أكد الملك محمد السادس أن نصرة القدس الشريف وكل القضية الفلسطينية ليس قضية الشعب الفلسطيني وحده بل قضية كل مسلم، وشدّد في الرسالة التي بعث بها إلى الشيخ يوسف القرضاوي، بصفته رئيس مجلس أمناء مؤسسة القدس الدولية، وفقا لذلك، على ضرورة فتح المجال أمام المحسنين والجمعيات الأهلية والعامة والصناديق الإسلامية لتقديم الدعم المطلوب. وأوضحت الرسالة، التي حصلت التجديد على نسخة منها، أن القدس ليست قضية الشعب الفلسطيني وحده، ولا قضية الحكومات فقط، وإنما هي قضية الجميع من علماء ورجال الفكر والإعلام والسياسة والأعمال، ووفق هذا المنظور، تقول الرسالة، فقد أضحى من الضروري الحرص على تناسق أكبر وأوثق لجهودنا لترسيخ الوعي بأن هذه القضية المقدسة هي فعلا قضية كل مسلم، عبر فتح المجال أمام المحسنين والجمعيات الأهلية والعامة والصناديق الإسلامية لتقديم الدعم المطلوب. وأبرزت الرسالة أن المغرب سيعمل عما قريب إن شاء الله، على إطلاق مبادرات عملية أخرى، من شأنها حشد المزيد من الدعم الدبلوماسي والسياسي والإعلامي لقضية القدس العادلة. والتحرك على الصعيد الدولي، لوقف السياسة الإسرائيلية والتوسعية والاستيطانية، وكسب المزيد من التأييد لشعبنا الفلسطيني المكافح، في سبيل استرجاع حقوقه المشروعة، وفي طليعتها إقامة دولته المستقلة، وعاصمتها القدس الشريف، وأعرب جلالة الملك محمد السادس عن استعداد المغرب لدعم مؤسسة القدس الدولية التي يرأسها الشيخ يوسف القرضاوي، وأكدت الرسالة على ذلك بالقول ونود أخيرا، أن نؤكد لكم، فضيلة الشيخ المبجل، أنكم ستجدون من جلالتنا كل الاستعداد لدعم مؤسستكم، سائلين الله جلّ جلاله أن يهدينا إلى سبيل الهدى والرشاد(نص الرسالة كاملا ). بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وحده والصلاة والسلام على مولانا رسول الله وآله وصحبه من محمد السادس ملك المملكة المغربية إلى فضيلة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي رئيس مجلس أمناء مؤسسة القدس الدولية فضيلة الشيخ المبجل، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته وبعد، فلقد اطلعت بكامل العناية والتقدير، على خطابكم الكريم، بشأن الأوضاع البالغة الخطورة بالقدس الشريف، وإذ أشكر فضيلتكم جزيل الشكر على تفضلكم بإطلاعنا على التقرير السنوي القيّم، الصادر عن مؤسستكم الموقرة، لأنوّه بما تقومون به من جهود خيّرة لنصرة القدس الشريف، سائلا الله العلي القدير أن يمتّعكم بموفور الصحة والعافية، ويمدّكم بالعون والسداد في مواصلة عملكم الجليل. لقد أخذنا على أنفسنا، منذ أن ولّانا الله جلت قدرته، أمر هذا البلد الأمين، الذي يعرف الجميع روابطه التاريخية مع القدس، أن نعمل بصفتنا ملكا للمغرب، ورئيسا للجنة القدس المنبثقة عن منظمة المؤتمر الاسلامي، سيرا على النهج القويم لوالدنا المنعم، جلالة الملك الحسن الثاني، طيب الله ثراه، كل ما في وسعنا من أجل الدفاع عن هذه القضية المصيرية بالنسبة لأمتنا. فالمغرب الذي كان سبّاقا للمطالبة بعقد مؤتمر طارئ لقادة البلدان الإسلامية، على إثر الفعل الإجرامي الخطير بمحاولة إحراق المسجد الأقصى المبارك، لم ولن يدخر جهدا للدفاع عن الوضع القانوني الخاص لمدينة القدس، كأرض واقعة تحت الاحتلال، بما يكفل الحق الفلسطيني الثابت بها، كعاصمة للدولة الفلسطينية المستقبلية بحول الله ومشيئته. وفي سياق هذا الالتزام الواضح والاقتناع القويّ، نواصل اليوم تحركاتنا واتصالاتنا ومساعينا لتطويق المشاريع الإسرائيلية، التي أصبحت ذات منحى استئصالي يهدد عمق الوجود الفلسطيني العربي والإسلامي بهذه الأرض الطيبة. ومن هنا بادرنا، بكل مسؤولية وأمانة، في مناسبات عديدة، إلى مخاطبة الأمين العام للأمم المتحدة، والأعضاء الدائمين بمجلس الأمن، والرئاسة الدورية للاتحاد الأوربي، وقداسة البابا، لحثهم على الوقوف الفوري لهذه الإجراءات، التي لا تستند على أيّ أساس قانوني أو شرعي، مشدّدين على ضرورة المحافظة على القدس كفضاء للتعايش بين الأديان. فضيلة الشيخ لاشك أنكم تشاطروننا الرأي بأن القدس ليست قضية الشعب الفلسطيني وحده، ولا قضية الحكومات فقط، وإنما هي قضية الجميع من علماء ورجال الفكر والإعلام والسياسة والأعمال، ووفق هذا المنظور، فقد أضحى من الضروري الحرص على تناسق أكبر وأوثق لجهودنا لترسيخ الوعي بأن هذه القضية المقدسة هي فعلا قضية كل مسلم، عبر فتح المجال أمام المحسنين والجمعيات الأهلية والعامة والصناديق الإسلامية لتقديم الدعم المطلوب. وهكذا عملنا بعون من الله في المغرب، الذي يعتبر الممول الرئيس لوكالة بيت مال القدس الشريف، التي تعمل تحت سلطتنا المباشرة، على تنظيم حملات منظمة للتبرع على المستوى الشعبي، علما أننا ناشدنا أشقاءنا، من خلال منظمة المؤتمر الاسلامي لتنظيم حملات مماثلة لجمع الموارد المالية الضرورية لدعم صمود إخواننا المقدسيين. وسنعمل عما قريب إن شاء الله، على إطلاق مبادرات عملية أخرى، من شأنها حشد المزيد من الدعم الدبلوماسي والسياسي والإعلامي لقضية القدس العادلة. والتحرك على الصعيد الدولي، لوقف السياسة الإسرائيلية والتوسعية والاستيطانية، وكسب المزيد من التأييد لشعبنا الفلسطيني المكافح، في سبيل استرجاع حقوقه المشروعة، وفي طليعتها إقامة دولته المستقلة، وعاصمتها القدس الشريف. ونود أخيرا، أن نؤكد لكم، فضيلة الشيخ المبجل، أنكم ستجدون من جلالتنا كل الاستعداد لدعم مؤسستكم، سائلين الله جلّ جلاله أن يهدينا إلى سبيل الهدى والرشاد. وتقبلوا، فضيلة الشيخ المبجل، أسمى عبارات تقديرنا واعتبارنا. وحرر بالقصر الملكي بالرباط في يوم الجمعة خامس شوال لعام1430 الموافق ل 25 شتنبر سنة 2009م. محمد السادس ملك المغرب