أجرى الأستاذ حيكر آخر اتصال له من بغداد بالزميل الصحافي عبد العلي حامي الدين الجمعة الماضي، قبل أن ينقطع الاتصال به مجددا، إذ باءت كل محاولات "التجديد" مهاتفته في فندق فلسطين القاطن به في بغداد بالفشل، مثلما فشلت في ذلك زوجته فاطمة لحمر التي كان وعدها بالاتصال بها في حال تيسر الظروف، حسب ما صرحت به ل"التجديد" يوم الأحد 23 مارس2003. وأفاد الأستاذ حيكر في الاتصال المذكور أن سلطات بغداد خيرت الدروع البشرية العربية، بما فيها الدرع المغربي، بين الانضمام إلى معسكر المتطوعين للجهاد، أو العودة إلى بلدانهم حفظا لسلامتهم، ذلك لأن قوات الغزو الأمريكية وحلفاءها لا تعير للدروع البشرية العربية اهتماما عكس عنايتها بالدروع الأوربية على سبيل المثال، وفق ما أكدته السلطات العراقية. من ثم، اختار الدرع البشري المغربي العودة، في حين بقي كل من ممثل الشبيبة الاستقلالية، وممثل شبيبة العدالة والتنمية. هذا الأخير من المتوقع أن يقوم بجولة تفقدية في معسكرات تدريب المتطوعين للجهاد، بعدما حصل على ترخيص من السلطات العراقية. وقال الأستاذ عبد الصمد حيكر، في الاتصال ذاته، إن "معسكرات تدريب المتطوعين للجهاد تؤوي الآلاف من المتطوعين العرب والمسلمين من مختلف الدول كتركيا وإيران ومصر وأفغانستان والشيشان وباكستان وغيرها"، مؤكدا على "المعنويات العالية التي يتمتع بها الشعب العراقي والأجواء الإيمانية الكبيرة التي يحياها في ظل القصف العدواني للقوات الأمريكية وحليفاتها الغازية. وأضاف في هذا الصدد أن سنوات الحرب والحصار أعطت للعراقيين دروسا وتدريبات جيدة في كيفية التعامل مع مثل هذه الظروف العصيبة. يذكر أن الدرع البشري المغربي كان توجه إلى العاصمة السورية دمشق قبيل انطلاق العدوان على العراق. وضم هذا الدرع ثلاثة عشر فردا يمثلون اثني عشر تنظيما سياسيا وجمعويا وثقافيا وإعلاميا، فضلا عن رب أسرة كانت تطوعت بكاملها للذهاب إلى العراق. واندرجت عملية تسجيل الدرع البشري المغربي، الذي مثل أزيد من 1200 متطوع مغربي في الدروع البشرية القاصدة بغداد، في إطار الحملة العالمية التي انخرطت فيها دروع دولية أخرى أوربية وأمريكية وآسيوية للدفاع عن المدنيين والمنشآت المدنية في العراق من الغزو الأمريكي البريطاني له. يونس البضيوي