أعلنت إيميل وكارولين الفرنسيتان إسلامهما يوم الجمعة الأخير بمسجد عقبة بن نافع بالحي المحمدي بالدار البيضاء، واختارت كل منهما اسم آمنة تيمنا بأم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونطقتا بشهادة التوحيد (لا إلاه إلا الله محمد رسول الله) أمام جمع من المصلين بين يدي خطيب المسجد الدكتور عز الدين توفيق. ودعا عز الدين توفيق للمسلمتين الفرنسيتين بأن "يؤمنهما الله تعالى من عذاب القبر وفي ما بقي من حياتهما، بعدما اختارتا الإسلام عن اقتناع وطيب خاطر"، كما دعا الخطيب لمن كان سببا في إسلامهما أن يتقبل الله عمله في دعوة الناس للإسلام ويجازيه خيرا، وأمن الحاضرون على دعاء الخطيب، كما علا تكبير الفرح بإسلام الفرنسيتين أرجاء المسجد. وكان الخطيب قد خصص موضوع خطبته ليوم الجمعة الأخير لبيان حقيقة التوحيد، مع التحذير من مغبة السقوط في الشرك باجتناب مداخله من الذنوب والبدع أو الشرك في العبادات. ونبه الخطيب إلى البدع التي تعتري المواسم التي تنظم في المغرب وفي البلدان الإسلامية، والمرتبطة ببعض الأولياء أو انتهاء الموسم الزراعي، مشددا على أن حضورها تكثير لأصحابها، مستثنيا من يحضرها من أجل تغيير البدع والمنكرات التي تروج فيها، قياما بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وقال الخطيب إن النذر لا يكون عن شيء حرام أو ليس في ملك صاحب النذر، منطلقا من حديث النذر ببوانة، الذي رواه أحمد وأبو داوود، وهو لما لقي كروم بن سفيان النبي صلى الله عليه وسلم في الحج قال: يا رسول الله إني نذرت إن ولد لي ولد ذكر أن أنحر على رأس بوانة في عقبة من الثنايا عدة من الغنم، فقال رسول الله: >هل بهن من هذه الأوثان شيء؟ قال: لا، قال: فأوف بما نذرت به الله". وأضاف الخطيب أن النذر لا يكون للأضرحة أو بالأعياد غير الشرعية المرتبطة بها. وتجدر الإشارة إلى أن مسجد عقبة بن نافع بالدار البيضاء يشهد أسبوعيا (يوم الجمعة) تقريبا إسلام العديد من الأجانب من جنسيات مختلفة، مما يؤكد أن دعوة الإسلام إذا انشرحت لها القلوب لا تقف أمام نورها حواجز الجغرافيا واللغة والجنس أو اللون. يذكر أن كارولين تقطن بمدينة ليل الفرنسية وتشتغل في الصيدلة التحضيرية، وعن سؤالها عن الدوافع التي دفعتها إلى اعتناق الإسلام، قالت إن زوجها مسلم وتريد أن تكون مثله، وتقرأ القرآن وتصلي وتصوم، كما تحب أن ترزق بأولاد وتسميهم بأسماء إسلامية. أما إيميل فتقطن بمدينة أورليان بفرنسا، اعتنقت الإسلام لاختلاطها بالعائلات المسلمة بفرنسا بحكم عملها كمساعدة اجتماعية، وأثناء دراستها سبق لها أن قرأت ترجمة معاني القرآن بالفرنسية، فأعجبها وأذهلها ما فيه، وقالت في أعماق قلبها إن هذا الكتاب سأفتحه مرة أخرى يوما ما، وهذا ما وقع لها عند نطقها بالشهادتين. إيميل (آمنة) زارت أيضا المقبرة وتأثرت بها كثيرا، وذرفت دموعا حارة على والدها لأنه مات دون أن يعتنق الإسلام. ع.لخلافة/ح. أمرير