طالب الداعية الإسلامي الدكتور يوسف القرضاوي بإطلاق الحريات العامة بين أفراد الشعوب الإسلامية، معتبرا أن ذلك أمر "مقدم على تطبيق الشريعة". وفي رده على أسئلة الصحفيين في مؤسسة الأهرام الصحفية بالعاصمة المصرية القاهرة الأحد 29-8-2004 قال القرضاوي: "من الواجب علينا أن نعوِّد الشعوب الإسلامية على قول كلمة الحق، وأن نشيع الحرية بينها ونطالب بها، فالمطالبة بإطلاق الحريات مقدمة على تطبيق الشريعة. ولا بد من إطلاق الحريات لكي نطبق الشريعة". وأضاف قائلا: "نعم الغرب عنده أخطاء كثيرة، لكن الأنظمة هناك قائمة على الانتخاب الحر". وأكد الداعية الإسلامي على أن الأمة الإسلامية "في موقف لا تحسد عليه، حيث أصبح هناك من يشكك في وجود أمة إسلامية من الأصل، والحقيقة أن الأمة موجودة، وبينها روابط دينية وتاريخية وجغرافية، وكان الفقهاء قديمًا يطلقون عليها دار الإسلام، وأنها تتوحد حين ينزل عليها بلاء فتلتهب المشاعر"، معتبرا أن "مشكلة الأمة ليست في الشعوب بل في الأنظمة الحاكمة". وأوضح القرضاوي أن هناك فجوة بين الشعوب الإسلامية وحكامها، وأن الاستبداد السياسي يشكل حجر عثرة في حياة الأمة الإسلامية، "فمعظم البلاد المسلمة ديمقراطيتها مزيفة". وعزا الداعية الإسلامي غياب علماء الدين عن الساحة في الوقت الراهن إلى ضعف المؤسسات الدينية، وضعف خريجي الجامعات والمعاهد الدينية، بجانب وجود ضعف علمي وديني ونفسي، أساسه اقتراب العلماء من السلطة. وردا على سؤال حول دور الأزهر قال الدكتور القرضاوي: "إنه إحدى المؤسسات الدينية الرسمية، وإنه يقوى بقوة رجاله ويضعف بضعفهم، وللأسف الكبير فإن معظم خريجي الأزهر ضعاف من الناحية العلمية، وهو (الأزهر) في حاجة إلى إصلاح عظيم". وأشار إلى أنه من الممكن أن يبتعد الأزهر عن السياسة الداخلية ويتجه لنشر الإسلام في الخارج، وسيجد من يؤازره.