من إبداعاته لوحة سماها "قضية ملك" وأخرى هدية للقضية الفلسطينية ورئيس لجنة القدس الملك محمد السادس، وأعمال أخرى، إنه الفنان التشكيلي عبد الواحد فارس الذي جعل من نفسه فنانا عصاميا، تقلد الريشة وحمل اللون لخدمة الفكرة والقضية، لعله يؤدي طرفا من المسؤولية اتجاه المجتمع ، يؤمن كأي فنان أصيل بالفن المتخلق، ويكفر بالفن المائع الملتحف بكل ضروب الانحلال. الفنان عبد الواحد فارس من مواليد مدينة عريقة في العلم والجهاد، إنها مدينة أبي الجعد، وهو يعيش الآن بين أحضان جبال الأطلس المتوسط، بمدينة القصبة. "التجديد" التقت هذا الفنان الشاب وأجرت معه الحوار التالي: مرحبا بك الأستاذ عبد الواحد فارس على صفحات التجديد، أولا يود القارئ أن يعرف من هو الفنان عبد الواحد فارس؟ أولا أتقدم بتشكراتي الحارة لجريدة "التجديد"، وتحية طيبة للطاقم الساهر عليها، أنا فنان تشكيلي عصامي، أبلغ من العمر 26 سنة، من مواليد مدينة أبي الجعد (اقليمخريبكة)، لكنني عشت وكبرت ولا زلت لحد الآن أعيش بين أحضان جبال الأطلس المتوسط، وبالضبط بمدينة القصبة، إقليمبني ملال. ما هي قصتك مع الفن وخاصة الرسم؟ مارست الفن منذ طفولتي مباشرة بعد التحاقي بالمدرسة، أي منذ كنت أبلغ من العمر 6 سنوات، في ذلك الوقت لم أكن أعرف حقيقة هذا الفن، ولم أجد حتى من يرشدني إليه، خاصة وأن والدي من أسرة أمية لا تقرأ ولا تكتب، إضافة إلى ما تعانيه من فقر مرير، لكن في الطور الإعدادي تلقيت مساندة من أساتذة مادة التربية الفنية بعد أن أطلعتهم على أعمالي. كيف عرفت طريقك إلى الأضواء؟ لحد الآن لا زالت الأضواء خفيفة فلندعها تقوى في المستقبل إن شاء الله تعالى ما دمت سأثابر وأكد. ماهو الفن بالنسبة إليك؟ وهل تؤمن بقولة "الفن للفن" الفن بالنسبة لي هو إبداع ينجزه الفنان لإيصال فكرة معينة عن طريق اللون والصباعة بالنسة للفنان التشكيلي ، والقصيدة بالنسبة للشاعر والمسرحية بالنسبة للمسرحي، والفيلم بالنسبة للسينمائي. أما بخصوص مقولة "الفن للفن"، فربما تكون هذه الفكرة فلسفية ولربما أهل الفكر اختلفوا بشأنها، وأنا لن أجيبك بطريقتهم في التحليل خاصة وأنني ما قرأت كثيرا في الفن ولا كتبت عنه، ولكن سأقول لك: الحمد لله الذي وهبنا هذا الفن لإبلاغ قضايانا عبره . ما هو دور الفنان في المجتمع؟ بكل اختصار يجب على الفنان أن يعمل لأجل فكرته عن طريق الصناعة والرسم كما يجب أن يكون فارسا من فرسان النضال على طريقته، وأما أن ينطوي وينعزل الفنان وتكون خاتمته الانتخار كما يجري في الدول الغربية حينما يخرج من عالمه المخملي إلى الواقع ويصطدم بكوارثه. ماذا عن الإسلام والفن وهل التدين عائق أمام الإبداع؟ لا يوجد أي تعارض بين الفن ومبادئ الإسلام، مادام الأول يمجد الأخلاق ويسمو بها، وما دام يحتفي بالوجود والحياة كما أرادها الله سبحانه وتعالى، وما دام غرض الفن السمو بالناس وبأذواقهم وبأخلاقهم وضمائرهم فلن يكون الدين عائقا أمام الإبداع ، إنني لست مع الطراز الذي يقول بأن الذين يعيق الإبداع، والأمثلة والنماذج من الفنانين الملتزمين بشؤون الفن وأمور الدين والاتزان موجودة ولا حصر لها. وماذا بخصوص اللوحة التي خصصتموها لجلالة الملك محمد السادس، كيف جاءت فكرة إنجاز هذه اللوحة؟ مند زمن وأنا أفكر في إنجاز لوحة تخص صاحب الجلالة محمد السادس، ومباشرة بعد توليه العرش، وبعد خطابه الذي وجه في الشباب إلى ضرورة الإبداع والابتكار في كل المجالات، فكنت من الذين استوعبوا الدعوة، ففكرت في أن أنجزلوحة أخص فيها جلالته كرئيس للجنة القدس بعد أن تولى هذا المنصب أيضا، وقد توفقت في هذا الإنجاز والحمد لله. بعد مشاركتي في المعرض الدولي للإختراع والمقاولة الذي أقيم أيام 23 و26 ماي 2002 بالمدرسة المحمدية للمهندسين بالرباط برعاية من جلالة الملك محمد السادس، عزمت على أن أتقدم إلى جلالته بهذا الإبداع المتواضع. وهل سلمتم الهدية؟ نعم لقد سلمتها وبمساعدة مجموعة من الإخوة الذين تعرفت عليهم خلال المعرض، وعلى رأسهم السيد محمد يوسف، والدكتور المالك المالكي رئيس المخترعين والمجددين المغاربة، وكذلك الأستاذ محمد خنيجر. وهل تلقيتم أي رد على هذه الهدية؟ يكفيني فخرا أنني أدخلتها إلى الديوان الملكي، وأن تحوز رضى صاحب الجلالة الملك محمد السادس. ما هي مشاريعك المستقبلية؟ انطلاقا من مستواي كفنان تشكيلي عصامي، فإني أسعى لأن أسجل إسمي في تاريخ الفن كما سجله رواد آخرون من أمثال دافينتشي وفان كوخ وغيرهما، وذلك باكتشافي لمدرسة جديدة في فن التشكيل أطلقت عليها إسما عربيا وسوف أعلن عن ذلك في الوقت المناسب له، وتحية مجددة إلى جريدة "التجديد". حاوره الحسين بلقاس