بوش يواجه تحديات خارجية وداخلية ركزت الصحف البريطانية الصادرة صباح اليوم الخميس 26 سبتمبر/ أيلول على تطورات الأزمة العراقية بين محاولات تسوية الخلافات الدولية حول مشروع القرار الذي سيعرض على مجلس الأمن للضغط على العراق، وتصاعد حدة تبادل الاتهامات بين الرئيس الأمريكي ومجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الحزب الديمقراطي. فقد نشرت صحيفة الإندبندنت على صفحتها الأولى تقريراً يقول إن خلافات بدأت تظهر بين الولاياتالمتحدة وبريطانيا حول قرار مجلس الأمن الذي تجري جهود استصداره من أجل تسوية أزمة العراق. وأشار التقرير إلى أن بريطانيا تبذل جهوداً خلف الستار لإثناء واشنطن عن مطالبتها بقرار مغال في التشدد وفي المطالبة بإجازة العمل العسكري ضد العراق نظراً لأن مثل هذا القرار سيُرفَض على الأرجح من قبل عدد من الدول الدائمة العضوية بمجلس الأمن. وذكرت الإندبندنت أن الصياغة التي تطالب بها الإدارة الأمريكية لمشروع القرار الذي سيعرض على مجلس الأمن تتجاوز الحدود التي يمكن أن تقبلها فرنسا وروسيا. وأضافت الصحيفة أن رئيس الوزراء البريطاني توني بلير يريد الحصول على موافقة جميع الدول الدائمة العضوية بمجلس الأمن على مشروع القرار، لأنه يرى أن امتناع بعض تلك الدول عن التصويت على قرارات سابقة سهّل على نظام الرئيس العراقي صدام حسين تجاهل إرادة الأممالمتحدة. ويقول التقرير إن بريطانيا تأمل في التوصل لاتفاق مع الولاياتالمتحدة حول صياغة مشروع القرار بحلول نهاية الأسبوع الحالي. أما صحيفة الجارديان فتقول إن بريطانيا تريد إجبار الرئيس العراقي صدام حسين على فتح المواقع والقصور الرئاسية أمام فرق التفتيش الدولية عن أسلحة الدمار الشامل في حال عودتها إلى العراق. وذكرت الصحيفة أن بغداد عبَّرت الأسبوع الماضي عن إصرارها على منع فرق التفتيش من دخول المواقع الرئاسية عندما قال مسؤولون عراقيون إنه "سيتعين على المفتشين احترام سيادة العراق واستقلاله السياسي". وأشارت صحيفة الفايننشال تايمز إلى توتر الأجواء السياسية في العاصمة الأمريكيةواشنطن، بعد أن اتهم توم داشل، زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ الأمريكي الرئيس جورج بوش باستغلال أزمة العراق من أجل تحقيق مكاسب سياسية. وتقول الصحيفة إن داشل كان يرد على اتهام بوش لمجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الحزب الديمقراطي بأنه "غير مبال بأن الشعب الأمريكي". ونقلت الفايننشال تايمز عن توم داشل قوله إن اتهام بوش "غير مقبول"، وإن عليه أن يعتذر. وأشارت الصحيفة إلى أن الجهود الدبلوماسية المكثفة التي بذلتها إدارة بوش على مدى الأسبوعين الماضيين لم تنجح حتى الآن في التوصل لصياغة مشروع القرار الذي سيعرض على مجلس الأمن بهدف الضغط على الحكومة العراقية. وذكرت صحيفة الديلي تلغراف أن استطلاعاً للرأي أظهر أن ملف برامج التسلح العراقية الذي كشفت عنه الحكومة البريطانية فشل في إقناع الرأي العام البريطاني بالحاجة لشن هجوم عسكري على العراق. وقالت الصحيفة إن الاستطلاع أظهر أن سبعين بالمئة من البريطانيين يعارضون مشاركة بلادهم في هجوم عسكري على العراق دون الحصول على موافقة الأممالمتحدة. وتقول صحيفة التايمز إن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) تنوي وضع برامج تدريب عسكري للآلاف من المتطوعين من عناصر المعارضة العراقية لإعدادهم للقتال إلى جانب القوات الأمريكية في حال توجيه ضربة لنظام الرئيس العراقي صدام حسين. ونقلت الصحيفة عن مصادر في البنتاجون إنه قد طلب من قادة المعارضة العراقية إعداد قوائم للمتطوعين. كما نقلت التايمز عن قادة جماعات معارضة عراقية قولهم إنهم اقترحوا تدريب المتطوعين في دورات تستغرق ثمانية أسابيع، كي يلعب هؤلاء المتطوعون دوراً يماثل دور قوات التحالف الشمالي في الحرب الأفغانية. وأشاروا إلى أن تلك القوات يمكن الاستعانة بها في مهام حفظ السلام في المدن العراقية في حال سقوط الحكومة العراقية.