اتهم عنصران من الدرع البشري المغربي، الذي عاد إلى المغرب الأحد الماضي، بعد زيارته للعراق السلطات العمومية المغربية، بتهديد أسرتيهما، واستفزازهما خلال فترة غيابهما بالعراق. وصرح في هذا الشأن مصطفى الحطاب ممثل اليسار الاشتراكي الموحد في الدرع في ندوة نظمتها مجموعة العمل الوطنية لمساندة العراق لصالح الدرع البشري أمس (الثلاثاء) بالدار البيضاء أنه في وقت كان يؤدي فيه مهمته الإنسانية النبيلة كدرع بشري عربي في العراق، تلقت أسرتي تهديدات واستفزازات من قبل السلطات المحلية ببلدية احصين بسلا الجديدة". وأضاف أن مجموعة من المقدمين والشيوخ جاؤوا أسرته في غيابه وسألوا والدته بكل استفزاز عن ابنها وهو الذي كان أخبرها أنه مسافر إلى مراكش دون أن يكشف عن نيته السفر إلى العراق"، بل زاد أحد أعوان السلطة بتهديد الأسرة بعدم منحها أية وثيقة إدارية مستقبلا، إن هي لم تفصح عن مكان وجود ابنها، على حد قول الحطاب الذي اعتبر الأمر "تهديدا ومسا بالدرع المغربي ككل وعملا غير مشرف". الموقف نفسه تعرضت له أسرة عبد المالك أفرياط ممثل الكونفدرالية الديمقراطية للشغل في الدرع البشري المغربي، حيث أنه أكد على أن رجال السلطة اتصلوا بأبيه، ووجهوا له أسئلة استفزازية عن ابنه، مما حدا بالأب أن يجيب بكل ثقة وفق تصريح أفرياط"لو توفرت بلدي الشروط التي توفرت لابني لذهبت معه غلى العراق. من جهته عبر مصطفى الرميد عضو مجموعة العمل الوطنية لمساندة العراق ومسير الندوة عن تضامن المجموعة المطلق مع عناصر الدرع البشري المغربي وأسرهم، منددا بمثل هذه الممارسات ومعلنا في الآن ذاته بتكفل المجموعة الوطنية بمتابعة القضية. من جانب آخر، أوضح عبد الإلاه الفشتالي منسق الوفد المغربي إلى العراق أن كلا من محمد سيسين عضو الشبيبة الاستقلالية وعبد الصمد حيكر برلماني عن حزب العدالة والتنمية ظلا في العراق بعد التحاقهما بالوفد لحظة مغادرة الأخير للعراق يوم الخميس الماضي. وكان ممثل الشبيبة الاستقلالية اكتشف عند الحدود العراقية السورية ضياعه لمحفظته بكل ما فيها من وثائق في نقطة بعيدة عن الحدود مما اضطر معه إلى العودة للبحث عنها، وألح في أن يصطحبه عبد الصمد حيكر بصفته برلمانيا يمكن أن يسهل عملية البحث. وحين التحاقهما بالوفد في بغداد وجد الوفد يستعد للرحيل، الأمر الذي دفع بممثل العدالة والتنمية إلى طلبه بالبقاء أياما في بغداد لتفقد معسكرات تدريب المتطوعين للجهاد ضد الغزاة الأمريكيين وحلفائهم، فيما فضل ممثل الشبيبة الاستقلالية المكوث في بغداد بصفته صحافيا طالما يتوفر على بطاقة اعتماد صحافية. وأكد حيكر في اتصال هاتفي مع الرميد أنه"بخير وهو الآن منذ يومين في دمشق بسوريا قبل أن يلتحق بالمغرب زوال اليوم الأربعاء". وكانت السلطات العراقية وجهت الدرع البشري المغربي إلى منشأة لتوزيع الطاقة الكهربائية شمال بغداد وحيث حرر الدرع بيانا، اعتبره منسق الوفد المغربي وثيقة تاريخية، وعبر فيه عن "إدانته بشدة لمخطط إدارة الولاياتالمتحدةالأمريكية وحلفائها الذي يستهدف في نظر الدرع، العراق في كيانه وسيادته ووحدته وثرواته، تكريسا للهيمنة على العالم أجمع منتهكة بذلك كل القيم الحضارية والشرعية الدولية". مثلما ندد البيان ذاته بما وصفها ب "الأنظمة المتواطئة والمتخاذلة بالمنطقة". يشار إلى أن هذه المنشأة الكهربائية نسفت من طرف القوات الغازية أياما بعد رجوع الوفد المغربي منها بطلب من السلطات العراقية التي أخبرته بأن الأمريكيين وحلفاءهم يعتبرون الدروع البشرية العربية مقاومة عربية مسلحة ولا يعترفون بالدروع السلمية من بلدان عربية". إلى ذلك، بسطت مجموعة العمل الوطنية لمساندة العراق إلى الصحافيين في الندوة ذاتها بيانا عن المسيرة التضامنية المزمع تنظيمها الأحد المقبل بالرباط،وجاء في البيان، الذي تلاه خالد السفياني، منسق المسيرة، أن "المجموعة الوطنية تريد من هذه المسيرة أن تكون لكل المغاربة وأن تكون حضارية قوية يعبر من خلالها الشعب المغربي بكل مسؤولية وبكل قوة عن موقفه الرافض للعدوان". ول "التجديد" عودة للموضوع في عدد لاحق. يونس البضيوي من البيضاء