واشنطن - لقد خضع المسبار الطواف كيوريوسيتي والأجهزة العلمية لمختبر علوم المريخ (MSL) الى الاختبار والتثبت من الأداء الصحيح خلال الأشهر التسعة الماضية. والآن توجه وكالة ناسا المسبار في اتجاه جديد، نحو جبل يبعد حوالي 8 كيلومترات عن مكان وجوده الحالي. ويعتقد العلماء أن هناك الكثير الممكن استكشافه ودراسته خلال الطريق. وقد اجتاز المسبار كيوريوسيتي أكثر من 730 مترًا منذ قيام وكالة ناسا بإنزال المركبة الفضائية على سطح المريخ في شهر آب/أغسطس 2012، ليستكشف خصائص سطح المريخ في منطقة تقل مساحتها عن مساحة ملعب كرة القدم. وقد جرّب المهندسون والعلماء معظم أجهزة المركبة الفضائية وقدراتها عند هذه الوتيرة ووجدوا أنها تنفذ مهامها حسب ما هو متوقع منها. وخلال مؤتمر صحفي عُقد في 5 حزيران/يونيو، تحدث المسؤولون في وكالة ناسا من مركز مراقبة البعثة في مختبر الدفع النفاث (JPL) في ولاية كاليفورنيا ووصفوا بداية الرحلة إلى جبل شارب بأنها "أكبر نقطة تحول" للبعثة منذ هبوطها على سطح المريخ. وقال مدير مشروع مختبر علوم المريخ، جيم أريكسون، "إننا نتقدم بخطوات كاملة." ثم أضاف "لقد كان علينا أن نتبع وتيرة متأنية أكثر أثناء إنجاز مسبار كيوريوسيتي جميع نشاطاته للمرة الأولى منذ هبوطه، ولكن لن يكون لدينا الكثير من تلك النشاطات الآن." وقد تمّ اختيار جبل شارب كوجهة لبعثة علوم اختبار المريخ حتى قبل أن يغادر المسبار كيوريوسيتي الأرض. فقد درس العلماء الصور المدارية لسطح المريخ لتحديد التكوينات الجيولوجية التي قد توفر أدلة للغز الذي يحاول المسبار الطواف كيوريوسيتي أن يحله: هل دعمت بيئة المريخ في وقت ما شكلا من أشكال الحياة؟ أظهرت الصور التي التقطتها المركبة الفضائية التي كانت تدور حول المريخ أن جيولوجيا جبل شارب "تحتفظ بسجل حول ما كانت عليه الأوضاع في الماضي وكيف تغيرت، خلال الانتقال من الصخور القديمة في الجزء السفلي إلى الصخور الأحدث عمرًا في الجزء العلوي"، وذلك كما أشار إليه نائب مدير مشروع مختبر الدفع النفاث، العالِم جورج كريسب. وردًا على سؤال طرحه الصحفيون حول متى سيصل المسبار الطواف كيوريوسيتي، الذي يبلغ حجمه حجم سيارة صغيرة، إلى الجبل، أجاب كريسب أن تخطيط رحلة هذه المركبة يشبه التخطيط لعطلة - إنك ترغب برؤية كل شيء في كل مكان تتواجد فيه، في حين تكون أيضًا تواقًا لرؤية ما يوجد وراء الأفق التالي. فخلال مسافة 730 مترًا التي اجتازها المسبار كيوريوسيتي حتى الآن، لاحظ العلماء وجود بضعة أماكن يرغبون في إلقاء نظرة ثانية عليها، ولذلك فإنهم سيجرون توقفات عديدة على طول الطريق. وأفاد كريسب، بأنه "تماما كما يفعل أي عالم جيولوجي خلال رحلة ميدانية فإننا سنميل إلى التوقف عند النتوءات (الصخرية) حيث توجد صخور كبيرة جاثمة في المكان الذي تشكلت فيه أصلاً." بالإضافة إلى ذلك، أشار كريسب أن فريق مختبر الدفع النفاث يخطط للتوقف عند تشكيلات صخرية دُرست في وقت سابق، وتدعى شالر. وقد استنتج تحليل الصور التي التُقطت في الجولة الأولى أن الموقع كان في السابق حوض مجرى جفت مياهه. وقال كريسب إن كيوريوسيتي سيتوقف هناك لإجراء اختبارات للظروف الهيدرولوجية خلال الأزمان السابقة للمريخ." وأضاف كريسب قائلاً "نريد دراسة هندسة الطبقات والهيكليات لمعرفة مدى سرعة واتجاه جريان المياه، ومدى عمقها عندما كانت المياه تشكل هذه الصخور." وبعد إلقاء نظرة ثانية على تشكيلات شالر الصخرية، سوف تبدأ الرحلة إلى جبل شارب جديًا في غضون بضعة أسابيع، وذلك وفقًا لما قاله إريكسون. ولكنه أشار إلى أن إبقاء هذه الرحلة البالغ طولها 8 كيلومترات تسير وفق جدول زمني غير محدد كي تصل إلى جبل بارتفاع 5 كيلومترات لا يشكّل أولوية. وقال إركيسون يمكنني أن أتكهن أن وقتًا يتراوح بين 10 أشهر وسنة قد يكون وقتًا سريعًا نوعًا ما." سوف تلتقط الكاميرات العديدة المركبة على المسبار الصور وتسجلها طوال الطريق، وهذه الصور قد توفر الأسباب لإيقاف تقدم المسبار لدراسة أية تشكيلات صخرية قد تكون مثيرة للاهتمام.