هذه الفسيفساء من الصور التي أرسلتها كاميرا ماست (Mastcam) المركبة على المسبار الفضائي كيرويوسيتي على المريخ التابع لوكالة ناسا تظهر جبل شارب مع تعديل في اللون الأبيض المتوازن الذي يجعل السماء تبدو زرقاء أكثر من اللازم ولكنه يبين التضاريس. واشنطن- تشير النتائج الأخيرة الواردة من المسبار الفضائي كيوريوسيتي التابع لوكالة الفضاء الأميركية (ناسا) إلى أن المريخ قد فَقد الكثير من غلافه الجوي الأصلي، ولكن ما تبقى منه لا يزال نشطًا للغاية. وأفادت وكالة ناسا، في بيان صحفي صادر في 8 نيسان/أبريل، في نفس يوم انعقاد الجمعية العامة للاتحاد الأوروبي لعلوم الجيولوجيا بأن أعضاء فريق كيوريوسيتي أبلغوا عن نتائج متنوعة. وقد عززت الأدلة خلال شهر نيسان/أبريل، الاستنتاج أن المريخ فَقَدَ جزءًا كبيرًا من غلافه الجوي الأصلي بسبب عملية تسرب الغاز من الجزء العلوي من الغلاف الجوي. وقد تم بواسطة جهاز تحليل العينات في المريخ، المركّب على مسبار كيوريوسيتي، تحليل عينة من الغلاف الجوي للمريخ في الأسبوع الأول من نيسان/أبريل باستخدام عملية تكثيف غازات مختارة. وقد كشفت النتائج معلومات دقيقة حول قياس نظائر غاز الأرغون في الغلاف الجوي للمريخ. والنظائر هي نوع متغير من نفس العنصر لكن بأوزان ذرية مختلفة. وقال سوشيل أتريا، الباحث المشارك في فريق تحليل العينات في المريخ، من جامعة ميشيغن في آن أربور إنه "يمكننا القول إننا وجدنا أوضح وأقوى الأدلة على فقدان الغلاف الجوي على سطح المريخ." لقد وجد جهاز تحليل العينات في المريخ أن الغلاف الجوي للمريخ يحتوي حوالي أربعة أضعاف من نظير ثابت أخف وزنًا (الأرغون-36) مقارنة مع نظير أثقل وزنًا (الأرغون-38). وهذا يزيل الشكوك السابقة حول المعدل الموجود في الغلاف الجوي للمريخ استنادًا إلى قياسات أجراها عام 1976 مشروع فايكنغ التابع لوكالة ناسا، ومن أحجام صغيرة من الأرغون مستخرجة من نيازك مريخية. إن هذه النسبة هي أقل بكثير من النسبة الأصلية في النظام الشمسي، كما تّم تقديرها من قياسات نظائر الأرغون في الشمس وكوكب المشتري. ويشير ذلك إلى عملية حدثت على المريخ فَضّلت الخسارة التمييزية للنظير الأخف على النظير الأثقل وزنًا. يقيس المسبار كيرويوسيتي عدة متغيرات في الغلاف الجوي للمريخ اليوم بواسطة محطة الرصد البيئي (REMS)، التي قدمتها إسبانيا. وفي حين أن درجة حرارة الهواء اليومية قد ارتفعت باطراد منذ بدء تسجيل القياسات قبل ثمانية أشهر، وهي غير مرتبطة بقوة بموقع المسبار، لكن درجة الرطوبة قد اختلفت كثيرًا في الأماكن المختلفة على مسار المسبار. وهذه هي أول قياسات منتظمة لدرجة الرطوبة على سطح المريخ. لم تتم مشاهدة آثار العواصف الغبارية داخل فوهة البركان غيل، ولكن أجهزة الاستشعار لمحطة الرصد البيئي كشفت عن العديد من الزوابع الهوائية خلال أول مئة يوم من بعثة المريخ، وعلى الرغم من انه لم يتم اكتشاف عدد مماثل خلال نفس الوقت من جانب بعثات سابقة. ولفت