كشف تقرير للأمم المتحدة عن أن القوات الأمريكية أخفت أدلة تثبت إدانتها في القصف الذي استهدف حفل زفاف في أفغانستان في يونيو الماضي 2002، وأسفر عن مقتل أكثر من 50 أفغانيًّا وإصابة 118 آخرين. وقالت مسودة التقرير الذي نشرت أجزاء منه صحيفة "تايمز" البريطانية في عددها الصادر الإثنين 29-7-2002: إنه لم يتم العثور على أي أدلة تثبت المزاعم الأمريكيةبخصوص تعرض الطائرات الأمريكية لإطلاق نار من أسلحة مضادة للطائرات من جانب الأفغان.وأضاف التقرير أن قوات أمريكية وصلت إلى مكان القصف بسرعة، وعملت على تنظيف المنطقة، وأزالت شظايا القذائف والرصاص وأثار الدماء، مؤكدا على وجود أدلة دامغة تثبت ارتكاب القوات الأمريكية انتهاكات كبيرة لحقوق الإنسان. وقالت الصحيفة البريطانية: إن فريقًا من الأفغان والأمريكيين يحققون في القصف، ولكنهم لم يكشفوا عن أي شيء حتى الآن، كما أنه لم يتم تحديد مدى زمني معين للإعلان عن نتائج التحقيقات. وقال أحد مسئولي الأممالمتحدة -رفض ذكر اسمه-: "إن المكلفين بالتحقيق في القضية يتباطئون في إجرائها على أمل أن يتم نسيان القضية برمتها".وأشارت الصحيفة إلى أن مسئولي وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) كانوا قد أكدوا أن الكاميرات الملحقة بالطائرات "إيه. سي. 130" الأمريكية التي قامت بالقصف قد صورت إطلاق النار الموجه إليها، لكنها لم تقُم بإذاعة هذا الشريط حتى الآن. من جانبه رفض البنتاجون التعليق على تقرير الأممالمتحدة، الذي أعده خبراء دوليون في شئون المنطقة، لكنه اكتفى بالقول بأن القيادة المركزية الأمريكية تدرس كل ملابسات الحادث، وأنها لا تستبعد توجيه تهم إلى المسئولين عن القصف. وقال البنتاجون: إن الوقت ما يزال مبكرا لقيام الولاياتالمتحدة بالتوصل لأية استنتاجات في هذا الصدد؛ لأن الفريق المكلف بالتحقيق لم يبدأ بعد في إعداد التقرير الخاص بالحادث. وكانت الطائرات الأمريكية قد قصفت حفل زفاف قرب قرية "كاكراكاي" في ولاية "أورزوغان" وسط أفغانستان في 30 يونيو الماضي 2002؛ مما أسفر عن مقتل أكثر من 50 شخصًا وإصابة 118 آخرين. وقد نقلت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية في 24-7-2002 عن مسئول عسكري أمريكي كبير أن القصف كان محاولة تستهدف قتل الملا "عمر" زعيم حركة طالبان.