علمت جمعية بييزاج للبيئة أن حريقا مهولا أتى على حوالي 160 هكتار من الغابات بجماعة امسكروض القروية بعمالة اكادير ادوتنان، على علو ألفي متر من سطح البحر وعلى بعد عشرات الأمتار من دوار زاوية أكني المحاصر بالسنة ولهيب النيران التي شبت في الغابة، والتي صاحبتها غيوم كثيفة للدخان بهذا العلو المرتفع حيث يؤدي الى الاختناق وضيق التنفس لصعوبة التنفس بالمرتفعات، وعلمنا أن الحريق شب في الساعات الأولى من ليلة حوالي الثامنة مساءا السبت 10 غشت بغابات الأركان والعرعار والخروب واتت على هذا المحيط الحيوي مما تسبب في كارثة بيئة بكل المقاييس حيث سيوثر على التنوع البيولوجي للعديد من الحيونات والطيور التي تعيش بهذه المناطق وتنقلت النيران وانتشرت بسرعة كبيرة نتيجة هبوب الرياح وارتفاع درجة الحرارة بحيث طوقت أكثر من اربعة دواوير محاصرة بالاذخنة والنيران مما سيؤدي الى كارثة اجتماعية وبيئية رغم تنبيهنا للسلطات والمسِِؤوِلين لضرورة توخي اليقظة والحذر في هذه الفترة من فصل الصيف، وقد بلغ الى علم الجمعية أن الساكنة بالعديد من الدواوير (اكني – تاكوشت. امسكروض..) أصيبت بهلع كبير وهم العديد منهم حمل أمتعته وأبنائه وكل ما يملكه من دواب وأنعام وغادر قبل أن تمتد السنة النيران التي اكتسحت مساحات طويلة تقدر بأربعة كيلومترات نتيجة لوفرة الغطاء الغابوي والأعشاب اليابسة بهذه المناطق الوعرة حيث وجدت فرق التدخل صعوبة كبيرة في بلوغ أماكن الحريق نظرا لوعورة المسالك والمنحدرات بهذه المناطق الجبلية الخطرة ،وعلى حد علم جمعية بييزاج للبيئة فقد أتت الحرائق على حوالى 160 هكتار من الغابات وقد استعملت القوات المسلحة الملكية طائرتان لإخماد الحريق تبلغ حمولتهما ستة أطنان من الماء وقد تمت تعبئة أزيد من 500 فرد لإخماد هذا الحريق المهول اغلبهم من القوات المسلحة الملكية والدرك الملكي والقوات المساعدة والوقاية المدنية والمتطوعين من الساكنة القروية والدواوير المجاورة ولحدود الساعة تجهل أسباب الحرائق بهذه المنطقة التي عرفت حرائق سابقة نظرا لانتشار مربي المناحل والرعاة ومستغلي خشب الاركان لانتاج الفحم، وكذلك تعرف انتشار وجود كثيف لأشجار الأركان وازوكا والخروب والزيتون البري ونباتات الزعتر وغيرها من الأعشاب الطبية، كما أن هذه الحرائق تخلف أضرارا بليغة على المحيط البيئي الطبيعي والحيواني وتساهم في ارتفاع نسب التلوث والإضرار بجودة التربة وتساهم في ظاهرة الانجراف وأضرار اجتماعية على ساكنة الدواوير التي تستفيد من الأركان والمناحل كشكل من أشكال التنمية المستدامة بالعالم القروي. إن جمعية بييزاج للبيئة تتأسف كثيرا لتكرار هذه الحرائق بهذه المناطق وتعتبر هذا الحريق الذي يشب للمرة بشكل متكرر كارثة بيئية على البيئة والإنسان الذي يكون هو السبب الرئيسي لاتدلاع هذه الحرائق التي تعرف نشاطا كبيرا لمربي المناحل وكذلك الرعاة و مستغلي خشب الأركان في الفحم بطرق غير قانونية حيث ينشط هولاء في جنح الليل مما قد يؤدي الى كوارث جمة على اعتبار أن هذه النيران انطلقت في الساعات الأولى من الليل، وتؤكد الجمعية أن حوالي 90 بالمائة من الحرائق بالغابات بالمغرب حسب أرقام سابقة للمندوبية السامية للمياه والغابات هي بفعل عوامل بشرية بشكل مباشر أو غير مباشر، وتدعو جمعية بييزاج للبيئة الى فتح تحقيق جدي وفعال ونزيه لمعرفة ملبسات وحيثيات هذه الحرائق المتكررة سنويا بهذه المناطق وتعميم نتائج التحقيق على مختلف وسائل الإعلام المحلية والوطنية، على اعتبار أن هذه الحرائق أفعال إجرامية يعاقب عليها القانون وهي تهدد الطبيعية والبيئة والتنوع البيولوجي للعديد من الكائنات الحية حيوانات وطيور ، و سلامة وأمن واستقرار ساكنة الدواوير القروية المهددة بالموت والهجرة القسرية والفقر والهشاشة وضيق الحال أمام هذه الكوارث وتهدد سلامة وحياة الفرق العاملة بوطنية صادقة وكبيرة والتي تعمل على الحد منها و إخمادها ومجابهة خطورتها. كما سبق لجمعية بييزاج أن نبهت في آخر تقرير لها أن حرائق الغابات والفيضانان تعدان السمة البارزة للكوارث في عصرنا الحالي وهو ما جعل الجمعية تدق ناقوس الخطر و تدعو الى خلق صندوق وطني خاص بالوقاية والحد من التأثيرات السلبية لهذه الكوارث على المجال البيئي والطبيعي والبشري كذلك، كما تدعو الجمعية الى تكثيف دوريات المراقبة والطلعات الجوية لمروحيات المراقبة للغابات وتعزيز التنسيق الأمني مع المجتمع المدني والساكنة القروية وتقوية التنسيق بين مختلف المصالح والسلطات للحد بشكل وقائي من حرائق الغابات وعدم تكرارها والضرب بيد من حديد على مرتكبي هذه الأفعال الإجرامية في جنح الليل في حق البيئة والتنوع البيولوجي والتي تشكل تهديد حقيقي للسلامة العامة و لحياة المواطنين والساكنة القروية وحياة الفرق المتدخلة في عمليات الإطفاء والإخماد وعبئ ثقيل على إمكانيات وموارد الدولة، كما لا يفوت الجمعية أن تشيد وتنوه بمجهوادت قواتنا المسلحة الملكية الباسلة والدرك الملكي والقوات المساعدة والوقاية المدنية والمتطوعين من الساكنة القروية على وطنيتهم وتضحياتهم الكبيرة وتقديم يد العون للمواطنين، للحد من انتشار وامتداد هذه الحرائق الى الساكنة القروية بالدواوير ، كما هو معهود فيهم في كل مكان وزمان بأرض المملكة.