جدد الرئيس الأميركي جورج بوش تحذيره مما وصفه بالخطر الذي يمثله النظام العراقي إذا لم يتم تجريده مما يملكه من أسلحة دمار شامل. وقال بوش إن شن حرب على العراق ربما يصبح أمرا حتميا وإن التأجيل ليس ضمن الخيارات المتاحة لمنع الرئيس العراقي صدام حسين من استخدام أسلحة قد تحدث "هلعا هائلا ومفاجئا" للولايات المتحدة. وخاطب بوش صدام في كلمة ألقاها أثناء احتفال بمدينة مانشستر في ولاية نيو هامبشاير لتكريم ضباط الشرطة وأفراد الحرس الوطني قائلا "لا تفاوض، فليس هناك ما يمكن الحديث عنه. لا نريد أن تكون لديك أسلحة دمار شامل... يتعين عليك الآن أن تثبت للعالم أنها ليست لديك". وفي وقت سابق قال بوش إن الولاياتالمتحدة لا ترغب في صراع عسكري "لأننا نعرف طبيعة الحرب المخيفة" مضيفا أن النظام العراقي يمثل خطرا هائلا ومتناميا على أميركا. خطاب اليوم: ومن المنتظر أن يلقي بوش كلمة أخرى تنقلها شبكات التلفزيون مساء يومه الإثنين يطرح فيها الأسباب التي تدعوه للعمل على الإطاحة بصدام حسين ويشرح التهديد الذي يعتقد أن برنامج الأسلحة النووية والكيمياوية والبيولوجية المزعوم للعراق يمثله. وسيلقي بوش كلمته من سينسيناتي بولاية أوهايو في الساعة الثامنة مساء بالتوقيت المحلي منتصف الليل بتوقيت غرينتش وتستغرق 20 دقيقة. وتأتي كلمات بوش المتتالية فيما يناقش الكونغرس قرارات تخول الرئيس استخدام القوة العسكرية ضد العراق. وفي نفس الوقت يبحث مجلس الأمن بنود قرار جديد يطالب العراق بنزع سلاحه وإلا واجه تبعات الرفض. وقد نجحت الولاياتالمتحدة في ربط مسألة عودة مفتشي الأسلحة الدوليين إلى العراق بصدور قرار جديد عن مجلس الأمن الدولي يمنح تفويضا جديدا لفرق التفتيش. غزو العراق: وفيما يبدو أنها محاولة لتبديد مخاوف الديمقراطيين من عدم إعداد خطط لإعادة بناء العراق عقب أي عمل عسكري محتمل، ذكر مسؤولون أميركيون أن بوش يريد ضمان بقاء حدود العراق دون تغيير في إشارة إلى أن واشنطن لا تريد تقسيم البلاد بين جماعات عرقية من بينها الأكراد في الشمال أو الشيعة في الجنوب. وتواصل بغداد جهودها الدبلوماسية لكسب دعم عربي مناهض للحملة الأميركية ضدها، فقد واصل وزير الخارجية العراقي ناجي صبري جولته في عدد من الدول الخليجية، وذلك فيما يبدو أنه مسعى لبغداد لإقناع الدول العربية المجاورة للعراق والتي قد تُستخدم كقواعد تنطلق منها الضربات الأميركية ضد الأراضي العراقية، لإقناعها بالوقوف على الحياد. وأكد صبري أن التهديد الذي يواجه العراق موجه للمنطقة بأسرها، وإلى أمن واستقرار العالم. وتشمل جولة صبري الإمارات وقطر وعمان، حسبما أعلنت وسائل الإعلام الرسمية العراقية. المواقف الدولية: وعلى صعيد ردود الفعل الدولية الرسمية، شددت روسيا أمس على ضرورة عودة مفتشي الأسلحة الدوليين إلى العراق بأسرع ما يمكن في إطار التفويض الحالي الممنوح لهم. وقال وزير الخارجية الروسي إيغور إيفانوف للتلفزيون الروسي "ليست هناك عقبات جدية أمام عودة المفتشين للعراق في أسرع وقت ممكن من وجهة نظر قانونية ليس هناك ما يتطلب صدور قرار جديد من مجلس الأمن لعودة المفتشين". كما تمنى وزراء الدفاع في دول الاتحاد الأوروبي عودة سريعة لمفتشي الأسلحة إلى العراق، مذكرين بأن مجلس الأمن الدولي هو وحده المخول بإيجاد حل للأزمة العراقية. تحذيرات مبارك : من جانبه حذر الرئيس المصري حسني مبارك من أن أي احتلال أجنبي للعراق سيفضي إلى حرب أهلية في البلاد، مكررا معارضته لأي عملية تغيير للنظام تأتي من الخارج. وقال مبارك في تصريحات صحفية نشرت في القاهرة السبت الأخير "إن غزو العراق واحتلاله سيؤدي إلى مشكلات عديدة داخل العراق نفسه، فليس من المستبعد أن يؤدي إلى قيام حرب أهلية داخلية طاحنة تنتشر في ربوع العراق المختلفة في الشمال والوسط والجنوب بسبب ما هو قائم في كل منها من تعدد في التركيبات العرقية والمذهبية". وأضاف أن ذلك يمكن أن يؤدي إلى تقسيم العراق وإذا ما حدث ذلك فإنه لابد أن يؤدي إلى حالة من الفوضى وعدم الاستقرار على المستوى الإقليمي في مرحلة بالغة الدقة والحساسية. وكرر مبارك معارضته لعملية إطاحة بنظام صدام حسين تقودها الولاياتالمتحدة، وقال "إن الحرب والضربات العسكرية لا تحل مشكلة أو أزمة والأمثلة لدينا كثيرة، كذلك فإن التدخل الخارجي لتغيير أنظمة الحكم في هذه الدولة أو تلك أمر غير مقبول وغير واقعي وغير عملي". وأكد أنه "ليس من حق أي دولة أن تتدخل لقلب نظام الحكم في دولة ذات سيادة لأن تغيير نظام الحكم من الخارج مسألة ليست لها شرعية، وهذا العمل من حق الشعب العراقي وحده". قناة الجزيرة + وكالات