كشف تقرير نشر في العاصمة البريطانية عن اتفاق سري بين لندنوواشنطن لتوجيه ضربة عسكرية للعراق في شهر أكتوبر القادم، هذا في الوقت الذي دعت فيه الكويت بغداد لتجنب ويلات الحرب بقبول التعاون مع المفتشين الدوليين. وقال التقرير إن رئيس الوزراء البريطاني توني بلير والرئيس الأمريكي جورج بوش اتفقا سرا على ضرب العراق، وأوضح التقرير أن بريطانيا ستؤيد أي هجوم أميركي على العراق إذا رفض الرئيس العراقي صدام حسين استئناف عمليات التفتيش عن الأسلحة، وقال إن خطة ضرب العراق تنص على نشر قوة من حوالي 50 ألف مقاتل ربما في غضون أيام. وأوضح التقرير أن شركات الأسلحة الأميركية تعمل ليل نهار الآن على إنتاج قنابل ذكية يتم التحكم فيها بالأقمار الصناعية وذلك لكي تستخدم في الغارات الجوية الكاسحة التي قد تواكب أي غزو برى للعراق وأضاف التقرير أن هذه الخطة هي أحد ثلاثة خيارات لضرب العراق أما الخيار الأول فينص على إدخال عناصر من المعارضة العراقية مدعومين ب 5 آلاف من القوات البريطانية وغارات جوية بالغة الدقة، ويتطلب الخيار الثاني مشاركة 250 ألفا من القوات المدججة بترسانة ضخمة من الأسلحة يتطلب حشدها ثلاثة اشهر، ويقول مسئولون عسكريون بريطانيون إن الخيار الجديد الذي يتطلب ضربة مباغتة وسريعة ومشاركة 50 ألف جندي ينطوي على مخاطرة كبيرة لكنه افضل الخيارات إذا حقق نجاحا، وبموجب هذه الخطة فان القوات البرية وعددها 50 ألفا سوف تتجنب مواجهة الجيش العراقي وسوف تتجه مباشرة إلى بغداد للسيطرة عليها. من جانب آخر دعا الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية العراق إلى إعادة تعاونه مع المفتشين الدوليين لتجنيب الشعب العراقي ويلات الحروب، وقال الشيخ صباح الاحمد إن على العراق أن يتفهم بشكل جدي ما تضمره له الولاياتالمتحدة وان يوافق على قرار مجلس الأمن الدولي المتعلق بمفتشي أسلحة الدمار الشامل. حملة شعبية في العراق لمواجهة الهجوم الأميركي قرر المجلس الوطني في العراق البدء بحملة وطنية لتعبئة الشعب ضد الهجوم الأميركي المتوقع على بغداد، على أن تبدأ الحملة فعليا يوم الأربعاء القادم وتستمر حتى السادس من شهر أغسطس المقبل وتشمل كل المحافظات العراقية. وتدشينا لهذه الحملة تجمع اليوم عدد من النواب عند مدخل مقر المجلس وكتب رئيسه سعدون حمادي على الأرض عبارة "لتسقط أميركا، لتسقط الصهيونية"، ثم تبعه النواب وكتبوا نفس العبارات. وقد تبنت هيئة رئاسة المجلس في اجتماع عقدته أمس خطة تهدف إلى "تنظيم حملة وطنية تعبوية شعبية شاملة لتوضيح أبعاد التهديدات الأميركية والحملة الصهيونية المعادية ضد الشعب الفلسطيني". وكان المجلس الوطني قد عقد جلسة استثنائية يوم ال15 من الشهر الحالي أعلن في ختامها وقوفه وراء قيادة الرئيس صدام حسين "وتأييد الإجراءات التي اتخذها وسيتخذها للدفاع عن أمن البلاد واستقلال نظامه الوطني ومساندة الشعب الفلسطيني". يشار إلى أن الرئيس الأميركي جورج بوش أعلن يوم الثامن من الشهر الجاري أن واشنطن ترغب في "تغيير النظام في العراق" وأنها ستستخدم كل الوسائل الممكنة للتوصل إلى ذلك إخوان الأردن في هذه الأثناء شكك الإخوان المسلمون بالأردن في تأكيدات عمان أنها لن تسمح للولايات المتحدة باستخدام أراضيها لشن أي هجوم على العراق، وقالوا إن كل الدلائل تشير إلى تورط أردني في الخطط الأميركية. وقال المراقب العام للجماعة المعارضة عبد المجيد ذنيبات للصحفيين "كيف نصدق البيانات التي تصدرها الحكومة بخصوص العراق والقوات الأميركية تجري تدريبات في الأراضي الأردنية". وذكر في مؤتمر صحفي "نحن نعتقد أن الأردن سيكون له دور في العمليات العسكرية الأميركية المقبلة ضد العراق"، وأضاف أن "كل الدلائل تجعلنا لا نصدق ما تقوله الحكومة عن العراق" وكانت الحكومة الأردنية نفت في وقت سابق من هذا الشهر تقارير نشرتها صحف أميركية وبريطانية وعربية بأن عمان وافقت على منح الولاياتالمتحدة أراضيها لاستخدامها نقطة انطلاق للقوات الأميركية في هجومها على العراق. وقال عدد من المسؤولين الأردنيين وعلى رأسهم الملك عبد الله الثاني إن الأردن لن يكون طرفا في أي خطة أميركية للهجوم على بغداد، وحذروا من أن أي هجوم على هذه الدولة سيكون له عواقبه على الأوضاع في الشرق الأوسط. وذكر رئيس الوزراء الأردني علي أبو الراغب للصحفيين منتصف الشهر الحالي أن بلاده لن تسمح في المستقبل باستخدام أراضيها أو أجوائها للتدخل في شؤون أي دولة "وخاصة شقيقتنا العراق". وعمدت الحكومة الأردنية إلى تنظيم رحلات للصحفيين إلى المطارات التابعة لسلاح الجو الأردني القريبة من العراق لتأكيد عدم وجود أي قوات أميركية في الأراضي الأردنية. ولكن مسؤولا كبيرا أطلع الصحفيين يوم ال18 من هذا الشهر بأن القوات الأميركية والأردنية ستجري تدريبات مشتركة في الأسبوع الأخير من أغسطس/ آب المقبل، مؤكدا أن هذه التدريبات التي تقام مرتين كل عام ليس لها أي علاقة بالعراق.