عجيب أمر جريدة الاتحاد الاشتراكي وهي تربط بين فوز حزب الوردة الحمراء بالصف الأول في انتخابات 27 شتنبر 2002، وتهاطل القطرات الأولى من أمطار الخير والبركة على بلادنا يوم الثلاثاء الأخير. قالت يوم الأربعاء في عمودها المعروف "من يوم لآخر":"...والشعب المغربي يعيش أجواء تجديد الثقة في الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية لدخول عهد البناء، مع ظهور نتيجة الاقتراع على اللوائح الوطنية، وتأكيد تصدر الاتحاد الاشتراكي لهذه اللوائح، وبالتالي للمشهد الساسي في المغرب. في ظل هذه الأجواء، تمطر السماء أمطار خير في عدد من المناطق بالبلاد، مما يضفي على العرس الشعبي مزيدا من دواعي الانشراح ودواعي التفاؤل بالمستقبل. فمع بشرى اختيار الشعب مواصلة الإصلاح والبناء تأتي تباشير السماء تدفع للتفاؤل بموسم فلاحي جيد يضع حدا لسنوات جفاف قاسية". ثم ختمت الصحيفة كلامها بالقول: "ولأن الله عند حسن ظن عبده به، ولأننا نظن بالله الخير والعون..فإن يده عز وجل ستكون بلا شك معنا، ولله في كل الأحوال الحمد بكرة وأصيلا". جميل جدا ورائع جدا أن نذكر الله صبحا وعشيا، وأن نحمده قياما وقعودا وعلى جنوبنا، فذلك من صفات أولي الألباب الذين استجاب الله تعالى لهم أنه لا يضيع عمل عامل منهم من ذكر أو أنثى...وعسى أن يكون كل ذكور الاتحاد الاشتراكي وإناثهم من هؤلاء، خاصة أولئك الذين تحملوا المسؤولية في حكومة التناوب التوافقي، ويتنمون أن يعيدوا الكَرَّة مرة ثانية. لكن، ربما لا تعلم جريدة الاتحاد الاشتراكي أن السماء لا تمطر لنجاح الوردة أو الميزان أو المصباح أو الحمامة أو غيرهم.. كما أن الشمس والقمر لا ينخفسان ولا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته، ولو كان من صلب النبي محمد عليه الصلاة والسلام. ولعلم الجريدة التي ذكرت الله وشكرته في صفحتها الأولى وعصته في الصفحة الأخيرة بعرضها المكشوف لرجل وامرأة في فراش النوم، نذكرها والذكرى تنفع المومنين بما حدث يوم مات إبراهيم ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذ ظن الصحابة عندما انكسفت الشمس في اليوم نفسه أن كسوفها علامة حزن على ذلك. فعن المغيرة بن شعبة قال : كُسِفَت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم مات إبراهيم فقال الناس : كسفت الشمس لموت إبراهيم ، فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " إنَّ الشمس و القمر لا ينكسفان لموت أحد و لا لحياته فإذا رأيتم فصَلُّوا و ادعوا الله ". و في رواية عن ابن عمر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم : " إن الشمس و القمر لا يُخسفان لموت أحد و لا لحياته ، و لكنهما آيتان من آيات الله ، فإذا رأيتموهما فصلوا ". (صحيح البخاري في الكسوف 1042 – 1043). و لأحمد والنسائي و ابن ماجة عن النعمان بن بشير قال : انكسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج فزعاً يجر ثوبه حتى أتى المسجد ، فلم يزل يصلي حتى انجلت ، فلما انجلت قال : "إن الناس يزعمون أن الشمس و القمر لا ينكسفان إلا لموت عظيم من العظماء و ليس كذلك ". وعلى كل حال فإننا نتمنى أن يتزايد ذكر الله وشكره وحمده بكرة وأصيلا في جريدة الاتحاد الاشتراكي وفي حزب الوردة الحمراء بين القيادات والقواعد، وأن تعكس صفحات الجريدة والأعمال الكبرى والصغرى للحزب ما يرضي الله ورسوله حتى تستقيم أحوالنا على الطريقة في ظل حكومة جديدة حتى يسقينا الله غدقا، ويرسل السماء علينا مدرارا، ويمدنا بأموال وبنين ويجعل لنا جنات، ويجعل لنا أنهارا..خاصة عندما نرجو له تعالى وقارا وقد خلقنا أطوارا. حسن السرات