وصف الدكتور يوسف القرضاوي رئيس مجلس أمناء مؤسسة القدس الدولية الرسالة الملكية التي بعثها بها الملك محمد السادس إلى فضيلته بكونها نوعا من التواصل المطلوب بين مؤسسات المجتمع الأهلي وأولي الأمر من الحكام والمسؤولين، وخصوصا في قضية مهمة كقضية القدس. واعتبر القرضاوي في تصريح لجريدة التجديد بأن الرسالة تدلّ على اهتمامه بالقضية وأكد القرضاوي أن مضمون خطاب الملك يعبّر عن إحساسه بالمسؤولية التي يحملها باعتباره رئيس لجنة القدس المنبثقة عن منظمة المؤتمر الإسلامي، وهي مسؤولية الدفاع عن القدس الشريف الذي تتهدّده المخاطر من كل جانب، من قبل الكيان الصهيوني الغاشم. وشاطر رئيس مؤسسة القدس الدولية الملك محمد السادس في كون القدس ليست قضية الشعب الفلسطيني وحده، ولا قضية الحكومات فقط، وإنما هي قضية الجميع من علماء ورجال الفكر والإعلام والسياسة والأعمال، وذهب القرضاوي إلى القول لو فرّط الفلسطينيون مثلا في القضية لكان واجبا على الأمة كلها الدفاع عنها. معتبر أن هذه الرسالة من ملك المغرب تعكس الدور الذي من المفترض أن يقوم به كل حكام العرب والمسلمين في دعم قضية القدس على جميع المستويات، سواء على المستوى الدبلوماسي أو السياسي أو المالي. ورحب القرضاوي بهذا التواصل مع رئيس لجنة القدس، مبديا استعداده لأي شكل من أشكال هذا التعاون لخدمة قضية القدس. امتثالا لقوله تعالى (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ) المائدة:2]، وقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: المؤمن للمؤمن كالبنيان، يشد بعضه بعضا. وكان الملك محمد السادس قد بعث برسالة مؤرخة بتاريخ الجمعة خامس شوال لعام14 الموافق ل 25 شتنبر سنة 2009, إلى الشيخ يوسف القرضاوي بصفته رئيس مؤسسة القدس الدولية، وذلك ردا عى رسالة سابقة كان الشيخ قد أرسلها إلى ملك المغرب يشرح فيها الأوضاع البالغة الخطورة بالقدس الشريف. هذا وشددت الرسالة الملكية، على ضرورة الحرص على تناسق أكبر وأوثق لكافة الجهود لترسيخ الوعي بأن هذه القضية المقدسة هي فعلا قضية كل مسلم، وذلك عبر فتح المجال أمام المحسنين والجمعيات الأهلية والعامة والصناديق الإسلامية لتقديم الدعم المطلوب. وأشارت الرسالة إلى جهود وكالة بيت مال القدس الشريف التي يعتبر المغرب ممولها الرئيس من تنظيم حملات منظمة للتبرع على المستوى الشعبي. وأعلن الملك محمد السادس عن عزمه إطلاق مبادرات عملية أخرى، من شأنها حشد المزيد من الدعم الدبلوماسي والسياسي والإعلامي لقضية القدس العادلة. والتحرك على الصعيد الدولي، لوقف السياسة الإسرائيلية والتوسعية والاستيطانية، وكسب المزيد من التأييد لشعبنا الفلسطيني المكافح، في سبيل استرجاع حقوقه المشروعة، وفي طليعتها إقامة دولته المستقلة، وعاصمتها القدس الشريف. وفي سياق مشاريع وأنشطة وكالة بيت مال القدس، أعلنت الوكالة أنها وافقت على تقديم منح سنوية لجمعيات نسائية بالقدس الشريف تتراوح قيمتها بين 4500 و7 آلاف دولار لكل جمعية من الجمعيات المستفيدة، والبالغ عددها إلى حدود مطلع أكتوبر الجاري 11 جمعية من الجمعيات التي استوفت جميع الشروط الإدارية والقانونية. ووفقا لبلاغ وكالة بيت مال القدس فإن هذا الدعم يندرج في إطار استراتيجية الوكالة لتطوير مهارات المرأة المقدسية في المجالات المهنية المختلفة، وجعلها قادرة على الإسهام بفعالية في بناء المجتمع المقدسي، وتطوير مستواها الثقافي والاجتماعي. وأبرز المصدر ذاته أن هذه المنح التي زادت قيمتها الإجمالية عن 63 ألف دولار، استفادت منها مؤسسة المنار المقدسية الخيرية، وجمعية البشارة للروم الكاثوليك، والمركز النسوي الثوري سلوان، وملتقى الفنانات المقدسية، وجمعية دار الفتاة اللاجئة، وجمعية قرية المعلمات المقدسية، والاتحاد النسائي العربي، وجمعية سيدات البلدة القديمة، وجمعية سيدات الجالية المغربية، وجمعية سيدات بيت صفافا، وجمعية مشروع الرعاية/ مركز السرايا لخدمة المجتمع.