تعمل وكالة الفضاء الأوروبية على تحقيق إنجاز جديد يتمثل في هبوط مركبة فضائية بلا رواد على مذنب لأول مرة. وبدأت الوكالة في التخطيط لهذا الإنجاز منذ ثمانينيات القرن الماضي، إلا أنها نجحت في إنشاء المسبار الفضائي "روزيتا" عام 2004 بهدف دراسة المذنب "بي/شيروموف" والتعرف على أسرار "نشأة الكون". والمذنب هو جسم جليدي صغير يدور في النظام الشمسي يظهر عندما يكون قريب بما يكفي من الشمس، ونواة المذنب هي مجموعات فضفاضة من الجليد والغبار والجسيمات الصخرية الصغيرة، التي تتراوح بين بضعة أمتار مئات إلى عشرات الكيلومترات. وكلما اقتربت نواة المذنب من الشمس تسخن المادة المتجمدة محررة الغازات من جسمه ليندفع في الاتجاه المضاد للشمس بتأثير الرياح الشمسية ويتبخر الثلج تدريجيا. وبتحرك المذنب بعيدا عن الشمس يقل التسخين ويقل تبعا لذلك تحرر الثلج والغبار وتبدأ النواة عملية التخزين الباردة وعندما يبتعد المذنب عن الشمس بدرجة كافية لا يتبخر معها الثلج يصبح عديم الذنب. ويسعى العلماء الآن إلى إنزال مركبة صغيرة من روزيتا إلى السطح الثلجي للمذنب بعد أن نجح المسبار في تحديد موقع المذنب والاقتراب منه في آب/أغسطس 2014. وينتظر ان يتم إنزال المركبة الأربعاء على الساعة 08.35 بتوقيت غرينيتش. ويتطلب الإنزال سلسلة من المناورات المدارية حول المذنب ليتمكن المسبار من تحديد موقع مناسب للهبوط تلقائيا دون تلقي أي أوامر أو معلومات من الأرض، إذ يستغرق إرسال إشارات من الأرض إلى المركبة نحو 28 دقيقة لتسافر مسافة 500 مليون كيلومتر. ويتوقع العلماء أن يكتمل هبوط المركبة الصغيرة بعد نحو 7 ساعات، ليصل التأكيد إلى الأرض في حوالي الساعة 16.03 بتوقيت غرينتش. وقال أندريا أكومازو مدير عمليات المركبة الفضائية، "لا شك في أننا سنتمكن من الهبوط على المذنب، لكن السؤال هو هل سنتمكن من الهبوط بنجاح أم لا". وكانت نهاية اكتوبر/تشرين الاول شهدت انفجار الصاروخ الفضائي انتاريس التابع لشركة "اوربيتال ساينسز" الأميركية بعد ثوان من إطلاقه نحو المحطة الفضائية الدولية حاملا إليها الكبسولة غير المأهولة.