قال الاقتصادي البنجلاديشي، محمد يونس، الحائز على جائزة نوبل عام 2006 ، إن "الأزمة الاقتصادية الحالية تمثل فرصة لإعادة صياغة النظام المالي العالمي". وفي تصريحات لوكالة (إفي) بمناسبة المشاركة في القمة العالمية للقروض الصغيرة، التي يعتبر الاقتصادي البنجلاديشي خبيرا عالميا فيها، من خلال تجربته مع بنك الفقراء، قال يونس : "لا يمكن ان يظل النظام المالي العالمي يعنى بالمؤسسات المصرفية الكبرى فقط، بينما هناك ملايين من الفقراء في العالم". واعتبر يونس أن "العمل الاجتماعي، يمثل البند الأول في روشتة محاربة البطالة سواء في العالم الثالث أو المتقدم، من خلال قروض تمويل مشروعات صغيرة ومتناهية الصغر". وأكد أن هذه الوصفة في متناول يد العالم أجمع، موضحا أن "هناك نوعين من البزنيس، الأول المعتاد الذي نعرفه جميعا، ويهدف إلى الربح وجمع المال، وآخر لا نعرفه، ويسعى إلى حل المشكلات حيث المال الذي تربحه لا يكون كله ملكك، بل يوجه لمكافحة الجريمة والمخدرات". وحول قمة القروض الصغيرة العالمية التي ستعقد في نوفمبر/تشرين ثان المقبل في مدينة بلد الوليد الإسبانية، قال، تمثل فرصة هامة نظرا لأن أبرز المشاركين فيها، من الاتحاد الأوروبي وأمريكا اللاتينية، يعانون بشكل مباشر من تبعات الأزمة. وقال إن القروض الصغيرة، لم تتسبب أبدا في مشاكل لأحد، نظرا لأنها تتعامل مع الاقتصادي الواقعي وليس المضاربات والحركة الاقتصادية الافتراضية رأس مال غير موجود، ولهذا نسعى، لكي تحتل القروض الصغيرة قمة المنظومة الاقتصادية بدلا من ان تظل قابعة في هامش الصفحة. وأكد يونس "هدفنا الآن إقامة منظومة اقتصادية شاملة، تعنى بانتشال ثلثي سكان العالم من الفقر، بإتاحة مشاركتهم في النظام المالي العالمي"، مبرزا أن الأزمة الاقتصادية "بالنسبة لنا كان لها مردود إيجابي حيث جعلت الأنظار تلتفت إلى أنشطتنا، كما جعلت التركيز ينصب على الطبقات الأكثر فقرا". يشار إلى أن يونس، الملقب بأبي الفقراء، أسس بنك جرامين عام 1976 لتقديم القروض متناهية الصغر وعمل في منصب العضو المنتدب به منذ عام 2000 ، ولكنه تعرض منذ أواخر 2010 لحملة تشويه تقودها رئيسة وزراء البلاد الشيخة حسينة، التي اتهمته ب"مص دم الفقراء"، كما طالبت بفتح تحقيقات حول تهرب البنك الذي أسسه من الضرائب