اعتبر مصدر، فضل عدم ذكر اسمه، قرار الإدارة العامة للتكوين المهني تعديل نتائج امتحانات الدروس المسائية الخاصة بالتخرج لنيل الدبلومات التقنية "مغامرة إدارية"، لا تراعي أي اعتبار. وحدد المصدر المذكور في حديث للتجديد مؤشرات تلك "المغامرة الإدارية" في كون الامتحان النهائي للتخرج مر يوم 12 12 2002، رغم أن الدراسة انتهت في 30 06 2002، ثم كون المعنيين (أي متدربي الدروس المسائية) ما يزالون ينتظرون، بعد 6 أشهر أخرى من اجتياز الامتحانات، الإعلان عن النتائج ولا يعرفون مصيرهم، "حالهم في ذلك حال سجناء غواتنامو"، يقول مصدرنا. ومن المؤشرات على مغامرة الإدارة العامة للتكوين المهني أيضا تنظيمها حملة تفتيش داخل المؤسسات المعنية لفحص الوثائق والمستندات المتعلقة بالدروس المسائية، وخاصة تلك التي لها علاقة بالامتحانات خلال 3 سنوات، وكذا امتحان التخرج. وقد تم هذا من خلال لجن تفتيش مركزية، مما يدل على جدية قرار الإدارة. ورغم انتهاء أعمال هاته اللجن منذ مدة طويلة، يقول المصدر ذاته، إلا أن النتائج لم يطلق سراحها بعد. ويضيف مصدرنا، أنه "بعد تأخر النتائج لأكثر من أربعة أشهر تقدم بعض المعنيين من المتدربين لدى الإدارة المحلية لمؤسسة من مؤسسات المكتب الوطني للتكوين المهني التي تكونوا بها، فلم يجدوا جوابا، فتوجهوا إلى الإدارة الجهوية فطمأنهم المدير الجهوي أن النتائج ستكون جاهزة بعد أسبوعين على أقل تقدير (انتهت المدة يوم 2 ماي الأخير)، وأكد الأخير لهم أن لديه 3 محاضر، ولا يدري أيها يعتمد . أيعتمد المحضر الأول الذي يأخد بنسبة 100% من النجاح، وهو الأصلي حسبما يقول المصدر، أم يعتمد الثاني أو الثالث، وهما يتضمنان نسبا من الضحايا، غير الناجحين غصبا عنهم". وتساءل مصدرنا في حديثه ل"التجديد" حول أبعاد ما يمكن أن تخلفه مغامرة الإدارة العامة للتكوين المهني في قرارها تعديل النتائج والتلاعب بمصائر متدربي الدروس المسائية بعد ثلاث سنوات يقضونها في طلب العلم والبحث عن شواهد تقنية، مخدوعين بالشعارات البراقة المعلن عنها في الدعاية للدروس المسائية داخل مؤسسات التكوين المهني. وأكد المصدر ذاته أن إدارة التكوين المهني تضع نفسها ومسؤوليها وقوانينها ومصداقية كل ذلك محل شك. يذكر أن مصادر أخرى كانت كشفت ل"التجديد" في الفاتح من الشه الجاري أن الإدارة العامة للتكوين المهني أحدثت نظاما جديدا للتخفيض من نسبة النجاح، يتوجه إلى تغيير معامل الامتحانات التطبيقية، بحيث تصبح أقل من معاملات الامتحانات النظرية. يشار كذلك إلى أن الدروس المسائية تنظم بالعديد من المؤسسات لفائدة المنتمين للمقاولات والمؤسسات العمومية، والراغبين في الرفع من مهاراتهم أو اكتساب مؤهلات جديدة لتأمين عملهم، إضافة إلى حاملي الشهادات والباحثين عن الشغل. ع. الهرتازي