نفذ حوالي 400 من ساكنة مجموعة من دواوير جماعة تمازوزت ضواحي مراكش أخيرا اعتصاما بواد اغمات القريب منهم احتجاجا على ما أسموه "استمرار استغلال أحد الشركات لمقلع الرمال بالوادي دون ترخيص"، و "دون اعتبار للأضرار التي تلحق فلاحتهم باستنزاف مياه الوادي والفرشة المائية". وقال مصادر من عين المكان إن الاعتصام الذي استمر حوالي 3 أسابيع منذ بداية شهر مارس الجاري قوبل بحضور قوات عمومية بأعداد كبيرة لتفريق المعتصمين والسماح مرة أخرى للشركة باستئناف العمل. وأضافت أن المحتجين طالبوا بتنفيذ اتفاق سابق مع الشركة بحضور السلطة المحلية والمجلس الجماعي لتعويضهم عن الأضرار السابقة التي لحقتهم من جراء أشغال الشركة، ووقف عملها إلى حين حصولها على التراخيص الضرورية عل حد تعبيرهم. وذكروا أن هذا المقلع تسبب في الإضرار بعين منصورة للماء العذب والتي تعتبر إرثا تاريخيا وبيئيا استعملها المنصور الذهبي، وأشاروا أن الأضرار التي لحقتهم شملت حوالي 10000 شجرة مثمرة على مساحة 6 آلاف هكتار. وفي السياق ذاته عبرت جمعية تمونت للتنمية الاجتماعية بالجماعة ذاتها، مساندة بمئات من التوقيعات من المتضررين، عن استيائها من تدبير هذا المقلع، مشيرة في رسالة موجهة إلى والي الجهة ومدير مكتب الحوض المائي بجهة تانسيفت الحوز أن استغلاله أصبح ضارا جدا بالبيئة والفلاحة، على اعتبار أن الشركة لا تراعي أدنى شروط سلامة البيئة وخاصة المحافظة على الفرشة المائية، إضافة إلى الأضرار الجسيمة التي تكبدها الفلاحون الصغار جراء توسيع مجرى النهر على حساب أراضيهم ناهيك عن تأثير الغبار والأتربة على المستوى الفلاحية بما في ذلك استنزاف العيون والآبار حيث يفوق عمق الحفر 8 أمتار . من جهته طالب حزب العدالة والتنمية بسيدي غياث ضواحي مراكش في رسالة موجهة إلى وزير التجهيز والنقل بفتح تحقيق في كيفية اشتغال شركات مقالع الرمال الموجودة بإقليم الحوز عموما المتواجدة بجماعتي سيدي غياث وتمازوت خصوصا. وأشارت الرسالة التي توصلنا بنسخة منها أن متضامن مع ساكنة منطقة تمازوزت المستاءة من وضعية المقلع المذكور والذي تسبب في خسائر فادحة وحرمهم من سقي آلاف الهكتارات مما جعلهم يراسلون كل المسؤولين بالإقليم ويدخلون في اعتصام مفتوح .وذكرت الرسالة أيضا أن أحد مقالع الرمال بسيدي غياث تسبب في موت تلميذين سنة 2013، بسبب ما اعتبرته الساكنة عدم احترام دفتر التحملات، كما أن تلاميذ مدرسة مركزية الولجة بسيدي غياث توجد بين مقلعين للرمال عبروا عن انزعاجهم من صوت الآلات، وهي المدرسة التي تم تشييدها قبل إعطاء التراخيص لهذين المقلعين.