نبهت جمعية " بييزاج" للبيئة والثقافة بأكادير لما أسمته كثافة نشاط اجتثاث الثروة الغابوية بالمناطق الجبلية التابعة لعمالة أكادير إداوتنان التي تمثل جزء كبيرا من الرصيد الوطني لأشجار الأركان والخروب والبلوط وتحويلها هذه الثروة إلى فحم، من خلال انتشار الأفران العشوائية لصناعة الفحم، الذي يوجه للتسويق. واستنكرت الجمعية في تقرير أعدته بناء على زيارة ميدانية قام بها بعض أعضائها، ينبه لصعوبة محاربة الظاهرة في غياب تكثيف إجراءات أو تنظيم لها بالقانون في إطار تعاونية تحترم معايير الحفاظ على الثروة الغابوية. وأشار المصدر ذاته إلى كون المناطق الجبلية التي تعرف الظاهرة تعد مناطق خارج التنمية وتعاني الهشاشة والإقصاء والفقر، ويبقى السبيل الوحيد لكسب العيش للساكنة الجبلية هو الاشتغال خارج القانون في إنتاج الفحم الخشبي أو قطع النباتات الطبية كالزعتر بكميات كبيرة وإعادة بيعها وهو ما يسبب، حسب الجمعية، خطورة بيئية جد معقدة مع تدهور الغطاء النباتي وانجراف التربة واندلاع حرائق الغابات المهولة. وأبرزت التقرير، يتوفر " جديد بريس " على نسخة منه، أهمية اعتماد التنمية البشرية في هذه الدواوير في إطار منظم لتربية المعز أو تربية النحل واستغلال الأعشاب العطرية الطبية واستغلال منتج البلوط والخروب والأركان هو السبيل الأمثل للقضاء على منتجي الفحم العشوائيين. " دون إغفال الإطار القانوني والزجر للحفاظ على هيبة الدولة ومؤسساتها وممتلكاتها من العبث والدمار البيئي الخطير" . التقرير ذاته، يفيد أن أعضاء الجمعية الذين خرجوا إلى المنطقة الغابوية في إطار عملية رصد للنهب الذي تتعرض له الثروة الغابوية من لدن أرباب أفران الفحم الخشبي، تعرض للاحتجاز من لدن بعض السكان، وتهديدهم بالاعتداء عليهم، من خلال وضع حواجز من الأحجار وحمل عصي وأحجار ومنعهم من المغادرة عبر وضع أحجار كبيرة أمام السيارة، لمدة تجاوزت 5 ساعات، مما استدعى تدخل عناصر الدرك الملكي لحمايتهم من تهديدات هؤلاء، كما جاء في نص التقرير.