اهتمت الصحافة الألمانية الصادرة اليوم السبت على وجه الخصوص بتصريحات وزيرة العدل الألمانية هيرتا دويبلر غميلين المعادية للرئيس الأمريكي جورج بوش، حيث شبهت سياسة بوش تجاه العراق بالسياسة التي كان يستخدمها أدولف هتلر. صحيفة "زويد دويتشي تسايتونغ" الواسعة الانتشار والصادرة في ميونيخ علقت على هذه المسألة وقالت: "لقد كان أمس الجمعة اليوم الذي شهد نهاية مسيرة وزيرة العدل الألمانية هيرتا دويبلر غملين السياسية. فلو أعيد انتخاب المستشار جيرهارد شرويدر في الانتخابات العامة يوم غد فمن المتعين أنه لن يعيدها إلى عضوية حكومته الجديدة. ولاشك أن الوزيرة تستحق الثناء على نجاحها في إصلاح النظام الحقوقي والقضائي في البلاد. ولكن مثلها مثل وزير الدفاع السابق رودولف شاربينغ الذي اقيل مؤخراً على الرغم من إصلاحاته للجيش الألماني بسبب خطأ جانبي في إسلوب التصرف". وتطرقت صحيفة دي فيلت الصادرة في برلين مشيرة إلى تكاثر المفاجئات في هذه الحملة الانتخابية وقالت : "ستبقى هذه الحملة الانتخابية التي خلت من العواطف المثيرة حتى اللحظة الأخيرة. ولايعود ذلك إلى استطلاعات الرأي، التي تنبئ بنتائج متقاربة جداً بين الديمقراطيين الاشتراكيين والديمقراطيين المسيحيين المحافظين، وحسب ولكن بسبب المفاجئات التي تخللتها. فهناك السياسي الليبرالي السابح ضد التيار يورغن موليمان الذي هاجم شارون ونائب رئيس المجلس المركزي لليهود ميشائيل فريدمان وجاءت بعده وزيرة العدل دويبلر غميلين التي نسب اليها المقارنة بين بوش وهتلر، الأمر الذي يمكن أن يؤثر على قرار الكثير من الناخبين في اللحظة الأخيرة". صحيفة "فرانكفورتر الغماينة تسايتونغ" الواسعة الانتشار تناولت مسألة العلاقات الألمانية الأميركية التي تأثرت في غمرة الحملة الانتخابية بسبب الانتقادات التي وجهت إلى خطط واشنطن في شن حرب على العراق وقالت: "لقد تغير العالم منذ انتهاء الحرب الباردة وتغيرت أميريكا وكذلك ألمانيا وانطلاقاً من ذلك يجب التأمل من جديد بالعلاقات الألمانية الأميركية. وفي خاتمة المطاف يتوصل المرء إلى استنتاج مفاده هو أن من مصلحة ألمانيا ممارسة أكبر تأثير ممكن على الدولة الأكبر في العالم لاسيما إذا كانت في سبيلها إلى تحديد دور جديد لها. إلا أن الوسائل التي تملكها ألمانيا لذلك محدودة". وأشارت الصحيفة إلى أن الصداقة والثقة والمصداقية التي عمدت العلاقات الأميركية الألمانية خلال أحداث هامة على مر السنين كجدار برلين وغيرها قد ضحى بها شرويدر الآن. د. حسان شفيق الاذاعة الألمانية على الانترنت