أنا َضد الحد من ترجمة الأعمال العبرية إلى العربية لأن اللغة العربية هي الخاسرة في نهاية المطاف... المبارك الغروسي مترجم مغربي ، خط لنفسه طريقا في الترجمة حاملا مشعل الإبداع . وقد أمضى مسيرته ومازال أستاذا وموجها ومشرفا في القطاع الأكاديمي، أكسبه تخصصه في اللغة الفرنسية نجاحا مميزا في مجال الترجمة. صدر له العديد من المؤلّفات في مجال الترجمة أغنت الخزانة الأدبية المغربية والعربية. نذكر على سبيل المثال ترجمة مسرحية "فجر الأكباش" للأديب المالي لغاوسو دياوارا الصادرة عن اتحاد الأدباء العرب – سوريا ومسرحية "المحدث بالحقيقة" للأديب الإيفواري أحمدو كوروما- دائرة الثقافة والإعلام- الشارقة ينشر مقالاته و ترجماته في صحف عربية كالقدس العربي و مجلة فكر ونقد ... كما أنه ناقل لنصوص دينية إلى الفرنسية نذكر منها " تخريج أحاديث الشام ودمشق" للشيخ الألباني عند دار الحديث بروكسيل ببلجيكا. وسيصدر له قريبا عن دار الجمل بألمانيا ترجمة كتاب مثير للجدل "نفي اللاهوت" للفيلسوف الفرنسي المعاصر ميشيل أونفري. وقد كان لنا معه هذا الحوار لنتعرّف أكثر على وجهات نظره في أمور تخص الترجمة وتجاربه في هذا المجال... - بداية لماذا اخترت الترجمة ؟ أو بعبارة أخرى لماذا اختارتك ؟ أشكرك بداية عزيزي المبدع والشاعر المتميز أيوب مليجي على هذه الالتفاتة. في الحقيقة سؤالك يصعب تناوله فمسألة الاختيار في المجال الثقافي والإبداعي تكاد تشبه سؤال الجبر والاختيار في الحياة وقضية القدر والحرية. لكني لكي أحاول الجواب على سؤالك، يمكن أن أقول أن في الأمر ميولا قبليا إلى الممارسة فخلال فترة الجامعة، كان طلبة الشعب المعربة يستعينون بنا نحن طلبة التخصص لتهيئ مادة اللغة الفرنسية المعتمدة كلغة ثانية في أغلب تلك الشعب. فكنت ألجأ أحيانا لترجمة نصوص بكاملها لفائدة بعض الزملاء والأصدقاء ممن كانوا يحتاجون لجهد كبير في اللغة. و كنت أجد في الأمر متعة رغم الجهد الإضافي الذي كنت أحتاج إليه للانتقال بين لغة وأخرى وثقافة وأخرى، فمكنني الأمر من تحسين ملكتي الكتابية واللغوية في الاتجاهين. وحصل بعد الجامعة أن درست في سلك التبريز شعبة الآداب الفرنسية فوجدتني محظوظا بوجود الترجمة مادة رئيسة بالتكوين، وكانت مادة يؤطرها لحسن الحظ مبرزون في الترجمة.. فنهلت من طرائق الترجمة و أواليتها نصيبا مكنني من اكتشاف ميولي في المجال.. إذ لم أكن أحس بثقل الدراسة في هذه المادة.. فدفعتني هذه الهواية وهذا الشغف لكي أحاول مع نصوص هنا و هناك.. فحصل أن ترجمت يوما فصلا من كتاب عن البلاغة رقنته وراجعته ثم أرسلته إلى مجلة متخصصة ومحكمة في المجال دون أن أتوقع نشره.. فمر وقت لأتوصل بعده بمراسلة تضم نسخة من المجلة المذكورة متضمنة ترجمتي ومصحوبة بمكافأة مادية كان أثرها المعنوي علي كبيرا... لنقل إنها كانت البداية التي قذفت بي في بحر الترجمة الممتع والمفيد.. - كمترجم ما هي في نظرك شروط ترجمة عمل أدبي أو فكري ؟ و ما المعايير المطلوبة لاختيار عمل قصد ترجمته ؟ لن أدعي إضافة جديد إذا قلت إن شروط أي اختيار ترجمة ترتبط بالمترجم ذاته، بمعنى أنه على المترجم أن يختار ما يناسب اهتماماته الثقافية وذائقته الإبداعية...أرى أنه يجب اعتبار مسألتين اثنتين في الاختيار: أن يروق النص للمترجم وأن يكون من صميم اختصاصه.. أما معايير الاختيار فلسنا بحاجة إلى أن نقول أن العمل المترجم يجب أن يضمن قيمة مضافة معرفيا فنيا وجماليا.. لكن وإن كنت ممن يؤمن بضرورة الالتزام بالثوابت، فإنني لا أقبل الرقابة الفكرية والعقائدية على ما يجب ترجمته.. أي لا يجب التحرج من ترجمة كل نص مبني جماليا ومنهجيا وفكريا ما عدا إن كان قدحا مجانيا أو يبتغي أصلا مهاجمة الثوابت مع سبق الإصرار والترصد.. إذن لنقل أن شروط الاختيار الموضوعية لترجمة عمل هي بكل تأكيد الأبعاد الجمالية والإبداعية والفكرية .. والشروط الذاتية تكمن في تفاعل المترجم مع العمل وارتباطه بمجال اهتمامه.. - هل ترى معي أن المترجم مدعو طوعا إلى ترجمة بعض الأعمال الأدبية، كمبادرة منه للإسهام في الشأن الثقافي ؟ لا يمكن لأحد أن يطلب من المترجم التطوع في ترجمة النصوص من أجل الإسهام في الشأن الثقافي، لكن واقع الحال يثبت أن المترجمين يبادرون إلى ذلك. فأغلب النتاجات الترجمية القيمة هي في الواقع مبادرات خاصة أساسها إما الإخلاص في خدمة الأهل والوطن وإما أنها من باب الشغف المعرفي وهواية المتعة الترجمية. لكني أرى أن التطوع والمبادرة الفردية تظلان قاصرتين عن بلوغ الغاية من العمل.. أي أن انخراط المؤسسات والدول في مشاريع الترجمة ضروري، ودعمها للمترجمين مطلوب فلكل عامل أجر ولكل مجتهد نصيب، فنظرا لعدم تطور سوق الكتاب بسبب الأمية الأبجدية والاجتماعية، يبقى جهد الكاتب والمبدع دون مقابل لكنه عليه أن يستمر لأن دوره ضروري في النماء المعرفي والثقافي.. فللمكافأة مغزى معنوي أكثر منه مادي... لا بد من التحفيز الإضافي في مجال يتطلب من الجهد والبحث والتدقيق الشيء الكثير.. تنقصنا في العالم العربي ثقافة غربية تدعى الاحتضان أو الميسينا (نسبة إلى كايوس سيلينوس ميسيناس وهو سياسي روماني مقرب من الإمبراطور أوغسطين، اشتهر بتخصيص ثروته لإنعاش حركة الفنون والآداب) وتقضي أن يحتضن أفراد أو مؤسسات أو مقاولات أهل الفنون والآداب من خلال دعم مادي ومالي يبتغي إنعاش حركتي الفنون والآداب، فقد كانت هذه الثقافة من أهم محتضني فكر الأنوار وكبار الكتاب والمبدعين الغربيين في بدايات التقدم الغربي. فبالإضافة إلى تدخل الدولة والمؤسسات الرسمية لابد من نشر ثقافة الميسينا بين أهل المال والأعمال.