تواصل الحكومة الإسبانية رفضها وتعنتها لادراج ملف المدينتين المحتلتين سبتة ومليلية ضمن جدول أعمال اللقاء المرتقب بين محمد بن عيسى وزير الخارجية المغربي وأنا بالاثيو وزيرة الخارجية الإسبانية بمدريد يوم 23شتنبر 2002. وكانت بالاثيو أعلنت باستعلاء في لقاء الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها السابعة والخمسين يوم الثلاثاء الماضي أن سبتة ومليلية تشكلان جزء لا يتجزأ من إسبانيا وبالتالي من الاتحاد الأوروبي، معلنة في الوقت نفسه، بكل ما يحمل خطابها من تناقضات أن إسبانيا ستواصل مع بريطانيا المفاوضات الثنائية من أجل التوصل إلى حد دائم للصراع بين البلدين بخصوص جبل طارق. وفي محاولة لإخفاء المنطق الاستعماري الذي يحكم إسبانيا أكدت أنا بالاثيو في كلمتها بالجمعية العامة للأمم المتحدة أن الزيارة المرتقبة لمحمد بن عيسى وزير الشؤون الخارجية المغربي إلى إسبانيا ستشكل فرصة للتقدم إلى الأمام. وهذا أمر غير وارد إطلاقا مادامت إسبانيا ترفض إدراج ملف المدينتين المحتلتين والجزر المجاورة لهما في جدول اللقاء. وليت الأمر اقتصر على ذلك بل إن بالاثيو مازالت تواصل الحديث في كل المحافل الدولية بأن بلادها تعتبر المغرب هدفا استراتيجيا لها ويحظى بالأولوية ضمن سياستها الخارجية، خاصة وأن تقريرا حكوميا كشف أن المغرب يشكل الحليف الاستراتيجي الثالث لإسبانيا في شراء الأسلحة بعد بريطانيا وإيطاليا قبل اندلاع أزمة جزيرة ليلى واحتلال إسبانيا لها وانتهاء ذلك الملف بوساطة أمريكية أسفرت عن لقاء أول جمع بين وزيري خارجية الرباطومدريدبالرباط يوم 22 يوليوز الماضي وعن تحديد يوم 23شتنبر موعدا للقاء ثاني بين الطرفين في مدريد. وللإشارة فقد ذكر محمد بن عيسى وزير الخارجية المغربي يوم السبت الماضي خلال الدورة السابعة والخمسين للجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك أن المغرب يعتبر أن لمدينتي سبتة ومليلية المحتلتين وضعا استعماريا متجاوزا تاريخيا لم يعد لها مكان في بداية القرن 21، شأنهما شأن الجزر المجاورة لها. ولم ينقطع المغرب عن المطالبة رسميا باسترجاع هذه الأجزاء المحتلة فوق ترابه الوطني من إسبانيا سواء على الصعيد الثنائي أو على مستوى المحافل الدولية. وفي سياق هذه المعطيات يتساءل المهتمون عن جدوى لقاء على مستوى عال ترفض فيه إسبانيا طرح موضوع المدينتين على طاولة النقاش، مع أن المغرب لطالما أبدى رغبته في الحوار حول المدينتين آخذا بعين الاعتبار الإجراءات الكفيلة بضمان مصالح الجالية الإسبانية بالمنطقة. وإلى حين انعقاد اللقاء المقبل ليوم23 شتنبر بين محمد بن عيسى وبالاثيو، وكل المعطيات تؤكد أنه لن ينعقد وإن عقد فإنه سيكون لقاء فاشلا، مازالت وحدة المغرب الترابية تطرح بالمحافل الدولية. فقد أبدى الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة عبر كلمته في مداولات الدورة57 للجمعية العامة للأمم المتحدة دعمه لانفصاليي البوليزاريو داعيا المجتمع الدولي إلى دعم ونصرة ما أسماه بالشعب الصحراوي حتى تقرير مصيره ومعلنا في الوقت نفسه عن رغبته في أن تعود لاتحاد المغرب العربي حيويته ونشاطه!! عبد الرحمان الخالدي