مولت فرنسا كتبا عديدة في المشهد الثقافي المغربي، كتب مختلفة ميادينها ومجالاتها، في الأدب والثقافة والفكر والفلسفة والعلوم الإنسانية.. ولم يقتصر الأمر على الكتب المنشورة، بل أسست باريس مؤسسات ثقافية متخصصة في الغزو الثقافي لشعوب المستعمرات القديمة والجديدة. وسعت سعيها لإنتاج "أعلام وأئمة" من جامعاتها ومراكزها مهمتهم صنع إسلام فرنسي يومن بالعلمانية ويحل الحرام ويحرم الحلال، خال من الفرائض والسنن، لا يجد حرجا في الخمور والفجور والربا، ولم لا حياة الشذوذ الجنسي. وفي خطته الثقافية لتشجيع الفرنكفونية ببلادنا ينظم مكتب التعاون والعمل الثقافي التابع للسفارة الفرنسية ببلادنا جائزة سنوية أطلق عليها اسم >أطلس المغرب< وحسب وثائق السفارة الفرنسية ومنشوراتها فإنها قدمت جائزة أطلس المغرب لسنة 1002 لكتب عدة، منها كتب تفضح تسلط الأغنياء الأقوياء على الفقراء والضعفاء، وكتب تعيد تركيب مشاهد الهجرة السرية ومغامراتها، وكتب تبكي مظالم تقع على المرأة البدوية وكيف تتحداها، أو تصور كيف تسحقها أقدام الجهل والعصبية، أو صفحات سوداء لنسوة مختلفات في الجذور والأصول، متشابهات في المعاناة والنهايات. وكتب أخرى يروي مؤلفوها سيرتهم المؤلمة في سجن تازمامارت وزنزاناته البئيسة، أو إفلاس مشاعر الذكور أمام إناث أقدر منهم عملا وأقوى مكانة ومنصبا. كما أن في قائمة الكتب التي رضيت عنها السفارة الفرنسية مؤلفات لكاتبين لا يحسنون الحديث إلا بالفرنسية والأمازيغية. وآخرين يمجدون الشذوذ الجنسي والدعارة ويسخرون من الثقافة الإسلامية وتاريخها ورموزها من عصر الصحابة الأولين، إلى يوم الناس هذا. ومن الكتب الذي قلدتها السفارة الفرنسية جائزة الأطلس، كتاب "حياة ثلاثية" لكاتبة مغربية الجنسية، فرنسية الثقافة والتربية، والكتاب يروي بتفصيل فاحش جدا علاقة شذوذ جنسي بين ذكرين مغربيين اضطر فيها الفاعل والمفعول به إلى اقتسام الحياة مع زوجة الفاعل الغني الذي تخرج من المعاهد الفرنسية، لتصبح الحياة ثلاثية بين الجميع. ولا يخلو الكتاب من تعريض بالثقافة الإسلامية ورموزها، ومن تمجيد للشذوذ الجنسي ودفاع عن >محنته وغربته< في المجتمع المغربي، ولهذا السبب احتفت بالكتاب تجمعات الشذوذ الجنسي ومواقعه بفرنسا وبلجيكا ولذلك أطلق عليها أرباب الخبائث لقب الصديقة والبطلة، ولأن الساحة الثقافية المغربية لم تستقبل الكتاب استقبالا يليق به، أصبحت في نظرهم مضطهدة، لأن حرية التعبير غير مضمونة بالمغرب، ولم تجد المسكينة الحفاوة والاستقبال الحسن إلا في الديار الغربية. وأدهى من ذلك وأخطر وأمر، أن الذين في سكرتهم يعمهون، والذين يذرون ما خلق لهم ربهم من أزواج ويأتون الذكران من العالمين، ويجدون الحماية والدعم من أعداء الدين، يزعمون أن منكرهم هو المعروف، وهو السبيل القويم، ولذلك ينظرون إلى الحاضر والماضي بأعين مطموسة، ويسعون إلى "الاعتراف" بهم في المجتمعات الإسلامية بكل وسيلة ممكنة، تحت حماية دولية، ومن وسائلهم الإنتاج الأدبي والثقافي والفني. وكما فعل بعض اليهود المنحرفين فاتهموا أنبياء ورسلا بالزنا والشذوذ، يفعل اليوم أشباههم عبر الكتب والأفلام والمواقع الإلكترونية. فمنهم من سموا تجمعاتهم أسماء إسلامية اختاروها من سور القرآن الكريم وآياته، ك"الفاتحة" و"سواسية" وغيرهما، ومنهم من اتهم أحد الصحابة الأخيار الأبرار بالشذوذ الجنسي، فقال قائل منهم في كلمات خبيثة وهو يتحدث عن قصة زيد بن حارثة رضي الله عنه مع زوجه زينب ولماذا افترقا "غير أن هناك إشاعات تقول إن زوجة زيد اشتكت للنبي صلى الله عليه وسلم من أن زوجها لا يشرفها، وهناك إشاعات أخرى تذهب إلى أبعد من ذلك لتقول إن زيدا ربما كان شاذا جنسيا". ألا كبرت كلمة تخرج من أفواه المجرمين الظالمين.. ألا إنا لعملهم لمن القالين، ألا إن دابر هؤلاء مقطوع مصبحين. ألا إن على فرنسا وسفاراتها بالمغرب أن تكف عن تشجيع الخبائث والمنكر، فنحن مغاربة مسلمون. حسن السرات