في خطاب أمام أنصاره في آيوا بعد إعلان النتائج وجه السناتور جون كيري، المرشح للانتخابات الرئاسية الأمريكية، انتقادا قاسيا للرئيس جورج بوش وسياساته الداخلية والخارجية، حيث اتهم إدارة الرئيس بوش بالدفاع عن مصالح شخصية، وبانتهاج سياسة خارجية متعجرفة وحمقاء. كما أعلن أنه لن يضم وزيرا مثل وزير العدل الحالي جون أشكروفت إلى إدارته. وأضاف يمكننا إلحاق الهزيمة ببوش وبالمصالح الشخصية وإعادة أمريكا إلى طريق المستقبل بما يتماشى مع روح هذا البلد. واتهم إدارة بوش بانتهاج السياسة الخارجية الأكثر طيشا وعجرفة وحماقة في التاريخ المعاصر، داعيا إلى تدخل دولي في إعادة إعمار العراق. من جهة أخرى، أدانت زعيمة الأقلية الديمقراطية في مجلس النواب نانسي بيلوسي الكلفة المالية والبشرية للحرب على العراق، ورأت أن إدارة بوش فشلت في مكافحة الإرهاب. وقالت إن الرئيس قادنا إلى خوض حرب على العراق على أساس تأكيدات لا براهين عليها، وطور مبادئ متشددة حول حرب وقائية لا سابق لها في تاريخنا، وفشل في تشكيل تحالف دولي حقيقي. وكان الرئيس بوش قد تطرق في خطابه عن حالة الاتحاد إلى نجاحات إدارته في مكافحة ما أسماه الإرهاب وتأكيده على عدم ندمه على غزو العراق، في سياق سعيه للفوز بإعادة انتخابه لولاية رئاسية ثانية، مشددا على أن أمريكا لن تطلب أبدا الإذن للدفاع عن أمن مواطنيها. ومع اقتراب الانتخابات الرئاسية التي ستجرى في الثاني من نونبر المقبل، بدت كلمة بوش أقرب إلى حملة انتخابية أمام برلمان يهيمن عليه الجمهوريون. وعمد إلى الكشف عن الخطوط العريضة لحملته الانتخابية حينما عبر عن عزمه على اتخاذ إجراءات لتحريك الاقتصاد، وتأمين فرص أفضل للعثور على وظائف للأمريكيين، وتحسين تعليم الأطفال وإصلاح نظامي التأمين الصحي والتقاعد، وهدد بمنع الزواج بين مثليي الجنس. وأكد بوش أن الحملة التي تشنها بلاده على الإرهاب منذ 28 شهرا لم تنته، وقال إن واشنطن مسؤولة عن الدفاع عن الأمريكيين. وعن العراق، قال الرئيس الأمريكي إن أمام بلاده الكثير من التحديات والمسؤوليات هناك، مجددا التزامه بإعادة إعمار هذا البلد، وقال إن جيشه ما كان ليضحي بجنوده من أجل أن يترك المهمة غير مكتملة هناك. وأكد استعداد الولاياتالمتحدة الدائم للقيام بكل ما يلزم كي تكون عملية نقل السلطة للعراقيين عادلة على حد وصفه. وفي معرض دفاعه عن غزوه للعراق، زعم بوش أنه لو لم تتحرك أمريكا لكان العراق واصل السعي للحصول على أسلحة غير تقليدية. وأوضح بوش أن قرار ليبيا التخلي عن تطوير أسلحة غير تقليدية يبرر قراره غزو العراق. ولم يتطرق بوش للصراع العربي الإسرائيلي في الشرق الأوسط مباشرة، لكنه قال إنه يريد مضاعفة الأموال المخصصة لتعزيز ما أسماه الديمقراطية والانفتاح السياسي هناك. وأوضح أنه سيطلب زيادة المبلغ من 42 إلى 84 مليون دولار لإنفاقها على تطوير انتخابات حرة واقتصاد سوق وصحافة حرة ونقابات مستقلة