صحيح أن هناك دعم شبيه بذلك من بعض الأطراف في الدول العربية الغنية، لكنه يقدم بطريقة تكاد تكون خيرية، أما التقليد الغربي فهو منهجي يحتفظ فيه المبدع بقيمته الأدبية وكرامته الإنسانية دون ميول تكسبي ويساهم الداعم دون عقلية خيرية تفضلية. - أثارت ترجمة بعض الكتب العبرية لكتاب إسرائيليين إلى العربية ضجة كبيرة في بعض الأوساط الثقافية العربية و المغربية التي اعتبرت ذلك من باب التطبيع مع الكيان المحتل .. ما رأيك في ذلك ؟ أنا لست علماني الهوى لكني أؤمن بالعلمانية في مجال المعرفة. أنا ضد حرمان العرب من علم أعدائهم ومعارفهم وآدابهم، فنحن نجهل الكثير عن الدولة العبرية المتقدمة علميا وتكنلوجيا وثقافيا رغم طابع الكيان الهمجي والعنصري.. لا يجب أن نظل حبيسي النظرة السياسية والتصارعية الضيقة. بل إن من جوهر الصراع نقل أو أخذ المعارف من العدو.. لا يمكن أن تنتصر بالمواقف والأفكار الجاهزة.. أثناء فترة الوجود الفرنسي ظهر في المغرب العربي كتاب يستعملون اللغة الفرنسية في كتابات كان ترفض ظلم المستعمر وبطشه وهيمنته، وقد رصدوا هذا التناقض بين رفض الظالم والشغف بلغته وأدبه وفكره، فكان أن الكثير خصوصا من الأدباء الجزائريين من ذهب إلى اعتبار اللغة الفرنسية غنيمة حرب... لذلك ففي مجال الإبداع والمعرفة يجب اعتبار ما يترجم عن العدو من غنائم الصراع والحرب. آخر الصحف التي يمكن اتهامها بالتطبيع هي جريدة القدس العربي، لكنها من باب الممانعة تنقل لقارئها مقالات مترجمة عن الصحف العبرية.. كما أن حزب الله اللبناني رأس حربة مقاومة إسرائيل يخصص عبر قناته الرسمية حيزا هاما ينقل من خلاله محتويات الصحف الاسرائيلية... فهل يمكن اتهامه بالتطبيع؟... لا أنا َضد الحد من ترجمة الأعمال العبرية إلى العربية لأن اللغة العربية هي الخاسرة في نهاية المطاف... وماذا عن قصتك مع ترجمة كتاب ميشيل أونفري الأشهر "نفي اللاهوت" (traité d'athéolgie) حيث يطرح مسألة ترجمة ما قد يتضمن مسا بالثوابت الدينية والعقدية؟ في الحقيقة بدأت القصة بعد أن طلب مني أحد المثقفين الإماراتيين ترجمة الكتاب له شخصيا بغية الإطلاع عليه بعد أن قرأ عنه وعن نجاحه وانتشاره الكبير في فرنسا. ولما انتهيت منه قلت لماذا لا يستفيد العرب من قراءة كتاب حظي بهذه الأهمية بين الفرنسيين وترجم إلى أكثر من عشر لغات في وقت وجيز، وذلك من باب فهم ما يلفت انتباه التفكير الغربي والفرنسي خصوصا.وأيضا من باب عرض رؤية فلسفية مبنية فكريا .. لكني ترددت بعض الشيء وناقشت الأمر في منتديات إلكترونية ذهب فيها البعض إلى حد تحريم ترجمة ما أسماه ب"الكفر"، ومنهم من أجاز ذلك شرط إرفاق الترجمة برد علمي، لكنني وجدت الإجابة لدى شيخ سلفي صادفته مع أحد تلامذته وهو يسأله عن حكم معرفة قوانين الألعاب المسلية فكان جوابه أن هناك قاعدة أساسية في الدين تقضي أن معرفة الشيء خير من جهله ولو كان حراما... لكن القصة لم تقف