الباحث الرئيسي في محطة الرصد البيئي خافيير غوميز الفيرا، من مركز العلوم الفلكية البيولوجية في مدريد، إلى "إن الزوبعة الهوائية تحدث بسرعة خلال بضع ثوان، ويجب التأكد منها عبر مجموعة من العوامل هي الضغط ودرجة الحرارة وتذبذب الرياح، وفي بعض الحالات، الانخفاض في الأشعة فوق البنفسجية." وقد تّم فحص الغبار الذي وزعته الرياح بواسطة جهاز الكيمياء والكاميرا (ChemCam) العامل بإطلاق أشعة اللايزر على المسبار كيوريوسيتي. تًحدث أشعة الليزر الأولية نبضات على الغبار الذي تصبيه على كل هدف الغبار. تُزيل طاقة اللايزر الغبار للكشف عن المادة تحثه، ولكن تلك النبضات الأولية تزود أيضًا معلومات حول الغبار. قال نائب رئيس الباحثين في جهاز الكيمياء والكاميرا، سيلفستر موريس، من معهد أبحاث الفيزياء الفلكية والعلوم البيولوجية في تولوز بفرنسا، "كنا نعرف أن المريخ أحمر بسبب أكسيد الحديد المتواجد في الغبار. وقد كشف الجهاز عن وجود تركيبة كيميائية معقدة من الغبار تحتوي على الهيدروجين، الذي يمكن أن يكون على شكل مجموعات الهيدروكسيل أو جزيئات المياه." تدرس مجموعة من الأجهزة المركبّة على المسبار الفضائي، ومن بينها جهاز "ديناميك البيدو أوف نيوترونز" (DAN) الذي زودته روسيا بقيادة الباحث الرئيسي للجهاز المذكور، إيغور ميتروفانوف، احتمال تبادل جزيئات الماء بين الغلاف الجوي وأرض المريخ. وخلال ما تبقى من شهر نيسان/ أبريل، سوف يقوم مسبار كيوريوسيتي بنشاطات يومية كان قد تَّم إرسال الأوامر للقيام بها في أذار/مارس باستخدام جهاز "ديناميك البيدو أوف نيوترونز" (DAN)، ومحطة رصد البيئة (REMS)، ومكشاف تقييم الإشعاع (RAD). لم يتم إرسال أية أوامر جديدة خلال فترة الأسابيع الأربع في الوقت الذي كان المريخ يمر فيه تقريبًا وراء الشمس، إذا شاهدناه من وجهة النظر الأرضية. تحصل هذه الظاهرة الهندسية مرة كل حوالي 26 شهرًا وتسمى وجود المريخ مقابل الشمس من جهة الأرض. قال عالم مشروع مختبر علوم المريخ جون غروتزينغر من معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا في باسادينيا، "بعد أن يصبح المريخ مقابل الشمس، سوف يقوم المسبار كيوريوسيتي بحفر صخرة أخرى حيث يتواجد المسبار الآن، ولكن لم يتم حتى الآن تحديد تلك الصخرة. سوف يناقش الفريق العلمي عندما يصبح المريخ مقابل الشمس." يَستخدم مشروع مختبر علوم المريخ التابع لوكالة الناسا المسبار كيوريوسيتي للتحقيق في التاريخ البيئي داخل فوهة بركان غيل، الموقع الذي وجد فيه المشروع أن الظروف كانت مؤاتية قبل زمن بعيد لحياة الكائنات الدقيقة. وكان المسبار كيوريوسيتي، وعلى متنه عشرة أجهزة علمية، قد هبط على سطح المريخ في آب/أغسطس 2012 ليبدأ مهمة أولية تدوم سنتين. واما مختبرا الدفع النفاث التابع لوكالة الناسا، وهو فرع من معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا في باسادينا، فيتولى إدارة المشروع لحساب مديرية بعثة العلوم في وكالة الناسا في واشنطن