استشهدت صباح الاثنين بمدينة الخليل، جنوب الضفة الغربية، الطفلة الرضيعة "روان مراد عيسى حريزات" ذات الثلاثة أيام. وأكدت مصادر طبية في مستشفى محمد علي المحتسب للأطفال في الخليل أن حاجزا عسكريا إسرائيليا عرقل وصول الطفلة إلى المستشفى في الوقت المناسب مما أدى إلى استشهادها. وقال الدكتور عبد الرزاق أبو ميالة، طبيب الأطفال في المستشفى ل"التجديد" أن "روان" ولدت ولادة طبيعية في المستشفى الأهلي بالمدينة. وأوضح أن ذوي الطفلة توجهوا نحو "مستشفى محمد علي" في البلدة القديمة من الخليل صباح اليوم عندما لاحظوا تغيرا على حالتها الصحية، وفي الطريق اعترضهم جيش الاحتلال ومنعهم من الوصول إلى المستشفى وأمرهم بالرجوع رغم أن حالة الطفلة صعبة للغاية. وتابع أبو ميالة: أكد أهالي الطفلة انهم اضطروا للرجوع وأوقفوا سيارتهم على بعد كيلومتر واحد تقريبا، ثم تسللوا إلى المستشفى عبر الحقول سيرا على الأقدام حتى وصلوا المستشفى. وقال: وصلت الطفلة متوفاة، وبعد إجراء الفحص السريري لها تبين أنه كان بالإمكان حياتها لو وصلت في الوقت المناسب، إلا أن تأخيرها والإعاقات حال دون ذلك، وبالتالي استشهادها. وأوضح أبو ميالة أنه سبق خلال انتفاضة الأقصى أن وصلت حالات وفاة مماثلة وحالات تضاعفت فيها المرض نتيجة الحواجز الإسرائيلية. إضراب شامل من جهة أخرى وتلبية لدعوة وجهتها القوى والوطنية والإسلامية في الضفة الغربية وقطاع غزة للمواطنين الفلسطينيين عم الإضراب الشامل الاثنين كافة المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة. وأغلقت المحلات التجارية والمؤسسات الخاصة والحكومية أبوابها، وتوقفت حركة المواصلات، ومؤسسات الخدمات العامة، وامتنع الطلبة عن التوجه إلى مدارسهم، وأقفلت البنوك في وجه المراجعين. في حين أعلنت المستشفيات حالة الطوارئ، وأخذت استعداداتها لاستقبال أية حالات طارئة أو مصابين. وقالت القوى الوطنية والإسلامية في بيان أصدرته في محافظة الخليل أن هذا الإضراب يأتي "ردا على استمرار العدوان الإسرائيلي المجرم على أبناء الشعب الفلسطيني، ومقدساته وأراضيه ومقدراته، والعملية العسكرية الصهيونية الجبانة التي تستهدف رمز السيادة والنضال الوطني الفلسطيني" في إشارة إلى حصار الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات. وأكدت القوى في بيانها على "رفض الخنوع لتهديدات وابتزاز المحتل وأسياده في واشنطن". من جهتها فرضت قوات الاحتلال حظر التجول وشددت حصارها على كافة المدن الفلسطينية في الضفة الغربية. وفي تحد واضح لسياسة الاحتلال وفرض حظر التجول خرج الشبان الفلسطينيون وأشعلوا النار في الإطارات ورشقوا قوات الاحتلال بالحجارة، في صورة تعيد للأذهان الانتفاضة الفلسطينية الأولى. الفلسطينيون مع العمليات الاستشهادية من جهة أخرى أظهر استطلاع للرأي نشرت نتائجه الاثنين، وأجراه المركز الفلسطيني لاستطلاع الرأي (PCPO) وأعده الدكتور نبيل كوكالي وشمل (1085) شخصاً من قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدسالشرقية أن (51.3%) من الجمهور الفلسطيني يؤيدون استمرار العمليات الاستشهادية داخل "إسرائيل"، في حين عارضها (35.1%)، ولم يفصح (13.6%) عن مواقفهم. وأظهر الاستطلاع أن (33.6%) من الجمهور الفلسطيني يرى أن انتفاضة الأقصى قد أفادت إلى حد ما. وقيم (67.1%) من الجمهور الفلسطيني الوضع الاقتصادي العام في الأراضي الفلسطينية بالسيئ، في حين وصفه(23.2%) بالمتوسط، و(5.5%) بالجيد، ولم يفصح (4.2%) عن مواقفهم. وعن المستقبل أفاد (57.8%) من الجمهور الفلسطيني بأنهم متشائمون، في حين قال (28.0%) منهم بأنهم متفائلون، وامتنع (14.2%) عن الإدلاء بآرائهم حول هذا الموضوع. وقال الدكتور نبيل كوكالي رئيس المركز الفلسطيني لاستطلاع الرأي(PCPO) في بيت ساحور، أن الاستطلاع جرى في الفترة ما بين (8-12) أيلول(سبتمبر) 2002 وشمل أشخاصاً يمثلون نماذج سكانية من قطاع غزة و الضفة الغربية بما فيها القدسالشرقية فوق سن 18 عاماً، وبلغ متوسط أعمار العينة (31.13) سنة. فلسطين-عوض الرجوب 23-9-2002م