أمريكا تبحث تعديل مشروعها في مجلس الأمن اأبرزت الصحف البريطانية الصادرة اليوم ما اعتبره معظمها تراجعا للإدارة الأمريكية عن إصرارها على قرار متشدد بشأن الأزمة العراقية وموافقتها على صيغة قد تروق لبقية الأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن. كما تحدثت الصحف عن " الإرهاب الإسلامي" في أعقاب انفجار بالي وعن تزايد الضحايا في صفوف المدنيين الفلسطينيين في الهجمات الإسرائيلية على غزة. صحيفة الديلي تليجراف المحافظة خصصت أحد عناوينها الرئيسية: بوش يفسح الطريق أمام قرار بشأن العراق. وتقول الصحيفة إن عودة المفتشين الدوليين إلى العراق باتت أمرا محتملا، وأشارت إلى أن الإدارة الأمريكية تراجعت عن موقفها المتشدد بشأن تضمين التهديد باستخدام القوة في القرار الخاص بعودة المفتشين الدوليين إلى بغداد كما أنها تخلت عن إصرارها على وجود قوات عسكرية تصحبهم أثناء أدائهم لمهامهم. ويشير التقرير الذي كتبه مراسل التليجراف في واشنطن إلى أن روسيا وفرنسا اعتبرتا الخطوة نصرا دبلوماسيا، لكن المسؤولين الأمريكيين حذروا من أنهم سيتخلون عن جهود استصدار قرار دولي في حال رفضت الدول الأخرى الموافقة على مشروع معدل. ويصر البيت الأبيض على أن التحول الأخير قد حدث بموافقة جميع المسؤولين في إدارة بوش، لكن المراقبين يقولون إن المرونة الأخيرة تعتبر انتصارا تكتيكيا لمواقف وزير الخارجية كولن باول على الصقور في إدارة بوش. وفي ملف العراق أيضا تنشر الفياننشيال تايمز تحذيرا نقلا عن تقرير للمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن بعنوان يقول: حرب العراق سوف تؤدي إلى معارك دامية في الشوارع. ويقول التقرير إن هناك احتمالا لوقوع خسائر كبيرة في صفوف قوات التحالف والمدنيين العراقيين على حد السواء لأن القيادة العراقية تضع في حسبانها استدراج أي قوة غازية نحو المدن والبلدات والقرى لتعادل التفوق التكنولوجي للعسكرية الأمريكية. كما يشير إلى أن القوة الجوية المتفوقة لن تكون كبيرة النفع في المعارك التي ستدور في المناطق السكنية لأنها ستخلف خسائر مدنية فادحة حتى في حال استخدام أصغر القنابل. وإلى ملف الشرق الأوسط فقد نشرت الديلي تليجراف خبرا قصيرا بعنوان يقول: مقتل أطفال ونساء مسنات في قصف إسرائيلي. وتقول الصحيفة إن الجيش الإسرائيلي قتل ستة فلسطينيين بينهما طفلان وامرأتان مسنتان عندما قصفت دباباته منازل فلسطينية في مخيم رفح يوم أمس. وتنقل الصحيفة عن الجيش الإسرائيلي قوله إن دباباته كانت ترد على نيران أطلقت من المنازل بينها قذيفة مضادة للدبابات أطلقت على عربة مدرعة. غير أن شهود العيان يقولون إن الحادث وقع عندما كان الجيش الإسرائيلي يقيم حائطا على طول الحدود المصرية ويفتش عن أنفاق تستخدم في تهريب الأسلحة إلى الفلسطينيين عبر الأراضي المصرية. صحيفة الجارديان نشرت تقريرا في صفحة الشؤون الدولية بعنوان: بوش يحدد مسار السلام في الشرق الأوسط. وتنقل الجادريان عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن الأمريكيين طرحوا على رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون خلال زيارته الأخيرة لواشنطن مشروعا لإحلال السلام في الشرق الأوسط على ثلاث مراحل. وحسبما تقول الصحيفة فإن المرحلة الأولى تتضمن قيام السلطة الفلسطينية بوضع حد للعنف وتبنى إصلاحات جذرية بينما تنهي إسرائيل احتلالها للأراضي التي كانت خاضعة لسيطرة السلطة. وتشمل المرحلة الثانية عقد مؤتمر دولي للسلام في الشرق الأوسط بحلول نهاية العام المقبل ثم المرحلة الثالثة التي ستشمل مفاوضات الوضع النهائي بين الجانبين وإقامة دولة فلسطينية بحلول عام 2005. وانتقد الفلسطينيون هذه الخطة على لسان وزير العمل غسان الخطيب الذي قال إنها تتبنى الموقف الإسرائيلي الذي يطالب الفلسطينيين بوقف العنف ويتجاهل أسبابه. صحيفة التايمز تنشر تقريرا عن الشخصية التي رشحتها السعودية كسفير لها في بريطانيا خلفا للسفير السابق غازي القصيبي. والمرشح للمنصب هو الأمير تركي الفيصل رئيس المخابرات السعودية السابق الذي تقول عنه التايمز إنه كان الصلة معه ابن لادن وإن اسمه ورد في القضية المرفوعة من قبل أهالي ضحايا 11 سبتمبر. وقد ظل تركي الفيصل على قمة المخابرات السعودية طيلة ربع قرن، ويقول المراقبون إن الأمير الذي يبلغ من العمر 57 عاما شقيق لوزير الخارجية وإنه يلعب دورا بارزا في صفوف العائلة المالكة وإن اختياره يعكس الأهمية التي توليها السعودية لعلاقاتها مع بريطانيا. لكن اسمه قد ورد في قائمة الأشخاص الذين رفع عليهم أهالي ضحايا هجمات 11 سبتمبر دعوى قضائية ويطالبونهم بتعويض قدره تريليون دولار أمريكي (ألف مليار). ويتهمه الضحايا بتمويل بن لادن. وقد أقر الأمير تركي الذي تخرج من جامعة أكسفورد بأنه التقى بن لادن خمس مرات خلال فترة "الجهاد" ضد السوفييت في أفغانستان، وكانت السعودية طيلة تلك السنوات تدعم المقاتلين الأفغان بتشجيع أمريكي. صحيفة الفايننشيال تايمز نشرت على صفحة الرأي مقالا كتبه فيليب ستيفنز بعنوان يقول: الحرب على الإرهاب الإسلامي لا يمكن كسبها بالقوة العسكرية فقط. ب.ب.س