قال محمد يونس الحائز على جائزة نوبل وصاحب فكرة تأسيس البنوك غير الربوية " مؤسسة بنك كراميين " لحل مشكلة الفقر بالبنكلاديش إن القروض الصغرى التي تمنحها هذه البنوك إذا ارتبطت بالربا فهي تقضي على الفقراء، " خاصة أن أغلب الفئات التي تقبل على هذه القروض تنحدر من القرى المهمشة والفقيرة". وأكد،في كلمة خلال افتتاح الندوة الدولية حول الادماج المالي والتنمية البشرية تمكين المهمشين اجتماعيا واقتصاديا، المنظمة من لدن برنامج الخليج العربي للتنمية ( أجفنيد) اليوم بالصخيرات، أن بداية تأسيس مؤسسات القروض الصغرى، التي كانت لديه كفكرة فقط منذ 1976، قبل أن يشرع في تنفيذها بداية من 1983، جاءت لتجنب الفقراء القروض الربوية، والتي تسير عبر عملية الادخار الذي يشترط على مل مستفيد أن يكون له حساب ادخار، وهو القاعدة التي ساعدت في الوقت الحالي إلى أن الفقراء هم من يدعمون الفقراء بأموالهم المدخرة. وأشار يونس أن تجربة البنكلاديش في هذا المجال تفيد أن المستفيدين حاليا من قروض هذه المؤسسات البالغ عددهم 1.5 مليون شخص 97 بالمائة منهم من النساء، وأن حجم الاموال المدخرة بعد ثماني سنوات فقط وصل إلى 1.5 مليون دولار وهو ما ساعد في 2014، حسب المتحدث، على تجاوز الاموال المدخرة للقروض التي تؤخذ حاليا من البنك، وجعل من المدخرين ممولين، وبالتالي تصبح فكرة ربح المال على حساب الفقراء أمرا ايجابيا في خدمة الفقراء أنفسهم"، يضيف الخبير البنكلاديشي. وأبرز المصدر ذاته، أهمية عدم الضغط على الفقراء للقضاء على الفقر، بل يجب تغيير النظام الاقتصادي الذي ينتج الفقر، منتقدا، ما وصفة بامتصاص قمة الهرم الاقتصادي للربح من أسفله وتكريس الفقر، وكذلك الربح الذي يحققه الاشخاص الذاتيون أو المعنويون بشكل انفرادي دون استثمار هذا المال في مشاريع اجتماعية تساهم في القضاء على الققر ويعود على الفقراء بالنفع، مشيرا إلى كون 3بالمائة من سكان العالم تستحوذ على أزيد من 50 بالماؤة من الثروة عبر العالم. ودعا إلى دعم عنصر المبادرة في صفوف الشباب العاطل عن العمل، للانخراط في مشاريع خلق الشغل لغيرهم بدل انتظار الحصول على الشغل، مستغربا مما وصفه تكريس الانظمة التربوية لمنطق اتمام الدراسة للحصول عن العمل، دون إغفال التركيز على أهمية دعم حاملي أفكار المشاريع. واعتبر يونس أن النموذج الذي كرسه النظام الاقتصادي الحالي في العالم، والذي أنتج جيلا ضل يبحث عن العمل حتى أصبح " الجيل المفقود"، حسب تعبير المتحدث، مردفا أن العالم في أمس الحاجة اليوم إلى إنشاء عالم نتخلص فيه من الفقر بدون فقر في عالم بدون بطالة".