خرج حوالي 300 من سكان دوار أولاد برحمون بجماعة واحة سيدي إبراهيم ضواحي مراكش أول أمس الاثنين، للتنديد بما وصفوه ب"ظروف العيش المزرية التي يعيشونها منذ سنوات". ورفع المحتجون خلال الوقفة التي دعت إليها جمعيات مدنية محلية شعارات تطالب بما سموه "تحقيق العدالة الاجتماعية"، وتوفير خدمات اجتماعية وصحية، خاصة بناء مستوصف ومدرسة قريبة وربط الدوار بالمدينة عبر حافلات للنقل، كما شددوا على ضرورة إتمام مشروع للتطهير السائل طالما وعدوا بإنجازه من قبل المسؤولين، موضحين أن مجاري الواد الحار التي تمر مكشوفة في أحيائهم أصبحت لا تطاق بسبب الرائحة الكريهة التي باتت تسبب لهم في أمراض جلدية خطيرة، كما أن المياه العادمة تهاجم مساكنهم عند هطول الأمطار. وقال مسؤول بجمعية مدنية، إن المتظاهرين قرروا التوجه إلى مقر الجماعة لتبليغ احتجاجهم، لكن دون أن ينصت إليهم المسؤولون ويقدموا حلولا لمشاكلهم. وأشار المصدر إلى أن هذه الحركة الاحتجاجية استنفرت مختلف الأجهزة الأمنية، حيث شوهدت أعداد كبيرة من سيارات الأمن والقوات المساعدة تحل بالمكان، قبل أن يتفرق المتظاهرون دون وقوع احتكاكات مع رجال القوات العمومية. وبجماعة الأودية ضواحي مراكش، فرقت القوات العمومية مئات المحتجين تظاهروا للتنديد بالسماح لإحدى المقاولات بإنشاء مقلع للرمال على واد تانسيفت القريب من مقر سكناهم. وقالت مصادر مطلعة، إن حولي 350 مواطنا مدعومين من قبل جمعيات المجتمع المدني المحلي اعتصموا منذ الصباح الباكر ب"غابة اللواية" وهي أرض جماعية يستغلها السكان في الرعي والزراعة، رافعين شعارات تطالب برحيل الشركة ومنعها من"الإجهاز على مورد هام لعيشهم". وأضافت أن المحتجين وبعد عدم الانصياع إلى مطالبهم تحركوا نحو الطريق الرئيسية حيث منعوا مرور شاحنات متجهة صوب محطة لتكسير الأحجار. وأشارت إلى أن عناصر من القوات العمومية فرقت المحتجين وأوقفت عددا قليلا منهم قبل الإفراج عنهم لاحقا. ويقول المحتجون في شكاية إلى وزير التجهيز، إن الأراضي المتاخمة لوادي تانسيفت، تتعرض يوميا إلى الاستنزاف من قبل آليات مقالع الرمال ومحطات تكسير الأحجار التي تنشط على ضفتيه بشكل بات يهدد المنطقة بكارثة بيئية حقيقية، مشيرين إلى أن هذا الاستغلال يؤثر بشكل سلبي على الفرشة الباطنية للمياه الجوفية، كما يتسبب في انجراف أراضي المزارعين المجاورين للوادي. وحذر المشتكون من أن تتحول أراضيهم إلى منطقة قاحلة تدفع الساكنة بالهجرة كما وقع على ضفاف وادي نفيس، حيث جفت الآبار واندثر الغطاء النباتي.