بعد ثلاثة أعوام من سبات فضائي عميق أعاد العلماء تفعيل المسبار "فيلا" الذي تأمل أوروبا تثبيته على سطح أحد المذنبات. والمسبار الصغير محمل حاليا على القمر الاصطناعي "روزيتا"، الذي أرسل منذ عشر سنوات ليلتقي المذنب 67P/ شوريوموف-جيراسيمنكو، وتم تشغليه في يناير/ كانون الثاني الماضي. ومن المنتظر أن تصل المركبة الأم (روزيتا) والمركبة الصغرى المثبتة بها (فيلا) إلى المذنب الضخم الثلجي في أغسطس/ آب المقبل. وبعد فترة من مسح الموقع، ستنفصل فيلا عن روزيتا، لتثبّت نفسها على سطح المذنب في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل. وستحتاج مركبة الهبوط 100 كيلوغرام من الأدوات، بالإضافة إلى الحراب والمسامير الثلجية، للتثبيت، إذ سيكون مجال الجاذبية على المذنب ضعيفا جدا. وكانت وكالة الفضاء الألمانية "دي إل آر" قد أكدت تلقيها رسالة تفعيل من فيلا بعد الساعة 14:00 بتوقيت غرينيتش. ويعتبر تفعيل فيلا جزءا من سلسلة أنشطة ستجرى على مدى الأسابيع المقبلة. وكانت روزيتا قد ابتعدت مسافة كبيرة عن الأرض، للحاق بالمذنب لدرجة لا تستطيع فيها الألواح الشمسية التقاط كمية كافية من الطاقة، لتشغيل جميع الأنظمة على المركبة. وقرر المهندسون آنذاك إيقاف تشغيل المركبة مدة 31 شهرا. ويعاد حاليا تشغيل هذه الأنظمة واحدا تلو الأخر، وذلك بعد اقتراب روزيتا من الشمس. وعلى الرغم من ذلك، سيوقف المهندسون أغلب الأنظمة مرة أخرى بعد فحص مبدئي لسلامتها، لأن الطاقة المتاحة لا تزال محدودة على المدى القصير. ولكن لن يخضع نظام التصوير على فيلا لهذه الإجراءات، إذ يجب أن يبقى مفعلًا للمساعدة في تحديد موقع المسبار بدقة في الفضاء. وستبدأ روزيتا بعد ذلك في المناورة الرئيسية لضبط اتجاهها نحو المذنب في 21 مايو/ آيار، وهي الفترة التي ستشتعل فيها اجهزة الدفع في المركبة سبع ساعات و21 دقيقة. ومن المرتقب أن تجرى ثماني عمليات اشتعال أخرى خلال الصيف مع توقع دخول روزيتا مدار المذنب في الأسبوع الأول من أغسطس/ آب. وكانت وكالة الفضاء الأوروبية "إي إس إيه" قد نشرت في وقت سابق من هذا الأسبوع أولى الصور التي التقطتها المركبة للمذنب منذ إطلاقها. يذكر أن روزيتا تبعد حاليا 655 مليون كيلو متر عن كوكب الأرض و3.8 كيلو متر عن المذنب.