منعت سلطات الأمن بمدينة تطوان المسيرة الشعبية التي كان من المقرر انطلاقها يوم السبت الأخيرللمطالبة باسترجاع الجيوب المحتلة من قبل الاستعمار الإسباني. وذكر مراسل "التجديد" بالفنيدق أن عدة سيارات أمن وشاحنتين عسكريتين شوهدت بالمكان المحدد لانطلاق المسيرة صباح يوم الانطلاق. وأضاف أن حوامة إسبانية شوهدت وهي تحلق بمحاذاة الحدود المغربية الإسبانية في مشهد مستفز يبرهن على الهيمنة الاستعمارية الإسبانية التي ما انفكت الجارة الشمالية تبرزها في كل المناسبات. من جانبه أكد لحبيب حجي عضو منسقية اللجنة المنظمة للمسيرة ورئيس فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بالمدينة أن سلطات الأمن منعت كتابة انطلاق المسيرة بل ومنعت حتى تواجد أعضاء اللجنة المنظمة بالمكان المخصص للانطلاق لتوضيح الحقائق للذين سيحضرون. وأضاف حجي في تصريح "للتجديد" أن أعضاء اللجنة المنظمة طالبوا من السلطات منحهم الفرصة لمخاطبة الجماهير التي ستحضر وتبلغهم قرار المنع خاصة وأن بعضهم حضر من مناطق نائية. وقال حجي إن قرار المنع جاء استجابة للضغوط التي مارستها سلطات الاستعمار الإسباني على المغرب في الآونة الأخيرة. ذلك أن الجارة الشمالية استغلت ذكرى الحادي عشر من شتنبر2001، لتشن حملة على المغرب متهمة إياه بدعم المسيرات التي " تهدد الأمن الإسباني" حسب زعمها. وأوضح السيد حجي أن إسبانيا حاولت إبراز المغرب في صيغة الطرف الرافض للحوار بعدما دعته في الآونة الأخيرة إلى عقد لقاء بينهما، بحيث أنه في حالة ما إذا دعم مسيرة الفنيدق فسيكون مدعما لأنشطة تهدد الأمن الإسباني. كل هذه الأسباب تضاف- يبرز السيد حجي - إلى دخول المغرب في مرحلة حاسمة من تاريخه تتميز بخوض الانتخابات وانطلاق الحملة الانتخابية. واعتبر عضو منسقية اللجنة المنظمة للانتخابات أن كل هذه الأسباب التي بررت بها سلطات الأمن قرارها بمنع المسيرة تعد أسبابا واهية مبرزا أن الأهمية المطلقة يجب أن تمنح بشكل "أوتوماتيكي" لقضايا الوحدة الترابية للمغرب بغض النظر عن الظروف الداخلية التي تعيشها الساحة السياسية بالبلاد. وقال في هذا الصدد إن مسؤولية تحرير مدينتي سبته ومليلية هي مسؤولية كل المغاربة بكل مستوياتهم وليس مسؤولية فئات معينة دون غيرها. من جانب آخر أوضح السيد حجي أن سلطات الاستعمار الإسباني هي من تهدد الأمن المغربي وتدل على ذلك الاستفزازات المستمرة التي تقوم بها الحكومة الإسبانية ضد المغرب، وكذلك سياسة التعزيزات العسكرية الخطيرة التي انتهجتها إسبانيا بالمدينتين المحتلتين. على صعيد آخر، ذكر لحبيب حجي أن عدة فعاليات مهمة كانت حاضرة يوم المسيرة ومن ضمنهم السيد "محمد علي" رئيس جماعة المسلمين بسبتة، الذي أوقفته سلطات الاحتلال الإسباني لدى عودته إلى سبتةالمحتلة بعدما منعت المسيرة، وفتشته بطريقة مهينة وفتحت له محضرا متهمة إياه بمعاداة المصالح الإسبانية ! يذكر أن هذه المسيرة الممنوعة كان مقررا انطلاقها يوم الرابع عشر من هذا الشهر، بمشاركة العديد من الفعاليات السياسية المغربية احتجاجا على استمرار الاستعمار الإسباني للمدينتين المحتلتين سبتة ومليلية والجزر التابعة لهما. ومعلوم أيضا أن الصحافة وكذلك الفاعلين السياسيين الإسبانيين عبروا حن "سعادتهم" للخطوة التي أقدم عليها المغرب بمنع المسيرة، معتبرة إياها أحسن ما يمكن المغرب أن يقدمه للحكومة الإسبانية قبل انعقاد لقاء مسؤولي خارجية البلدين في أواخر هذا الشهر بالعاصمة "مدريد". أحمد حموش