تهللت الوجوه واستبشرت، ودمعت الأعين فرحا وصدحت الحناجر تكبيرا.. وبلغة عربية متلعثمة لكن بنية صادقة وإرادة عازمة علا صوت التوحيد يردد "أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله".. لقد نطقت "سابرينا" بالشهادتين، إنهما عرسان في ليلة واحدة: عرس ليلة القدر وعرس إسلام امرأة ودخولها الدين الخاتم. ففي مسجد عقبة بن نافع بمدينة الدارالبيضاء نطقت السيدة الفرنسية "سابرينا عراس" الشهادتين ورددتها وراء الداعية وإمام المسجد الدكتور "عز الدين توفيق"، وذلك قبيل بدء صلاة التراويح لليلة القدر التي تصادف عند المغاربة ليلة 27 من رمضان ووافقت ليلة الخميس 17-9-2009. واستبشر المصلون من الرجال والنساء بهذا الحدث معتبرين إياه "علامة خير لهذه الليلة المباركة وطالع يمن لأجوائها الطيبة"، وقال الشيخ "عز الدين توفيق" للمصلين: "في هذه الليلة المباركة معنا أخت أتت من فرنسا، وكان حظها أنها أشهرت إسلامها في ليلة القدر وفي هذا الجمع الغفير من المصلين الصائمين القائمين". ومباشرة بعد ولادتها الإيمانية الجديدة والجميلة قالت "سابرينا"، التي رافقها زوجها المغربي "عراس حفيظ" وبعض أفراد عائلته، ل"إسلام أون لاين" التي حضرت هذه الأجواء: "أنا سعيدة جدا بهذه اللحظات، وتغمرني الفرحة بديني الإسلام". وأضافت وعلامات التأثر بادية على وجهها: "ليست لدي كلمات يمكن أن أصف بها شعوري وفرحي". وتقيم " سابرينا" مع زوجها قرب مدينة لومو غرب فرنسا، وهي عاملة بإحدى الشركات، وقد كانت تعتنق الكاثوليكية المسيحية قبل أن تتأثر بالتعامل الطيب لزوجها المسلم معها وتقرر اعتناق الإسلام وجاء قرارها متزامنا مع ليلة القدر. "معاملة زوجي" ووسط النسمات الخاصة بليلة القدر المباركة شددت الشابة الفرنسية التي لم تتجاوز عقدها الثالث على أن "الدعوة إلى القرآن الذي أنزل في هذه الليلة إنما يكون بالمعاملة". وأوضحت بقولها "كان قدري ألا تبدأ رحلة تعرفي على الإسلام إلا بعد زواجي قبل أربع سنوات، ذلك أن حسن أخلاق زوجي وطريقة معاملته لي وحرصه على شعائره التعبدية، إضافة إلى تقدير أهله وعائلته لي وحسن تعاملهم معي كل ذلك أثر في ودعاني لأن أختار الإسلام الذي يدفع هؤلاء الناس للتعامل معي بهذه الطيبة". من جهته عبر الزوج "طلحة" عن سعادته الغامرة باعتناق زوجته للإسلام، مشددا على أنه سيحافظ "على الخصال التي كانت سببا في هداية زوجتي". وقد اختارت "سابرينا" اسما جديدا هو آمنة، وهو ما عقَّب عليه الشيخ "عز الدين توفيق" شارحا لها "إنه اسم أم النبي صلى الله عليه وسلم، ومعناه هو الأمن والأمان"، وخاطب المسلمة الفرنسية بلغة بلدها قائلا: "نحن جد فرحين لحضورك بيننا أنت بين إخوانك وأخواتك، وباختيارك للإسلام قد اخترت الطريق الصحيح". حيّ على ليلة القدر ودفع حدث إشهار "سابرينا" للإسلام بمسجد عقبة بن نافع بالدارالبيضاء، وما رافقه من أجواء إيمانية وتربوية، المصلين إلى المرابطة والحرص على قيام ليلة القدر لفضلها وعظم أجرها. ووشوش أحد المصلين لصاحبه "إن كان النصارى يأتون باحثين عن الخير الذي نحن فيه، فالأولى أن نرابط أنفسنا على الطاعة والعبادة وأن نستشعر نعمة الإسلام التي نتفيؤ ظلالها"، ليجيبه الصاحب معلقا "فعلا، فحي على قيام ليلة القدر حتى مطلع الفجر". وقد حرص القيِّمون على مسجد عقبة بن نافع، المعروف باستقباله لمسلمين جدد بشكل شبه أسبوعي، على تنويع البرنامج ما بين الصلاة ودروس الوعظ والتفسير ومسابقة قرآنية دفعا للملل وتحبيبا للنفوس كي تصابر على العبادة طيلة الليل. وتميزت ليلة القدر بأجواء روحانية خاصة؛ إذ دام القيام وقراءة القرآن في المساجد كل الليلة؛ لأنها "خير من ألف شهر"، في حين أعدت النساء الطعام والكسكس وحملنه للمساجد ليطعم من رابط عبادة وتبتلا، في حين فاحت في الشوارع روائح المسك وعود الطيب فرحا بالليلة التي أُنزل فيها القرآن وتَتنزَّل فيها الملائكة. إسلام أون لاين