كفانا من السلبية فى خطواتنا الإستراتيجية من أجل استفاء شروط القانون الإلهي:" حتى يغيروا ما بأنفسهم"، نجد أن واحدا من أهم التغييرات التي يجب أن ندعو اليها أنفسنا هي: كفانا من السلبية التي نحياها فى كل مكان حولنا، سواء في العمارات التي أقطنها، لو كانت المصاعد معطلة أو غير نظيفة، ماهو موقفي؟ وفي مكان العمل، أرى بنفسي أخطاء كثيرة, سرقات... ولكن يكون موقفي دائما:" وأنا مالي"، هل تتخيلون مدى السلبية؟ أرى شخصا يصف سيارته صفا ثانيا، ويغلقها ويعوق بها الحركة الطبيعية للطريق، فلا أتكلم، وأفضل السكوت حتى لا أنعرض لسماع كلمة سخيفة، وفي حجرة صغيرة، شخص يدخن يؤذيني ويؤذي كل الموجودين، وأنا ألزم نفسي الصمت، لقد اعتدت أن أسكت. ونبحث عن نصر الله يا سادة؟، وننتظرأن الله سيخرجنا مما نحن فيه، فالأباء لو كان طفلهم الصغير إيجابي يحاولون إسكاته:" اسكت يا ولد، لا تتدخل في كل شيء"، لا نتدخل، وليس لنا أي موقف حتى الإنتخابات السؤال الذى يطرح نفسه لماذا؟ لماذا هذه السلبية؟ حتى لو لم يحدث شيء، يجب أن تكون إيجابيا، لأن هذا أمر إلهى يا مسلمين، ولا تتصور أن هدف الإيجابية سيتحقق لو ركزت فيه فقط مع أولادك، انظر إلى الآية الكريمة، لم يقل سبحانه: إن الله لا يغير ما بشخص حتى يغير ما بنفسه، أبدا، بل قال جل وعلا:( إن الله لا يغير ما بقوم)، فكلمة قوم تعني أنه ممكن أن تتغير أنت وأولادك وتكونوا ممتازين، وعلى هذا يجب أن يتغير وجه المجتمع كله؟ ولذلك لا نقبل هذا التبرير للسلبية: موقفي لن يغير الكون، بل سيتغير، ثق أن التغيير آت. ولكن الإيجابية ليست التهور حتى لا نسئ ترجمة المعاني. تريد التغيير يجب أن تكون إيجابيا، لأن المصائب تعم، يقول تعالى:{وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَاب}. فى رواية ان الله امر سيدنا جبريل أن يخسف بقرية الأرض فقال: يا رب إن فيها عبدك فلان الذي مازال قائما يصلي، فقال سبحانه: فبه فابدأ - لأنه غافل عن الإيجابية - قال سيدنا جبريل: كيف يارب؟ فقال: لأنه لم يتمعر وجهه من أجلي، ولم تحمر وجنتاه انفعالا. الإسلام يريدنا نافعين للمجتمع، يقول سيدنا عمر بن الخطاب: توشك القرى أن تهلك وهي عامرة، قالوا: كيف؟ قال: إذا علا فجارها على أبرارها. معنى آخر جميل نتعلمه من سيدنا عمر بن الخطاب أيضا: إذا خفيت الخطيئة لم تضر إلا فاعلها، فإذا ظهرت ولم يفعل الناس شيئا لتغييرها ضرت العامة، قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: لتأمرن بالمعروف ولتنهن عن المنكر أو ليوشكن الله أن يوقع بكم عذابا ثم تدعونه فلا يستجيب لكم. هل تخيلتم معى مدى خطورة السلبية ! إن التغييرالذي نريده تغييران: تغيير يفعله الله، وتغيير يفعله البشر. ولكن الله ينتظر حتى يتغيرالبشراولا. تعالوا ندع السلبية حتى يغير الله واقعنا المرير، إن أي موقف إيجابي لنا غدا، سيفيد إخواننا في العراق وفلسطين، يشبه رسول الله صلى الله عليه وسلم السلبية والإيجابية بحكاية واضحة المعالم جدا تعرف عند المسلمين بحديث السفينة،فلنرجع إليها ونتدبرها جيدا. يتبع الداعية عمرو خالد