أعرب المسلمون الفرنسيون عن تضامنهم مع صحافيي "شارلي إيبدو"، واتجهوا إلى مكان الحادث، أول أمس الخميس، في موكب كبير من السيارات، تعبيرا منهم عن تضامنهم مع ضحايا الحادث الإرهابي. كما أدانت تنظيمات مدنية عدة في فرنسا، وفي باقي الدول الأوروبية، ينشط بها مواطنون مسلمون، الحادث، وأجمعت على التأكيد أن ما وقع من قتل في حادث "شارلي إيبدو" هو عمل إرهابي وليس إسلاميا، مطالبة دول أوروبا بتوفير الحماية لهم، ومحذرة من إمكانية تعرض المسلمين لاعتداءات انتقامية، كرد فعل على ما حصل. ودعا محمد موساوي، رئيس اتحاد مساجد فرنسا، في بيان له توصلت "المغربية" بنسخة منه، إلى نبذ التطرف والعنف بين أبناء المجتمع الفرنسي، وأدان بشدة الحادث، معبرا عن حزنه لما حدث من قتل، ودعا الفرنسيين إلى تشكيل جبهة موحدة لمناهضة الإرهاب والعنف والتطرف، بينهم وعلى اختلاف دياناتهم. كما عبر المجلس الأوروبي للعلماء المغاربة عن "شعوره العميق بالصدمة والذهول إزاء هذا الفعل الوحشي الجبان"، مقدما التعازي لأسر الضحايا ولكافة الشعب الفرنسي. وأعلن المجلس عن التشبث الراسخ لمسلمي أوروبا بقيم الديمقراطية، الضامنة للتعايش والاحترام المتبادل بين الجميع، معبرا عن أمله في أن يمثل الجناة أمام العدالة في أقرب الآجال. من جهته، استنكر عميد مسجد باريس، دليل أبو بكر، بشدة الاعتداء الإرهابي على مقر "شارلي إيبدو"، وأكد أن الجالية المسلمة بريئة تماما مما حدث، وقال إن "الإسلام ضد العنف وضد الإرهاب، والإسلام والمسلمون في فرنسا متضامنون ومتسامحون مع جميع مكونات المجتمع الفرنسي"، وأضاف "لسنا عدائيين، ولم نكن كذلك ولن نكون". وعبر عن افتخاره بأنه مسلم، وقال "نحن فخورون بالجالية المسلمة، التي يعرف عنها التسامح والتآخي". ونفى أبو بكر وجود قلق لديه من إمكانية تعرض المسلمين لاعتداءات انتقامية بعد الحادث، وأوضح "نحن لا نخاف لأننا لسنا مثار شك أو اتهام". إلا أن عبد الله زكري، رئيس "مرصد مكافحة الإسلاموفوبيا"، أعرب، عكس أبو بكر، عن تخوفه من تعرض المسلمين لاعتداءات عنصرية، نتيجة وجود حالة قلق عارمة داخل فرنسا، متهما "أطرافا سياسية وإعلامية" بنشر الفتنة في فرنسا، عبر توجيه تهم مجانية في حق المسلمين، داعيا السلطات الفرنسية إلى توفير الحماية الكافية لمسلمي فرنسا، وقال "الحماية أمر ضروري، لأننا نتعرض لتهديدات حقيقية".