أكد الملك محمد السادس أن القدس ليست قضية الشعب الفلسطيني وحده ولا قضية الحكومات فقط، وإنما هي قضية الجميع من علماء ورجال الفكر والإعلام والسياسة والأعمال، مؤكدا ضرورة الحرص على تنسيق الجهود لترسيخ الوعي بأن هذه القضية المقدسة هي فعلا قضية كل مسلم، عبر فتح المجال أمام المحسنين والجمعيات الأهلية والعامة والصناديق الإسلامية لتقديم الدعم المطلوب. "" وقال الملك محمد السادس في رسالة إلى الشيخ يوسف القرضاوي رئيس مؤسسة القدس الدولية، انه أخذ على نفسه منذ توليه أمر بلاده التي تربطها روابط تاريخية مع القدس أن يعمل بصفته ملكا للمغرب ورئيسا للجنة القدس المنبثقة عن منظمة المؤتمر الاسلامي كل ما في وسعه من أجل الدفاع عن هذه القضية المصيرية بالنسبة لامتنا.. وشدد على أن المغرب لم ولن يدخر جهدا للدفاع عن الوضع القانوني الخاص بمدينة القدس كأرض واقعة تحت الاحتلال بما يكفل الحق الفلسطيني الثابت بها كعاصمة للدولة الفلسطينية المستقبلية. وأضاف الملك محمد السادس في ذات الرسالة التي نشرت مضامينها جريدة "الراية القطرية ": في سياق هذا الالتزام الواضح والاقتناع القوي نواصل تحركاتنا واتصالاتنا ومساعينا لتطويق المشاريع الإسرائيلية التي أصبحت ذات منحى استئصالي يهدد عمق الوجود الفلسطيني والعربي والإسلامي بهذه الأرض، ومن هنا بادرنا بكل مسؤولية وأمانة في مناسبات عديدة إلى مخاطبة الأمين العام للأمم المتحدة والاعضاء الدائمين لمجلس الأمن والرئاسة الدولية للاتحاد الأوروبى وقداسة البابا لحثهم على الوقف الفوري لهذه الإجراءات التي لا تستند على أي أساس قانوني أو شرعي مشددين على ضرورة المحافظة على القدس كفضاء للتعايش بين الأديان. وتابع الملك محمد السادس في الرسالة المؤرخة في 25 شتنبر الماضي، "عملنا في المغرب الذي يعتبر الممول الرئيس لوكالة بيت مال القدس الشريف التي تعمل تحت سلطتنا المباشرة على تنظيم حملات منظمة للتبرع على المستوى العربي، وناشدنا أشقاءنا من خلال منظمة المؤتمر الإسلامي لتنظيم حملات مماثلة لجمع الموارد المالية الضرورية لدعم صمود إخواننا المقدسيين، وسنعمل عما قريب على إطلاق مبادرات عملية أخرى من شأنها حشد المزيد من الدعم الدبلوماسي والسياسي والإعلامي لقضية القدس العزيزة، والتحرك على الصعيد الدولي لوقف السياسة الإسرائيلية والتوسعية والاستيطانية وكسب المزيد من التأييد لشعبنا الفلسطيني المكافح في سبيل استرجاع حقوقه المشروعة وفي طليعتها إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف." صورة للرسالة الملكية إلى الشيخ يوسف القرضاوي