذين يعتقد أنهم من مهربي المخدرات إحدى غرف المستشفى تحت حراسة عناصر من الشرطة بزي مدني وحصل على ضمانات من السلطة الإيطالية لحمايته. وكان فؤاد صالح قد صرح في بداية التحقيق لصحيفة "لاستامبا" الإيطالية بأنه يجهل كلية ظروف الاعتداء وهوية المعتدين، معترفا أنه كان لحظة محاولة بتر يده في حالة سكر ولا يتذكر أي شيء سوى وضعه في سيارة الإسعاف التي نقلته إلى المستشفى. وقد عثر عليه حوالي منتصف ليلة 31 دجنبرالماضي ممددا على الأرض وهو ينزف وسط أحد أحياء ضاحية المدينة المعروفة بخطورتها وكثرة الجرائم فيها. واعترف فؤاد صالح للشرطة بأن والديه اللذين يستقران في المغرب يواجهان خطر التعرض لعمليات انتقامية على يد الأشخاص الذين اعتدوا عليه. ومن جهة أخرى اعتبرت رئيسة جمعية ضيافة المغرب سعاد بن خدين أن الأمر ينتهي بالعديد من الشبان المهاجرين مثل فؤاد بمعاشرة أشخاص منحرفين ويجبرهم مهربو المخدرات على العمل معهم ولا يجرؤون على التبليغ عنهم خوفا على حياتهم وحياة أقاربهم.