كشفت دراسة إحصائية قامت بها المصالح المركزية بالمديرية العامة للأمن الوطني حول "المظهر العام للجريمة بالمغرب"، أن أزيد من 80 في المائة من الجرائم الموسومة بالعنف أو الجرائم المقرونة بالاعتداء الجسدي الخطير، تكون مرتبطة باستهلاك الأقراص المهلوسة، وأن هذا الصنف من المخدرات يبقى المسؤول المباشر عن اقتراف تلك الجرائم، على اعتبار أنه يدفع المدمن أو المتعاطي بشكل لا إرادي إلى اقتراف أفعال إجرامية خطيرة مثل القتل العمد، الاعتداء على الأصول، السرقات بالعنف والاعتداءات الجنسية الخطيرة، فضلا عن بروز سلوكات مستهجنة داخل الأسر، وجرائم غير مألوفة في المجتمع المغربي. كما أتبتت هذه الدراسة الإحصائية، وجود مؤشرات تقاطع قوية بين ظاهرة العنف الناتجة عن تناول الأقراص المخدرة والشغب الرياضي، ويعيش المارة حالة من الرعب والذعر حين يفقد مدمن صوابه تحت تأثير"القرقوبي"، حيث يتم إطلاق العنان للكلام الساقط والتهجم على كل من صادفه في الطريق، ناهيك عن التهديد بالسلاح، السرقة والاغتصاب في واضحة النهار لتصل المسألة إلى إزهاق الأرواح بدون أدنى حس بما تقترف أيديهم. وتحت تأثير القرقوبي، أقدم شاب بزاوية الشيخ على اغتصاب أمه تحت التهديد بالسلاح الأبيض منذ أشهر، حيث أرغمها تحت تهديد السلاح على الاستسلام إلى نزواته. وبمدينة فاس، اغتصب "مقرقب" والدته بطريقة بشعة بعد التنكيل بها.. وبالحي المحمدي بالدار البيضاء، كان شاب معروف بتناوله حبوب الهلوسة، يبلغ من العمر 25 سنة، وراء جريمة قتل بشعة، راحت ضحيتها والدته البالغة من العمر 46 سنة، بعد أن وجه إليها طعنات متتالية بسكين داخل منزل، وفصل رأسها عن جسدها بعد تشويه جثتها..وبالرغم من سماع الجيران لصراخ الأم، والكلام النابي الذي كان يخاطبها به، لم يستطع أي أحد الاقتراب منه أو التدخل خوفا من بطش الجاني المعروف بعدوانيته وسوابقه. ولم ينفع صراخ ولا توسلات "أم" تبلغ من العمر حوالي 47 سنة، من الموت قتلا، على يد فلذة كبدها البالغ من العمر حوالي 27 سنة. الضحية تلقت طعنات قاتلة من طرف ابنها بواسطة سكين كبير الحجم تسبب لها في جرح غائر على مستوى العنق لتفارق الضحية الحياة وهي في طريقها إلى المستشفى الإقليمي بالناظور نتيجة النزيف الدموي الحاد.. "القرقوبي" كان سببا في ذبح طفلة تبلغ من العمر ثلاث سنوات بمراكش أمام الملأ، كانت تلعب رفقة شقيقتها الصغيرة بالقرب من إحدى المقاهي، وكان والدها يحتسي كأس شاي، فباغتهما شاب "مقرقب" كان يحمل سلاحا وقام بذبح الطفلة أمام أنظار الجميع بمن فيهم والدها. من المؤلم جدا حدوث مثل هذه الجرائم الشنيعة، إلا أنها أحداث واقعية، أبطالها شباب في مقتبل العمر، أدمنوا الأقراص المهلوسة، ودفعهم طلب المزيد من المال إلى إزهاق أرواح أمهاتهم أو اغتصابهن، واعتراض السبيل من أجل السرقة، وقد تتعداه إلى القتل ببرودة أعصاب.