هدد جيش الاحتلال الإسرائيلي بشن حملة واسعة ضد أهالي محافظة الخليل، جنوب الضفة الغربية، ردا على سلسلة عمليات ناجحة استهدفت جنوده وأدت إلى مقتل وجرح العشرات منهم. وفي تقارير إعلامية نشرتها الصحف العبرية الجمعة وصفت قيادات في جيش الاحتلال المدينة بأنها "صارت في الأشهر الأخيرة بؤرة الإرهاب" على حد تعبيرها. وجاءت عملية الخميس التي قتل فيها ثلاثة جنود، لترفع عدد القتلى الجنود في الخليل خلال الشهرين الأخيرين إلى 22 جنديا. وسبق هذه العملية عمليات أخرى مثل عملية 15 تشرين ثاني الماضي حيث كمن ثلاثة مقاتلين لجنود الاحتلال في الطريق المؤدي إلى مستوطنة كريات أربع شمال شرق المدينة مما أدى إلى مقتل ثلاثة من حراس المستوطنة وتسعة جنود بينهم قائد منطقة الخليل في جيش الاحتلال، وإصابة حوالي عشرين آخرين بجروح. وفي 12 كانون الأول، قتل مجند ومجندة في كمين آخر للمقاومة الفلسطينية في ذات المكان. وتبع هذه العملية في 27 كانون الأول مقتل أربعة مستوطنين في مستوطنة عتنئيل جنوبالمدينة وإصابة نحو عشرين آخرين. وفي 17 كانون الثاني قتل مستوطن كبير أيدي مقاتلان من حماس، وأصيب خمسة آخرون جنوب شرق الخليل. وتوقعت الصحف العبرية أن المخابرات والجيش والشرطة ستقوم بتعزيز نشاطها في منطقة الخليل لتوجيه ضربة لحركتي حماس والجهاد الإسلامي. ويرى المتتبع للأحداث في مدينة الخليل أن حدة العمليات ضد الاحتلال ازدادت مع ازدياد الاعتداءات الإسرائيلية على الفلسطينيين، ويلاحظ أن كافة العمليات التي وقعت مؤخرا كانت في منطقة تخضع معظم أيام السنة لحظر التجول. يذكر أن مدينة الخليل تخضع منذ حوالي عشرة أسابيع لحظر التجول المتواصل، ويمنع السكان الفلسطينيون من الخروج من منازلهم لشراء المواد الغذائية وتوفير الحليب لأطفالهم. وأكدت مصادر محلية في المدينة أن حظر التجول المتواصل وسوء التغذية لدى الأطفال يتسببان في ظهور أمراض جديدة لدى صغار السن، إضافة إلى أمراض فقر الدم. ألغام بدل الأسلاك من جهة أخرى ذكرت عدد من الصحف العبرية الجمعة بعض المستوطنين رأوا أنفسهم بعد سلسلة عمليات الاقتحام مضطرين لاتخاذ إجراءات لمنع عمليات التسلل إليهم. ومن هذه الإجراءات ما حدث في مستوطنة "كرمي تسور" وهو ربط قنابل صوت بالجدار والأسيجة، بحيث يصدر انفجارها صوتا قويا دون أن يسبب أية أضرار. وفي "معليه افرايم" طالب المستوطنون ما يسمى وزير الدفاع أثناء جولة في مستوطنتهم في غور الأردن بنثر الغام إنارة حول أسيجة المستوطنة. أما ما تسمى بيادة المنطقة الوسطى في جيش الاحتلال فقد أعدت خطة لإحاطة معظم المستوطنات بجدار إلكتروني، وسيستغرق استكمالها فترة طويلة. فلسطين-عوض الرجوب