قال عمر لمرابط نائب عمدة مدينة اتيس مونس (12 كلم جنوبباريس) إن الهجوم الإرهابي الذي استهدف مجلة "شارلي أيبدو" أدى إلى تشجيع مظاهر العنصرية والتمييز ضد المسلمين في فرنسا، وأضاف لمرابط في حديث لجريدة التجديد إن هذه الحادثة ستقوي اليمين المتطرف وستعطي الذريعة لتقوية الكراهية والعداء إزاء المسلمين. وإلى جانب الإسلاموفوبيا، قال لمرابط إن المسلمين في فرنسا وأوربا يعانون من التطرف الديني بسبب ضعف أداء الهيئات الإسلامية وكذا ضعف التأطير الديني وتشتت الجهود. مااذا تتوقعون بخصوص تداعيات الهجوم الإرهابي الذي استهدف مجلة "شارلي إيبدو" على الجالية المسلمة في فرنسا وأوروبا وعلى العلاقة بين المواطنين الأوربيين والأجانب؟ كان لهذه الهجمات تداعيات وخيمة والدليل على هذا ما بدأنا نراه في فرنسا وفي كثير من الدول الأوروبية من استهداف للمسلمين وسبهم وشتمهم والكتابة على الجدران وصلت لحد المطالبة بطرد المسلمين من أوروبا، كما أن العنصرية رغم أنها كانت موجودة إلا أن البعض أصبح يفتخر بها، اعتقادا منهم بأنهم يدافعون عن بلدهم ضد هؤلاء المهاجرين الذين رغم كونهم جزءا من البلد إلا أنهم يبقون في نظر الكثير من الأوروبيين غرباء ويجب أن يرجعوا إلى بلدانهم الأصلية. كما أن المسلمين في الغرب موصومون بصفات بذيئة منها أنهم لا يعملون ويستغلون الاقتصاد لصالحهم، ولا يريدون الاندماج وفق المقاربة التي تراها فرنسا والمبنية على إلغاء الهوية الأصلية، كما أن المقاربة الأمنية أظهرت فشلها وأصبح من الضروري اللجوء إلى مقاربة تسمح بالتعايش بين كل المواطنين بما يضمن حقوقهم. إلى أي حد سيقوي هذا الاعتداء اليمين المتطرف والإسلاموفوبيا؟ تكلم رئيس الوزراء الفرنسي في خطابه بعد الاعتداء على مجلة "شارلي إيبدو" عن معاداة السامية لكنه لم يتكلم عن الإسلاموفوبيا، وما يتعرض له المسلمون من اعتداءات بعد الحادث، فرئيس الحكومة زار معابد يهودية لإظهار التضامن والحماية لكنه لم يفعل أي شيء لحماية المسلمين الذين كانوا في مواجهة موجات العداء المتصاعدة، وكان بودي لو قام بزيارة المساجد ليظهر للفرنسيين أنهم جميعهم من كل الطوائف والأديان على قدم المساواة. من جهة أخرى، حصل اليمين المتطرف في الانتخابات الأخيرة على 25 بالمائة من الأصوات، وبهذا الاعتداء الشنيع الذي شهدته فرنسا سيتقوى اليمين وسيعطي للعنصريين الذريعة لإظهار عدائهم وبغضهم وكراهيتهم للمسلمين رغم أن المسلمين أنفسهم يدينون الإرهاب وأسبابه ونتائجه. وإذا كانت مظاهر العنصرية ضد المسلمين قد تضاعفت إلا أنه على المسلمين أنفسهم أن يوضحوا مواقفهم وألا يقبلوا بالاتهامات الموجهة لهم وأن يقدموا أنفسهم وما يمثلونه من أفكار من أجل التأكيد على التمييز وعدم الخلط بين الإسلام والإرهاب. هل الدعوات التي أطلقتها الحكومات الأوروبية من أجل الوحدة الوطنية وعدم الخلط بين الإسلام والإرهاب كافية لحماية مصالح المسلمين؟ لن يكون لهذه التصريحات معنى إذا لم ترافقها إجراءات ميدانية، فمن الغريب أن يتحدث الرئيس الفرنسي والوزير الأول عن أهمية الوحدة، ثم بعد ذلك يفرق بين المواطنين الفرنسين، ويتجاهل موت شرطي مسلم كما مات يهودي، وقد كان ينبغي للحكومة الفرنسية أن تكرم الجميع وأن تظهر للمجتمع الفرنسي أن الاعتداءات ضد المسلمين تبقى مثل الاعتداءات على اليهود. نحن لا نقبل الاعتداء على اليهود ولا على النصارى كما لا نقبل الاعتداء علينا كمسلمين، لكن يجب أن لا يكون هناك كيل بمكيالين؛ إذا اعتدي على يهودي قامت الدنيا ولم تقعد وإذا تعرض مسلم لاعتداء فكأن شيئا لم يقع. ونحن نقول أن الاعتداء على كل المواطنين الفرنسيين كيفما كانت ديانتهم جريمة بشعة. من جهة أخرى، يوجد في فرنسا قانون يضع حدودا لحرية التعبير ويمنع الحديث عن الهولوكوست والتشكيك فيه، نحن مسلمو فرنسا نتساءل لماذا لا تقوم الدولة الفرنسية بإجراء من هذا القبيل إزاء مقدسات المسلمين، فإذا كان الهولوكست مقدسا فلماذا لا يكون لرسول الإسلام هذه القدسية.