تكثفت التعبئة العامة في تركيا لدي السلطات والقيادات السياسية او هيئات المجتمع المدني علي حد سواء ضد تدخل عسكري امريكي محتمل في العراق. وافادت وكالة انباء الاناضول ان حزب الحرية والتضامن (يساري، غير ممثل في البرلمان) نظم امس الاحد في اسطنبول تجمعا ضم مئات الاشخاص للتعبير عن معارضتهم لعملية امريكية. وردد المتظاهرون هتافات لن نصبح جنود الامريكيين و أيتها الولاياتالمتحدة، ارفعي يديك عن الشرق الاوسط و شارون قاتل، بوش قاتل . ونقلت وكالة انباء الاناضول عن رئيس حزب الحرية والتضامن اوفوك اوراس القول لن نقف متفرجين علي كل ذلك بحجة ان الولاياتالمتحدة تريد السيطرة علي نفط المنطقة . من جهته اعتبر نائب رئيس حزب السعادة (48 نائبا من اصل 550 في البرلمان) محمد بكر اوغلو خلال تجمع انتخابي في ريز (شمال شرق) ان هذا التدخل الامريكي سيترجم عبر خسائر كبري لتركيا معبرا عن خشيته من تغير خارطة الحدود الاقليمية. وفي انطاليا (جنوب) تمكنت جمعية الفكر الوطني من جمع حوالي 11 الفا و500 توقيع خلال حملة اطلقت عليها اسم لا للحرب كما افادت وكالة الانباء. وكانت غرفة اطباء اسطنبول نظمت السبت تظاهرة ضد العملية العسكرية الامريكية المحتملة وحمل الاطباء يافطات كتب عليها الحرب مضرة بالصحة وانه لا يوجد اطباء لارسالهم الي الجبهة . وتعارض تركيا تدخلا ضد جارها العراق تخوفا من العواقب الاقتصادية الكارثية التي قد تنجم عن ذلك كما انها تخشي اقامة دولة كردية مستقلة في شمال العراق. وفي المقابل عبر نائب رئيس الوزراء التركي مسعود يلماظ امس الاحد عن رأي مغاير، معتبرا انه علي تركيا المشاركة في عمل عسكري الي جانب الامريكيين لانها سواء شاركت ام لا، فانها ستتحمل نتائج ذلك . وكان رئيس الوزراء التركي بولند اجاويد ابدي السبت سخطه لمطالبة الفصيلين الكرديين في شمال العراق ب عاصمة لكردستان العراق الخارج عن سيطرة بغداد، معتبرا ان الامور تذهب الي حد بعيد جدا . وردا علي اسئلة الصحافيين حول اتفاق الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني علي وضع دستور وعلي اعتبار كركوك عاصمة للمنطقة الكردية في شمال العراق، رأي اجاويد ان الامور قد ذهبت الان بعيدا جدا . وقال يجب ان نبحث هذه المسائل بدقة اكثر وبعمق اكبر مع المعنيين وبالدرجة الاولي مع الولاياتالمتحدة ، معتبرا ان اعلان الدستور الكردي في شمال العراق هو خدعة . واضاف انه وضع مقلق فعلا، وضع لا يمكننا قبوله ، واعدا بالاهتمام بالموضوع . وقال اجاويد ايضا ان هذه المسألة كانت حتي الان مسألة امنية اكثر بالنسبة الي تركيا لكن ذلك لم يعد كافيا، علينا بحثها من وجهة نظر سياسية مع الولاياتالمتحدة. وبحسب رئيس الوزراء التركي، فان الامر لم يعد يتعلق بانتشار عسكري علي الحدود بين تركيا والعراق لان المشاكل يمكن تسويتها سلميا . وتشعر تركيا بالقلق في الاونة الاخيرة من ان تؤدي عملية عسكرية امريكية ضد بغداد الي اقامة دولة كردية مستقلة في شمال العراق الخارج عن سيطرة بغداد منذ نهاية حرب في الخليج في 1991 . وتخشي انقرة ان تتحول مثل هذه الدولة الي نموذج يقتديه الاكراد الانفصاليون الاتراك بعد 15 عاما من حركة تمرد مسلح وضع حزب العمال الكردستاني حدا لها قبل ثلاثة اعوام. واقر وزير الخارجية التركي شكري سينا غوريل اخيرا بان بضع مئات من الجنود الاتراك متمركزون في شمال العراق لأسباب انسانية ولمكافحة الارهاب. اف ب