في المغرب يبلغ عدد الأطفال المصابين بالسكري حوالي 100 ألف طفل وذلك حسب إحصاءات الجمعية المغربية لأمراض المناعة الذاتية والجهازية (AMMAIS). هو السكري من النوع 1 أو ما يسمى بالسكري المعتمد على الأنسولين. يخص أزيد من 10 في المائة من مرضى السكري في بلادنا وفي أنحاء العالم، ويعرف هذا النوع من السكري ارتفاعا في معدله السنوي يقدر ب 4 في المائة، وذلك لأنه يصيب أكثر فأكثر الأطفال الذين يبلغ سنهم من 0 إلى 4 سنوات. هذا الارتفاع طبعا لا يمكن أن يكون من دون عواقب بل صار يشكل تحديا كبيرا أمام الأطباء والباحثين. ولتفسير زيادة حالات داء السكري من النوع 1 عند الأطفال، قدمت عدة فرضيات متعلقة بالعوامل البيئية والنظام الغذائي، وهكذا فقد وجد بأن نسبة حدوث مرض السكري لها علاقة مع انخفاض نسبة الرضاعة الطبيعية ونحن نعلم تماما أن حليب الأم يلعب دورا هاما في تقوية الجهاز المناعي لدى الأطفال. كما يمكن للنظافة الزائدة أيضا أن تكون سببا للمرض، لأنها لا تسمح بتعلم النظام المناعي للتعرف على الفيروسات والبكتيريا. وأذكر أن مرض السكري نوع 1 هو أحد أمراض المناعة الذاتية، وهذا يعني هجوم المناعة ضد خلايا الجسم. في هذه الحالة، فإن الضحايا هم بعض الخلايا في البنكرياس التي تفرز الأنسولين، اللازمة للامتصاص السليم للسكريات في الجسم. ويلاحظ كذلك أن مرض السكري من النوع 2 الذي عادة ما يكون مخصصا للبالغين، صار يؤثر على المزيد والمزيد من المراهقين بسبب العدد المتزايد للأطفال الذين يعانون من السمنة. سكري الأطفال له خصوصياته رغم أوجه التشابه العديدة بينه وبين السكري عند البالغين. فالبداية تكون مبكرة منذ الطفولة مما يعني مدة تطور للمرض أطول وبالتالي خطر حدوث مضاعفات أكبر بكثير. بالإضافة إلى ذلك، مرور الطفل من مراحل نمو مختلفة أهمها سن البلوغ، يتطلب تعديلات في العلاج. كما أن الطفل ليست له القدرة على علاج نفسه لوحده، لذلك فالبيئة الاجتماعية والثقافية تلعب دورا هاما في الإدارة الناجحة للمرض. وأخيرا فإن الأطفال المصابين بالسكري يواجهون صعوبات نفسية وعاطفية أكثر من غيرهم، فتقبل المرض والحرمان من الحلويات هو أمر صعب جدا بالنسبة لهم مما يؤدي إلى ضعف الالتزام بالعلاج وفي بعض الأحيان إلى حقن جرعات مفرطة من الأنسولين أو التخلي عنها عند المراهقين مما يشكل خطورة على حياتهم. أما الأعراض فهي العطش الشديد وكثرة التبول وعودة التبول في الفراش وآلام في البطن التي توجد في حوالي ربع الحالات والأكبر سنا يظهر عندهم التعب الشديد وفقدان الوزن. عند ظهور هذه المؤشرات وجب قياس معدل السكري في الدم، الذي يكفي عادة لتشخيص المرض. علاج المرض عند الأطفال يعتمد أساسا على الأنسولين، حقنتين يوميا، طريقة الحقن سهلة تتطلب فقط تقنية دقيقة. يجب تشجيع الأطفال على أن يصبحوا مستقلين في إدارة مرضهم، فيمكن للطفل أن يبدأ بحقن نفسه ابتداءا من 11 الى12 سنة من عمره. و من ناحية التغذية فإن المتطلبات اللازمة للنمو والتطور العادي عند أطفال السكري هي على غرار الأطفال العاديين، إلا أنه ينبغي الالتزام بانتظام بتناول الوجبات وكذا التحكم ومراقبة كمية الكاربوهيدرات. كما ينبغي تشجيع النشاط البدني عند الطفل المريض بالسكري. مع العلم بأن النشاط البدني الشديد يمكن أن يسبب ارتفاع الأسيتون إذا كان توازن نسبة سكر الدم سيئا عند الطفل.