رفضت وزارة حقوق الإنسان تسلم شكاية عائلات معتقلي ما يسمى ب"السلفية الجهادية" بحجة أنه ليس من اختصاصها تسلم مثل هذه الشكايات، وأنه في حال تسلمها فإن مصيرها سلة المهملات، وقالت "وفاء مهتدي" زوجة المعتقل صالح زارلي: " أخبرتنا وزارة حقوق الإنسان أن مشاكل السجناء لا تتدخل فيها، وأن المعني بمثل هذه الشكايات هي الجمعيات المغربية الحقوقية"، كما وجهت عائلات المعتقلين شكاية إلى كل من وزارة الداخلية ووزارة العدل. وعن تطورات الإضراب عن الطعام أكد لنا مصدر مطلع أن الأوضاع الصحية للمعتقلين في تدهور متزايد، كما أن إدارة سجن عكاشة ماتزال ممتنعة عن الحوار مع المضربين عن الطعام رغم مرور أسبوع، رغم أن دفاعهم عبد الله لعماري حاول إقناعهم بوقف الإضراب. وقد حاورت مديرية السجون عائلات المعتقلين، حيث أكدت هذه الأخيرة أن مطالب السجناء مشروعة وقانونية، وقالت وفاء مهتدي للتجديد إن: "المسؤول الذي حاورنا، قال لنا إن التقرير الذي وافتهم به إدارة سجن عكاشة، يبين أن المعتقلين قد وضعوا الزيت والصابون على الأرض لكي ينزلق الحراس، وبذلك اعتبر أن تقرير المدير لا يعدو أن يكون لتحسين صورته وليبرر القمع والإرهاب الذي تعرض له المعتقلون" وأوضحت وفاء أن المسؤول المحاور أكد بدوره وجود المعتقلين بالمعتقل السري، ودعاهم للصبر والتريث لحل المشاكل. وبينت إدارة السجون أن العائلات لا يمكن أن تستفيد من الزيارة المباشرة لأن سجن عكاشة لا يتسع لذلك، وكشفت عن عجزها عن توفير هذا الحق. وتعلق ثورية الشطبي -أخت المعتقلين محمد وكمال- عن جواب الإدارة بقولها:" ليس كل الزوار محرومين من الزيارة المباشرة، بل هناك زوار يستفيدون من الزيارة المباشرة". واستنكرت العائلات امتناع المدير عن الحوار مع المعتقلين، رغم مضي أكثر من شهر على طلبهم، وتحمل المسؤولية للمسؤولين عما ستؤول إليه أوضاع ذويهم الصحية نتيجة الإضراب عن الطعام، وتطالب بفتح تحقيق في الموضوع ومحاسبة المسؤولين عما قاموا به من ضرب وتنكيل لذويهم. وأكد بعض المعتقلين لذويهم، أنهم تعرضوا للضرب والقمع، وأن اعتصامهم كان خاليا من الشغب وأنهم لزموا أماكنهم وامتنعوا أن يقوموا بأي شيء داخل السجن، وصرحت أم المعتقل عبد الكبير الكتبي للتجديد بقولها: "إن المحامي أكد لها أن ابنها مصاب بظهره إثر تعرضه للضرب داخل السجن". وسبق لمعتقلي ما يسمى بالسلفبة الجهادية أن وجهوا بيانا للرأي العام يؤكدون فيه تعرضهم للضرب من قبل حراس السجن يالعصي والقضبان الحديدية، موضحين تعرض بعضهم لكسور ورضوض من جراء هذا التدخل، كما طالبوا في بيانهم أن الإضراب الذي يخوضونه تحت شعار: "الكرامة أو الشهادة" يريد من خلاله تحقيق مطالبهم المتمثلة في :جمعهم في مكان خاص، وعزلهم عن باقي سجناء الحق العام، ومعاملتهم كسجناء للرأي، وتمتيع أهاليهم بالزيارة المباشرة، إضافة إلى تفعيل إجراءات الخلوة الشرعية، والتعجيل بمحاكمتهم، مع إعطاء الضمانات بنزاهة الهيأة المصدرة للحكم واستقلاليتها. وكانت العائلات قد شاركت في وقفة فاتح ماي إلى جانب الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب بالبيضاء حاملات شعارات متعددة منها:"سجن عكاشة تكملة لاعتداءات جسيمة بعد اختطافات جد تعسفية" و"فك أي اعتصام يكون بالحوارلا بلغة "الهراوة" أو الهمجية". يشار إلى أن ثلاثين من أصل أربعين معتقلا في صفوف ما يسمى ب"السلفية الجهادية" يخوضون إضرابا عن الطعام منذ الاثنين 28 أبريل 2003 مع العلم أن ثلاثة منهم مضربون عن الطعام منذ يوم الخميس 24 من الشهر الماضي. ويذكر أن هولاء المعتقلين تجري محاكمتهم في إطار ما يسمى بقضية السلفية الجهادية وتم توجيه تهم تكوين عصابة اجرامية ومحاولة القتل والقيام بأعمال يعاقب عليها القانون، وجل هؤلاء المعتقلين تعرضوا للاختطاف قبل إحالتهم على السجن، وبعضهم أكره على توقيع محاضر دون قراءتها، كما صرحوا بذلك لوسائل الإعلام. خديجة عليموسى