رغم سنوات الحصار الممتدة على قطاع غزة، تمكنت فصائل المقاومة الفلسطينية، وعلى رأسها كتائب الشهيد عز الدين القسام، الذراع العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، من مفاجأة جيش الاحتلال الصهيوني، ومعه العدو والصديق بالكثير من المفاجآت، التي تظهر حسن الإعداد والتجهيز، سواء في العتاد أو في التكتيك العسكري. ونقدم في ما يلي 10 مفاجآت حملتها معركة العصف المأكول حتى الآن: 1- الجعبري يبعث في سماء تل أبيب القائد القسامي البارز، الشهيد أحمد الجعبري، الذي كان نائبا للقائد العام لكتائب القسام، محمد الضيف، والذي اغتالته طائرات الاحتلال الصهيوني في بداية معركة "حجارة السجيل" سنة 2012، بعث من جديد، وهذه المرة في سماء تل أبيب، عاصمة الكيان المحتل، من خلال صاروخ القسام الجديد، من طراز J80، والذي سمي تيمنا بهذا القائد. 2- الرنتيسي في حيفا.. صدق الوعد الذهول والصدمة، هو ما أحدثته كتائب القسام وهي تدك مدينة حيفا في شمال الأراضي المحتلة، من خلال صاروخ يصل مداه إلى 160 كيلومترا، محققة بذلك وعد القائد الشهيد عبد العزيز الرنتيسي قبل أكثر من 10 سنوات، في مهرجان خطابي في غزة. وكان من الطبيعي أن يحمل الصاروخ اسم الرنتيسي، إنه صاروخ R160. 3- الغول.. البندقية الوحش برصاصة من عيار 14,5، شبيهة بالمستعملة في مضادات الطائرات، وبمدى فعال يبلغ 2000 متر، حققت بندقية القنص التي أنتجتها الصناعات العسكرية القسامية التفوق على جل بندقيات القنص العسكرية المعروفة، وزرعت رعبا غير مسبوق بين جنود الاحتلال، الذين حصدت أرواحهم وبترت أطرافهم، من حيث لم يحتسبوا.. أما اسمها فأخذته من القائد القسامي الشهيد محمد الغول، أحد مهندسي وحدة التصنيع. 4- طائرات أبابيل.. السماء لنا أيضا لم تعد سماء فلسطينالمحتلة حكرا على الطائرات الصهيونية المقاتلة أو التجسسية، فقد أصبح للقسام أيضا عيون في السماء، تراقب وتجمع المعلومات، وتهاجم إن تطلب الأمر، إنها طائرات "أبابيل" التي أنتج منها مهندسو القسام ثلاث نماذج، الأولى استطلاعية، والثانية هجومية تحمل صواريخ، والأخرى انتحارية محملة بالمتفجرات. وقد تمكنت طائة استطلاع من التحليق فوق مبنى وزارة الدفاع في تل أبيب. 5- الضفادع البشرية.. كوموندوز الرعب البحري كما لم يعد الجو حكرا على الصهاينة، لم يعد بحر فلسطينالمحتلة مجالا عسكريا لهم وحدهم، فقد سير سلاح البحرية القسامي عملية نوعية عن طريق وحدة الضفادع البشرية، التي عبرت 15 كيلومترا تحت المياه، وتسللت إلى قاعدة عسكرية صهيونية، لتنفذ عملية غير مسبوقة في الجرأة والسرية، صلى فيها الاستشهاديون آخر صلاة لهم تحت الماء. 6- الأنفاق الهجومية.. نغزوهم ولا يغزونا رغم أن وجودها كان معروفا مسبقا، فإن حجمها وتعقيدها ودورها فاجأ الجميع، مع توالي الإنزالات خلف خطوط العدو، والعمليات النوعية الموجعة التي نفذت من خلالها، خصوصا وأن بعضها عاد إلى القيام بدوره رغم تدمير جزء منه. أنفاق غزة الهجومية مثل أفاعي متعددة الرؤوس، تظهر في كل مكان في عمق فلسطينالمحتلة، إلى مسافات أكبر من تلك التي قطعها جيش الاحتلال داخل القطاع. 7- الحرب الإلكترونية.. اسمعوا ما نقول تمكن مهندسو القسام مرات متعددة من اختراق بث أكثر من قناة صهيونية، وبثوا عبرها رسائل حربية إلى الجمهور الإسرائيلي، وإلى جنود الاحتلال المتوجهين إلى غزة، كما تمكنوا من اختراق شبكات الاتصالات، ليبثوا عشرات آلاف الرسائل الهاتفية إلى المستوطنين، تتضمن تهديدات واضحة، مما خلق حالة رعب إضافي وإرباك كبير في الجبهة الداخلية للعدو. 8- التاسعة.. موعدكم مع القصف جعلت كتائب القسام منظومة القبة الحديدية أضحوكة، وهي تعلن عن موعد محدد لقصف تل أبيب، عاصمة الكيان الغاصب، وتتحدى العدو في أن يتمكن من اعتراض صواريخها، وهو الرهان الذي ربحته صواريخ الكتائب، التي قالت إن بعضها مزود بتقنية مضادة للرصد، وبالتالي فإن اعتراضها غير ممكن. صدقت القسام، وفشلت منظومة القبة الحديدية. 9- المكتب الإعلامي.. إذا قال فصدقوه وظفت كتائب القسام مكتبها الإعلامي بطريقة احترافية غير مسبوقة في هذه الحرب، من خلال مواكبة العمليات النوعية، ومخاطبة العدو بلغته، سواء من خلال الفواصل الإعلانية أو الأناشيد المترجمة للعبرية، أو من خلال الناطق الرسمي باسم الكتائب "أبو عبيدة"، أو من خلال التقارير الميدانية التي ترصد إبداعات القسام وتسوقها للعالم، ومقاطع الفيديو المختلفة للعمليات العسكرية . 10- نقطة الصفر.. لا مفر العبارة التي ترددت كثيرا خلال المعركة، خصوصا في العمليات المتقدمة، هي قتل الجنود الصهاينة من "مسافة صفر"، والتي تعني وقوف المقاتل القسامي مباشرة على الجندي الصهيوني، والتي تعني القتل المحقق، بطريقة لم ير العالم مثلها إلا في ألعاب الفيديو، وما بث في شريط عملية "ناحال عوز" مثال بسيط على ذلك، في انتظار مقاطع أخرى. وتؤكد الكتائب أن ما لديها من مفاجآت أكبر بكثير مما تم الإعلان عنه، وفي انتظار أن تخرج هاته الإبداعات إلى العلن، فإن ما قدم لحد الآن في معركة "العصف المأكول"، عكس قدرات متطورة لدى المقاومة الفلسطينية، تجعل الكيان المحتل يفكر ألف مرة قبل أن يتجرأ مجددا على فتح جبهة غزة.