نجح الروبوت "فايلاي" في الهبوط على سطح مذنب لأول مرة في تاريخ الفضاء، في ما يعتبر تتويجا للمساعي العلمية لاستكشاف أصل النظام الشمسي، بحسب ما أفادت وكالة الفضاء الأوروبية يوم الأربعاء 12 نونبر. وهبط الروبوت – المختبر على سطح المذنب "67 بي/تشوريوموف-غيراسيمنكو" بعد نحو سبع ساعات من انفصاله عن المركبة الأم روزيتا على بعد أكثر من 510 ملايين كلم عن الأرض، بحسب الوكالة. وصرحت اندريا اكومازو مديرة عمليات التحليق قائلة: "نحن نؤكد بشكل قاطع أن الروبوت موجود على سطح" المذنب، مضيفة "نحن في غاية السعادة الآن". وقال المدير العام للوكالة جان-جاك دوردان "هذه خطوة كبيرة في تاريخ الحضارة البشرية"، فيما وقف حشد من العلماء والضيوف وكبار الشخصيات مهللين ومصفقين في ارتياح عند الإعلان عن الهبوط. وبعث فريق فايلاي رسالة على "تويتر" تقول: "تم الهبوط، عنواني الجديد هو: 67 بي". ويأمل العلماء في أن يتمكن الروبوت المزود بعشرة أجهزة، من فك أسرار المذنبات، وهي أجرام قديمة مكونة من الثلج والغبار يعتقد أنها ساعدت في تشكيل الحياة على الأرض.ويعتبر الوصول من الأرض الى أي مذنب يسافر باتجاه الشمس بسرعة 18 كلم في الثانية خطوة تاريخية في تاريخ الهندسة الفضائية وحسابات الأجرام. وحصلت مهمة روزيتا البالغة كلفتها 1.3 مليار يورو (1.6 مليار دولار)، على الموافقة في 1993. وانطلقت المركبة روزيتا التي تحمل الروبوت فايلاي إلى الفضاء في 2004، واستغرق وصولها إلى هدفها في غشت من هذا العام نحو العشر سنوات، حيث تم استخدام قوة الجاذبية بين الأرض والمريخ لتسريع حركة المركبة. وقطعت المركبة والروبوت مسافة 6.5 مليار كلم معا قبل أن ينفصلا الأربعاء استعدادا لهبوط الروبوت على المذنب.