أكدت مصادر طبية فلسطينية في أربع مستشفيات بمدينة الخليل، جنوب الضفة الغربية أن حظر التجول المستمر على المدينة تسبب في تأجيل حوالي 150 عملية جراحية كانت مقررة خلال الأيام الأربعة الماضية حيث خضعت المدينة لحظر مشدد للتجول. كما أكدت المصادر ذاتها انخفاض عدد المراجعين للعيادات الخارجية بشكل كامل. وقال الدكتور إسماعيل بدير مدير مستشفى عالية الحكومي أن المستشفى يجري في العادة بين 20 و25 عملية جراحية يوميا، ولكن ذلك لم يتم خلال الأيام الأربعة الماضية بسبب حظر التجول، وذلك يعني أن عدد الذين أجلت عملياتهم في مستشفى الخليل يصل إلى حوالي مائة حالة. وأضاف: هناك بعض المواطنين حجزوا موعدا لإجراء العمليات منذ فترة طويلة، ولكن حظر التجول لم يمكنهم من الوصول للمستشفى لإجراء عملياتهم. وأوضح بدير أن عددا كبيرا من الأطباء والاختصاصيين والممرضين لم يتمكنوا من الوصول إلى أماكن عملهم، مما تسبب في نقص الكوادر الطبية في المستشفى. وأوضح باسم النتشة مسؤول العلاقات العامة في المستشفى الأهلي أنه تم نتيجة حظر التجول على مدينة الخليل تأجيل أكثر من 40 عملية جراحية، موضحا أنه لم يسمح لعدد كبير من المرضى والأطباء بالوصول إلى المستشفى. وأشار النتشة إلى عدم تمكن المراجعين من الوصول للعيادات الخارجية في المستشفى. وأكد نزار الدويك، المدير الإداري لمستشفى الميزان التخصصي أنه تم تأجيل خمس عمليات. وأضاف: مر المستشفى خلال الأيام الماضي بظروف صعبة، وشهد نقصا في الأكسجين والأدوية مما اضطرنا للاتصال بمنظمة أطباء بلا حدود، والصليب الأحمر لتوفير بعضها. وقال حسن الشويكي مسؤول شؤون لموظفين في مستشفى محمد علي المحتسب للأطفال في الخليل أنه تم تأجيل خمس عمليات بسبب حظر التجول، مضيفا أنه لم يسمح لأي من الأطباء والممرضين بالتحرك خلال حظر التجول. وأشار الدويك إلى أن المستشفى خلال الأيام الماضية لم يسجل أي زائر من غير المنطقة المجاورة. كوارث صحية من جانبه حذر الدكتور رياض الزعنون، وزير الصحة الفلسطين من حدوث "كوارث صحية وبيئية في الأراضي الفلسطينية في حال استمرار الاعتداءات الإسرائيلية، وما يصاحبها من عرقلةٍ لعمل الأطقم الطبية والخدماتية". وأكد وزير الصحة، لوكالة الأنباء الفلسطينية أن محافظات الضفة الغربيةالمحتلة تعيش فترةً من أصعب الفترات، مشيراً إلى أن قوات الاحتلال الإسرائيلي تمارس منذ اجتياحها للضفة في نيسان/أبريل الماضي، أعمال تدميرٍ وتخريبٍ لمختلف المرافق، واعتداءاتٍ وحشيةٍ على الأطقم الطبية وابتداع عراقيل غير إنسانية لعملها، مخالفةً بذلك كل القواعد والأعراف الدولية. وأوضح الزعنون أن قوات الاحتلال تمنع سيارات الإسعاف من التحرك لنقل الجرحى والمرضى، وتحاصر المستشفيات بالدبابات، وتمنع الأطقم الطبية والعاملين من دخول المستشفيات أو الخروج منها، مما أدى إلى حدوث تشويشاتٍ وإرباكاتٍ في العمل، بل أدى إلى شللٍ في كثيرٍ من المستشفيات والمراكز الصحية. وكشف الدكتور الزعنون النقاب عن استشهاد 18 من العاملين في أطقم الإسعاف والأطقم الطبية على أيدي قوات الاحتلال، وجرح 360 آخرين خلال قيامهم بواجباتهم الإنسانية، وذلك خلال الانتفاضة. فلسطين-عوض الرجوب