عند هذا الحد، إذ عرضت الكتاب بداية على غسان شبارو مدير الدار العربية للعلوم الذي رحب كثيرا بنشر الكتاب لبلوغ شهرته إلى مسمعه لكنه سرعان ما تراجع بعد أن انتهى من قراءته معتذرا من خلال رسالة قال فيها:" لا أستطيع تحمل عواقب مثل هذا الكتاب".. لتظل الترجمة معلقة، فعرضتها على خالد المعالي مدير منشورات الجمل بألمانيا فأبدى حماسا كبيرا لنشرها فشرع في إجراءات شراء الحقوق للترجمة حتى وصلنا إلى النهاية فتراجع المؤلف عن السماح بنشر الترجمة العربية للكتاب بعد أن تصادف الأمر مع الحملة ضد الفيلم الهولندي المسيء للإسلام فكان سببا في تردد الفيلسوف الفرنسي خوفا من ردة فعل في العالم العربي... لكن بعد مرور الوقت وافق المؤلف على نشرها وهي ستصدر قريبا عن دار الجمل لتغني المكتبة العربية بكتاب يخصص للفكر الإسلامي جزءا مهما من التحليل.. - في نظرك إلى أي حد يمكن أن تساهم الترجمة في التلاقح الثقافي بين الشرق و الغرب خصوصا في هاته الظرفية الراهنة ؟ يمكن للترجمة أن تعمق التعارف بين الشرق والغرب وأن تصنع تلاقحا مهما، لكن الواقع أن الأمور تمضي في اتجاهين غير متوازنين. أي أن الترجمة نحو الغرب أكبر من تلك الموجهة نحو الشرق... وهو ما يشكل خللا في توازن انتقال المعارف... أما ارتباطا بالظرفية الراهنة فأرى أن الترجمة إما أنها ستعمق من الهوة بين العالمين من حيث أن كل منهما سيكتشف النظرة السلبية العامة التي يحملها الآخر عنه، وإما إنها قد تخلق جوا من الفهم وربما التفهم.. فمثلا أثارت أحداث الحادي عشر من سبتمبر في الغرب الانتباه إلى الثقافتين العربية والإسلامية خالقة جوا من الرهاب مما هو إسلامي وعربي، لكنها دفعت إلى التعرف على هذه الثقافة بشكل جعل البعض حسب بعض التقارير يعجب بثقافة العرب والمسلمين أحيانا إلى حد الاعتناق. ظهرت حركة عداء أكبر للعرب والمسلمين، وظهرت بالتوازي أيضا حركة دفاع عن الإسلام والمسلمين بل وحركة اعتناق للإسلام. الترجمة سيف ذو حدين: إنها إما معبر تفاهم و تلاقح وإما ممر لتعميق العداء والمجابهة كذلك.. - من خلال تجربتك المهنية و الأدبية ماذا يمكن أن تقول بخصوص موقع الترجمة ضمن المشهد الثقافي المغربي ؟ و إلى أي حد يمكنها أن تخدمه هنا حركة ترجمة؟ أصبحت الترجمة تحظى باهتمام متزايد في المغرب والعالم العربي، هناك مؤسسات تخدم ضمن مشاريع لكن غالبية المتدخلين أفراد يبنون مشروعهم الخاص..الملاحظ أن المغاربة يهتمون بترجمة الفلسفة واللسانيات والمشارقة يهتمون و ينوعون أكثر. وكذلك الملاحظ أن المصادر في المغرب ليست متنوعة و كثيرة، أغلبها فرنسية أو تمر عبر اللغة الفرنسية، مع بعض الاهتمام بالإسبانية والبرتغالية لدى مترجمين من شمال المغرب أغلب تركيزهم على الشعر... لا يمكن إنكار أن بعض الترجمات تناولت الفلسفة الألمانية لكنها مرت عبر ترجماتها الفرنسية رغم إدعاء البعض أن الترجمة جاءت مباشرة عن لغة غوته... أريد أن أقول أن حركة الترجمة مهمة أكثر مما تبدو. فأغلب ما يكتب من باب التنظير في مجال الأدب واللغويات يعتبر ترجمة لم تعلن عن نفسها...