كشفت جمعية «بيزاج» عن وجود مجموعة من الأفران السرية لإنتاج الفحم الخشبي على امتداد المنطقة الغابوية التابعة لجماعة اقصري وقيادة تاغزوت التابعة للنفوذ الترابي لعمالة أكادير اداوتنان. والتي تورط أصحابها في اندلاع سلسلة الحرائق التي عرفتها المنطقة خلال السنوات الماضية مما في تسبب في إتلاف آلاف الهكتارات من الغطاء الغابوي المتنوع بالمنطقة. وأوضح التقرير الصادر عن الجمعية أن أعضاء هذه الأخيرة قاموا، يوم الخامس من يناير الجاري، بزيارة ميدانية إلى المنطقة المشار إليها حيث عاينوا وجود كميات كبيرة من الخشب المقطوع للأشجار بأدوات عبارة عن معاول وسواطير تستعمل لقطع الأشجار، ولاحظت الجمعية أن عملية قطع الأشجار تتم في أسفل الجبل وبمنحدرات وبأماكن سرية وعرة جدا يصعب إيجادها من دون معرفة دقيقة لتضاريس المنطقة، إذ يتم الوصول إليها بواسطة الدواب لحمل كميات كبيرة من جذوع الأشجار بعد التخلص من أوراقها بعين المكان، وتنقل بعد ذلك إلى الأفران التقليدية التي يتجاوز حجم بعضها مترين في العرض مبنية بواسطة الطين والقش وتتم تغطيتها بنباتات جافة من أجل الحيلولة دون اكتشافها. وفي السياق ذاته، نبهت الجمعية إلى أن فرقة لحماية البيئة التابعة للقيادة الجهوية للدرك الملكي بأكادير قامت، يوم 29 دجنبر الماضي، بحملة سرية برفقة منسق الجمعية بالمناطق الجبلية ومرشد لمعاينة وتحديد المناطق التي يتم فيها حرق الحطب للحصول على الفحم الخشبي في أفران تقليدية، خاصة ما يعرف بالمنطقة بغابة «مرزكال» التي تبعد عن دوار «تسدرمت» بحوالي 500 متر عبر طريق غير معبدة حيث تمت معاينة كميات كبيرة من الأشجار المعدة لاستعمالها في إنتاج الفحم خاصة أشجار البلوط والخروب. وأورد التقرير أن أعضاء الجمعية تعرضوا لاحتجاز من طرف السكان الذين عمدوا إلى محاصرة السيارة التي نقلت ممثلي الجمعية بوضع الأحجار في طريقها والخروج جماعة للاعتداء عليهم ومحاصرتهم ببيت أحد أبناء الدوار الذي استضافهم، مما حدا بأعضاء الجمعية إلى الاتصال بعناصر الدرك الملكي التي حلت دورية منها بعين المكان لتحرير أعضاء الجمعية. وخلصت الجمعية إلى أن هذه المنطقة الجبلية تعرف تدميرا خطيرا للثروة الغابوية وللرصيد الوطني من أشجار الأركان والخروب والبلوط الذي اختفت منه كميات كبيرة، ونبهت الجمعية إلى أن سكان هذه المناطق خارج التنمية ويعانون الهشاشة والإقصاء والفقر، مما يدفع السكان إلى إنتاج الفحم الخشبي واجتثاث النباتات الطبية بكميات كبيرة مع ما يسببه ذلك من خطورة على البيئة ويساهم في تدهور الغطاء النباتي وانجراف التربة واندلاع حرائق الغابات المهولة.