أثار الجدل حول حرب أمريكية محتملة ضد العراق معارك كلامية عنيفة في الولاياتالمتحدة بين الديمقراطيين والجمهوريين؛ حيث اتهم الديمقراطيون علنًا الرئيس جورج بوش بتسييس هذه المسألة على حسابهم بهدف التأثير على نتيجة الانتخابات التشريعية المقبلة. وكان المسؤولون الديمقراطيون اكتفوا حتى الآن رسميًّا بشجب تعليقات بوش ونائبه ديك تشيني اللذين يؤكدان أن الجمهوريين أكثر قدرة على الدفاع عن الأمن القومي. وقد عبّر زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ "توم داشل" عدة مرات خلال الأسبوع الجاري عن تخوفه من أن تصبح هذه المسألة الخطيرة مع اقتراب الانتخابات التشريعية في الخامس من نوفمبر 2002م "مسيَّسة أكثر فأكثر". وأوضح أن هذا قد يؤدي إلى تراجع الاهتمام بالصعوبات الاقتصادية مثل تراجع البورصة والفضائح المالية، وهي مواضيع يفضل الجمهوريون تجنبها إلى المرتبة الثانية. لكن اللهجة تبدلت فجأة فجر الخميس 26-9-2002م، فقد انتقد داشل بحدة الرئيس بوش في كلمة في مجلس الشيوخ، "مطالبًا إياه بأن يقدم اعتذاراته للشعب الأمريكي؛ لأنه سيس الجدل حول العراق بانتقاد الديمقراطيين، واتهمهم بأنهم لا يهتمون بأمن الولاياتالمتحدة"، وقال محاولاً تمالك نفسه بصعوبة: "إنها فضيحة.. إنها فضيحة". وأكّد داشل أن "الرئيس يجب أن يعتذر لدانيال إينو -أحد جرحى الحرب العالمية الثانية-، وكل المقاتلين السابقين الذي شاركوا في كل حرب وهم من الديمقراطيين في مجلس الشيوخ، ويجب أن يعتذر إلى الشعب الأمريكي بأسره". وأوضح في كلمته أنه يرد على سلسلة من التعليقات التي أدلى بها مسؤولون عدة في الإدارة الأمريكية، بينهم الرئيس بوش نفسه. وقال داشل: "إن الرئيس بوش ذكر في تصريحات نشرتها الواشنطن بوست أن مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الديمقراطيون ليس مهتمًا بأمن الشعب الأمريكي". وأضاف داشل: أنه بعد ساعات صرَّح المتحدث باسم البيت الأبيض آري فلايشر أن تصريحات بوش لا تستهدف الديمقراطيين مباشرة، وتتعلق بمسألة إقامة وزارة للأمن الداخلي، وليس العراق. وجاء رد فعل الجمهوريين سريعًا؛ إذ طلب زعيم الأقلية الجمهورية في مجلس الشيوخ "ترينت لوت" من داشل أن يخفف من حدة اللهجة، موضحًا أن اتهامات من هذا النوع ليست مفيدة جدًّا. إلا أن هذا الخلاف بين الجمهوريين والديمقراطيين لا يؤثر على ما يبدو على إعداد قرار بالاتفاق بينهما، يمنح بوش سلطات واسعة لتدخل عسكري. ورأى لوت السناتور عن "ميسيسيبي" أن القادة الجمهوريين والديمقراطيين قادرون على الاتفاق على نص قبل نهاية الأسبوع الجاري، وقال: "أعتقد أنها مسألة عبارات ولا خلاف حول لب الموضوع". لكن عددًا كبيرًا من الديمقراطيين مثل السناتور "ريتشارد دربن" ما زالوا يصرون على أن تتحرك الولاياتالمتحدة عسكريًّا في إطار دولي فقط إسلام أون لاين.نت