و أثر الترجمة كبير ومهيمن بين الأكاديميين خصوصا... - يعرفك قراء جريدة طنجة الأدبية كمحرر لعمود ثابت يحمل إسم " الترجمة أمانة " حدثنا عن هاته التجربة و عن المواضيع التي تحاول تناولها من خلال زاويتك ؟ في الحقيقة ارتبطت الزاوية بتجربة طنجة الأدبية كجريدة ورقية قبل أن تصبح إلكترونية، وإن تمت إعادة تناولها في الأرشيف الإلكتروني ذلك أننا في هيئة تحرير المنبر نفضل نشر نصوصنا في منابر أخرى ونفسح للآخرين النشر عندنا من باب عدم تزكية النفس، ما عدا الإفتتاحيات و أعمدة رأي الجريدة... وقد كنت من خلال الزاوية أحاول رصد أهم الأسئلة المرتبطة بالترجمة من خلال مقالات تعميمية صحفية بعيدا عن الخطاب الأكاديمي المتخصص لكن دون السقوط في الإسفاف والابتذال توسيعا لدائرة الاهتمام بقضايا الترجمة وأسئلتها. - في كلمات مختصرة، ماذا تمثل لك الأسماء التالية: - الأدب : ما يجب إعادة الإعتبار إليه عربيا، فهو جمال وسعادة. - الترجمة : مشروع حياة. - طنجة الأدبية : مفخرة الإعلام الثقافي المغربي الجديد. - كلمة أخيرة: الترجمة أمانة والمترجم أمين.. - هوامش*: المبارك الغروسي. - أستاذ مبرز في الفرنسية يشتغل بمركز الاقسام التحضيرية طنجة المغرب - عضو هيئة تحرير جريدة "طنجة الأدبية". - عضو هيئة تحرير مجلة "ديجانير" Déjanire الأدبية التي كان يصدرها (سابقا) المركز التربوي الجهوي طنجة. ينشر مقالات بعدد من المجلات منها : - مجلة نوافذ السعودية . - مجلة الرافد الإماراتية. - جريدة الفنون الكويتية . - مجلة "حوار العرب" اللبنانية. - مجلة فكر ونقد. مجلة الجسرة القطرية - مجلة الثقافة الجديدة العراقية. صدرله في الترجمة: - ترجمة مسرحية "فجر الأكباش" للأديب المالي لغاوسو دياوارا -الآداب الأجنبية 112 – اتحاد الأدباء العرب - سوريا. - ترجمة مسرحية "المحدث بالحقيقة" للأديب الإيفواري أحمدو كوروما- دائرة الثقافة والإعلام- الشارقة، الإمارات العربية المتحدة. - ترجمة فرنسية لمؤلف "تخريج أحاديث الشام ودمشق" للشيخ الألباني عند دار الحديث بروكسيل ببلجيكا. مشاركة في المؤلف الجماعي "العولمة وأزمة الليبرالية الجديدة " بإشراف الدكتور محمد عابد الجابري عن الشبكة العربية والأبحاث والنشر بيروت. و سيصدر له قريبا: - ترجمة عربية لكتاب "نفي اللاهوت" للفيلسوف الفرنسي ميشيل اونفري –منشورات الجمل ألمانيا . - ترجمة فرنسية لديوان الشاعر أيوب مليجي لدى منشورات الكراس المتوحد بمراكش. - ترجمة فرنسية لمؤلف "ما لا بد من معرفته عن الإسلام" للشيخ محمد بن علي العرفج عند دار الحديث بروكسيل ببلجيكا. وأعمال أخرى...