ذكر السيد "امحمد سيسين" الدرع البشري المغربي العائد من العراق أن عودته كانت شاقة ومحفوفة بمجموعة من المخاطر من بغداد إلى الحدود العراقية السورية. وقال عضو الشبيبة الاستقلالية الذي استقبلنا ببيته في جلسة حميمية أول أمس" لقد تخطينا 16 حاجزا تفتيشيا لما يسمى بالمعارضة العراقية" مبرزا أن من أسباب السقوط المفاجئ لبغداد كانت وراءه خيانة لجهات متنفذة في الجيش العراقي، ذاكرا أن ما يروج في العراق هو أن عملاء الولاياتالمتحدةالأمريكية يتعقبون المجاهدين القادمين من عدة دول ويعتقلونهم مقابل مبلغ من المال يصل في بعض الأحيان إلى ألف(1000) دولار. وأوضح"سيسين" أنه بمجرد عبور الحافلة التي كانت تقلهم مع مجموعة من السوريين، العائدين بدورهم إلى وطنهم تعرض جسر بغداد للقصف. ومن جهته، أبرز السيد عبدالله البقالي الكاتب العام للشبيبة الاستقلالية أن "امحمد سيسين" لم يمثل الشبيبة الاستقلالية فحسب، بل المغاربة قاطبة. وقال البقالي في اتصال ل"التجديد" بعد عودة المجاهد "سيسين" من العراق "لولا الظروف السياسية، والإدارية لتطوع مئات الآلاف من المغاربة للوقوف إلى جانب الشعب العراقي، ولذلك فإن "سيسين" كان يمثل الشعب المغربي، موضحا أن القضية العراقية ليست قضية حزبية، بل قضية قومية، إسلامية، و"سيسين" كان يمثل هذه المبادئ والقيم، وجسد شجاعة وبسالة المواطن المغربي وتضحيته مواجها ظروف الحرب، وما يترتب عنها من تحدي". ويكمن تحدي ومقاومة "سيسين"- يقول البقالي- في جلده وصبره لهذه المدة، خصوصا أن الدروع البشرية عادت بعد مشاركة رمزية، باستثناء الأخ عبد الصمد حيكر الذي ذهب إلى نهاية المطاف، هذا الأخير الذي أثنى "سيسين" على خلقه، ورفقته النبيلة، كاشفا عن ذعر بعض أفراد الدروع البشرية الذين كانوا عادوا إلى المغرب بمجرد سماعهم للمهلة التي أعطتها الولاياتالمتحدةالأمريكية للعراق قبل بدء العدوان ب24ساعة. وحمد البقالي الله على عودة الأخ "سيسين" سالما بفضل الله، وبسبب فطنته وذكائه، بعد خروجه متسللا من الحدود السورية عبر نقطة الموصل خاضعا في طريقه ل16 نقطة تفتيش لما يسمى بالمعارضة العراقية. وتمنى البقالي ألا يتعرض "سيسين" للمضايقات الأمنية بعد عودته مشيرا إلى أن دخوله إلى مطار محمد الخامس كان عاديا، وقال في هذا الصدد إن "سيسين" مناضل واضح ومتشبع بمبادئ حزب الاستقلال، وبذلك فالسلطات الرسمية تعرفه حق المعرفة، وأكد أن أي مساس بحقوقه أوبشخصه سيواجه بجدية. يشار إلى أن المجاهد" سيسين" كان لعدة أيام يعيش على "الخس" وكابد كثيرا خصوصا وأنه يعاني من مرض السكري وأن الأنسولين مفقود في العراق. وتجدر الإشارة إلى أن "امحمد سيسين" هو آخر درع بشري يعود إلى أرض الوطن الذي كان توجه إلى العراق يوم 16 مارس الماضي في وفد ضم 13 عنصرا مثلوا إثني عشر تنظيما سياسيا وجمعويا وثقافيا وإعلاميا، فضلا عن رب أسرة كانت تطوعت بأكملها للذهاب إلى العراق. عبد الغني بوضرة