لم تكن عبارات الصحافي المغربي الأخ علي أنوزلا لتخطىء معانيها، أو تخطىء الدلالات المباشرة التي يمكن للقارئ أن يراها بكل الوضوح الممكن، في حواره المقتضب مع صحيفة وطنية. فقد جاء في حوار المراسل السابق لصحيفة الشرق الأوسط، والمراسل الحالي لراديو سوا الأمريكي المنشور في الملحق الإعلامي لجريدة أوجوردوي لو ماروك الأسبوع الماضي، أن الخط التحريري للإذاعة المذكورة يمنع منعا باتا على الصحافيين العاملين بها أن يتحدثوا عن عرفات مثلا كرئيس للدولة الفلسطينية، أو يتحدثوا عن العمليات التي تقوم بها فصائل المقاومة في العراق وفلسطين على أنها عمليات استشهادية أو جهادية.. بل على العكس من ذلك، فهي عمليات إرهابية، يقوم بها إرهابيون، وهي الفكرة التي تحكم سياسات الولاياتالمتحدة اتجاه القضايا العربية الإسلامية كلها وعلى رأسها قضية فلسطين. كما أضاف أنوزلا في الحوار نفسه، أن سوا هي إذاعة عمومية أمريكية، يصادق على ميزانيتها الكونغرس، ويشرف عليها أمريكيون، بمعنى أن الخط التحريري للإذاعة، يحدده الأمريكيون، ويسهرون على تطبيقه بالشكل الذي يخدم المصالح الأمريكية، حتى لو كان ذلك مخالفا لقيم ومبادئ الدول التي تبث منها الإذاعة المذكورة. وللعلم، ف سوا، هي إذاعة أمريكية أنشئت عام 1992 على يد الإدارة الأمريكية التي رأت أن مسألة التوجه إلى الرأي العام العربي لتغيير نظرته المعادية للولايات المتحدةالأمريكية أضحت مسألة ضرورية، في عالم يعج بالمعادين للإدارة الأمريكية. وقد أثار قرار السلطات المغربية السماح لسوا بالبث داخل المجال الترابي المغربي جدلا واسعا، خاصة وأن طلبات مشابهة لقنوات إذاعية أخرى كانت في الانتظار منذ سنوات دون أن تلقى ردا، هذا إلى جانب كون السماح ببث سوا جاء قبل أن يصادق البرلمان المغربي على مشروع قانون تحرير قطاع السمعي البصري بمدة طويلة. ومعلوم أن بث سوا جاء كآخر ثمرة من ثمرات عمل السفيرة الأمريكية السابقة بالمغرب مارغريت تتوايلر، كما جاء في وقت كان يناقش فيه المسؤولون المغاربة تفاصيل اتفاقية التبادل الحر مع واشنطن...